رجل من الماضي
حينما يرقص الأطفال
تحت إيقاع المطر ...
يعبثون بالرمل
ويشيدون قصوراً
في أبهى الصور..
ورائحة الطين العتيق
تعبق ..
تغازل ضوء الشمس
بين دفقات النهر..
تنطلق ضحكاتهم البريئة..
تعانق عنان السماء..
وأحلامهم الصغيرة
تسبح في ضوء القمر..
تأتين أنتِ!!
أيتها النجمة البعيدة..
رافلةً في
زفاف من حرير..
موشّى بأحلى الدرر..
والصغار
يتحلّقون حولكِ..
تهفو قلوبهم
لحكايا السندباد..
وبها يحلو السمر..
وعيونهم
ملؤها الأشواق ..
ترقب أسطورة
الأميرة الحسناء
ودنيا الجن وطلاسم
السحِر..
تبدين كزهرةٍ
أحاطها النحلُ
آملاً الرحيقَ
زاداً للسفر..
وأنا
أحلّق في
الفضاءآت البعيدة
على أجنحة الحب
بعيداً عن البشر..
أحلّق هنالك
حيث لا صخبَ
ولا هواجس ولا ظنون
ولا ضجر..
أنا صبّ!!!
في هواكِ
هاجني الشوق..
والقلب
في نيران الجوى قد
إستعر..
فالسهد أرقّني ..
والبعدأشقاني..
وفؤادي مجروح
معنّى بالإرتحال
وبالسهر..
آهٍ ياليالي
الزمان الحالم آهٍ..
لمن أشكو
ضياع أحلامي
وموت ورودي
وتلاشي أيام العمر..
أنا ماعدتُ أقوى
على غدر الزمن ..
أنا بقايا حطام يتقاذفها
الموج فتنكسر..
أنا ماعدتُ ذلك الفارس
الذي إمتطى
صهوات العزّ الأخضر
تيهاً وشموخاً
لا يدركه البصر..
أنا ماعدت ذلك الثائر
الذي قهر ظلمة
الليل البهيم
ليحيلها جنان فردوس
فