الفصل الثالث
" هكذا التقينا "
الفصل بعنوان :
(( قصة ريو ))
********************************
(( تفضل معنا ،، أرجوك تناول الغداء معنا ))
قالتها أكاتسوكي ريو لسوزوكي روي ،، ذهب روي مع ريو و ران إلى منزلهما لتناول الغداء .
كانت ريو محرجة جدا فدخلت المنزل قائلة :
" لقد عدت ، ري ني "
رد عليها ري ب :
" أهلا بعودتك ، ريو .
أبي لم يعد مرة أخرى لذا سنكون نحن فقط ، هاااا .... معك صديقك ؟ "
،، قالت له بجدية :
" كلا إنه زميلي ! تفضل بالجلوس سوزوكي سان . سأذهب لأعد الطعام ،، ران حضري المائدة . و ري ني هل يمكنك الجلوس مع سوزوكي سان ريثما أغير ملابسي ؟ شكرا لك "
بالمناسبة .. هذا أخي الأكبر ري ني ،، و هذا أختي الصغيرة ران . هذا زميلي سوزوكي روي سان
ذهبت ريو لتغيير ملابسها و من ثم إعداد الطعام ،، و روي و ري يتحادثان و لكنها لا تعلم عن ماذا .. أعدت ريو الطعام و طلبت ران لمساعدتها ، بدؤوا بتناول الطعام في صمت قاتل ،
و ريو لا تشعر بالارتياح و كأنه ...
نعم ، كأنه هدوء ما قبل العاصفة فأزلف ري مخاطبا روي :
" هل أنت تحب شقيقتي ريو ؟!"
تفاجأ روي بالسؤال و رد بلا تردد قائلا :
" لا إنها فقط زميلتي " .
شعرت ريو بالانزعاج و لكن ران غيرت الموضوع :
(( ألن يعود أبي للمنزل اليوم أيضا ؟ مضى يومان لم نره فيهما . و أيضا أمي لم نرها منذ فترة طويلة جدا ))
... تعجب ريو و ري من كلام ران و لكن الأكثر انزعاجا من هذا الكلام كانت ريو فقالت :
" هذا ليس مهما ، لقد انتهيت من الطعام . سأذهب للتنظيف "
،، حتى روي شعر بالجو المتوتر عند التحدث عن والديها فبادر بالذهاب معها إلى المطبخ و سألها مباشرة :
(( لماذا تتصرفين هكذا عندما يأتي ذكر والديك ؟ خصوصا والدتك ؟! ماذا حدث ؟! ))
فلم ترد عليه ريو لأنها لا تتحدث مع أحد و خصوصا الأولاد .
فدخل عليهما ري قائلا :
" إن ريو ليست معتادة على مخاطبة الأولاد ، و لا تحب التحدث في هذا الموضوع بالذات أرجو منك عدم إزعا - .. "
فقاطعه روي :
( و لكن إلى متى ستبقى هكذا ؟ لا يمكنها إخفاء الحقيقة للأبد ! ولا يمكنك حمايتها للأبد ! إنها حزينة دائما كأنها تتألم .. أنا لست من النوع الذي يتدخل و لكن كزميل لها .. لا بل كصديق لها لا أريد رؤيتها بهذه الحالة ! ما الذي حدث مع والدتها لتصبح - )
فصفعته ريو قبل أن يكمل كلامه و قالت - و هي تبكي - :
(( أنت لا شأن لك سوزوكي سان ! أنت لا تعلم شيئا مما فعلته تلك المرأة التي تتحدث عنها .. فلا تتدخل من فضلك ))
.. قاطعهم جرس المنزل الذي بدأ بالرنين ، ذهبت ريو لتفتح الباب فوجدتها امرأة ،، إنها أم ريو !!
ريو تتجمد في مكانها لا تعلم ماذا تفعل .
هرعت ريو خارج المنزل و هي تصرخ و تقول :
" بسببك أنت !! كل ذلك بسببك ،، تدمرت حياتنا ! "
خرجت ريو من المنزل و هي تبكي فأوشك ري أن يلحق بها و لكن سبقه روي ،
فناداها ( ريو ) بصوت عالي جذب انتباهها فتوقفت عن الركض و مسحت دموعها و نظرت إليه بعينين حزينتين قائلة :
" لماذا تبعتني سوزوكي سان ؟ دعني و شأني من فضلك . آسفة لصفعي لك ، لم أكن في وعيي " .
ابتسم و قال : " حقا .. إنك مميزة ريو ، أنت بريئة حقا و لكن احكي لي عن ما حدث مع والدتك . سأستمع لك فنحن أصدقاء صحيح ؟ نادني روي " ،
احمرت ريو من الخجل و قالت بصوت رقيق منخفض : ( روي ) .
ابتسم و قال لها :
" أحسنت ، و الآن احكي لي ما حدث مع والدتك بالتأكيد سأعطيك جوابي في خصوص مسامحة والدتك أم لا "
استجمعت ريو قواها و قالت له : حسنا .. سأحكي لك فاستمع ...
<< عندما كنت في العاشرة من عمري كان والدي دائما منشغلا في عمله و كانت والدتي تنتظره كل يوم في المنزل ،
فيعود للمنزل و يحتضنني بقوة ،
ثم يقبل شقيقتي الصغيرة ران - و كانت في عمر الثالثة -
،، لقد كانا - بالنسبة لي - الوالدين المثاليين إلى أن جاء عيد ميلادي ..
عاد والدي إلى المنزل مبكرا ليحتفل معي به ، تلبية لرغبتي ..
فذهبنا جميعا - أنا و ري ني و ران - إلى السوق لنشتري الملابس و الطعام استعدادا للحفل و عدنا مبكرا ..
و كانت المفاجأة ،،
توفقت ريو قليلا - تمسح دموعها - قائلة :
وجد أبي أمي مع رجل آخر .. لقد كانت تخونه مع صديقه المقرب ، بالطبع والدي لم يتلق الصدمة جيدا و أنا تظاهرت بعدم معرفتي شيئا ، مع أنني شعرت أن شيئا سيئا حدث ، غضب والدي غضبا شديدا و قال لوالدتي :
( إذا كنت تحبين صديقي لهذه الدرجة ، فعليك تزوجه . فلنتطلق يوريكو - اسم والدتي - ) .
لقد انصدمت بهذا الكلام و علمت أن صورة الوالدين المثاليين تحطمت في هذه اللحظة - أو لم تكن موجودة منذ البداية ،،
و انتهت إجراءات الطلاق و لكن الوصاية انتقلت لوالدتي لتأخذني أنا و ران بعيدا عن ري ني و أبي ..
بالطبع لم أقبل بذلك فلا أريد الانفصال عن والدي و أخي .
قلت لوالدتي بكل وضوح :
( أنا سأبقى مع أبي و ري ني و أعتني بران ، فهم يحتاجونني و أنا أحتاجهم . أنت اذهبي و تزوجي من ذلك الرجل .. )
لم أفهم معنى ما قلت حتى صفعتني والدتي بقوة و ظللت تتأسف و لكن لم أسامحها طيلة السبعة أعوام الماضية ،،
كيف ذلك و قد تركت زوجها و أبناءها . و لم أرها منذ ذلك الحين
.. حتى الآن .
هذه قصتي روي ،،
فما هو جوابك ؟!
هل حقا تظن أن بإمكاني مسامحة تلك المرأة !!
كيف يمكن ذلك ؟ فهي - >>
احتضن روي ريو و قال لها :
"اهدئي ،، الآن سأعطيك جوابي ... "
يا ترى ما هو جواب روي ؟!
و هل حقا هناك جواب لهذا الحادث حقا ؟!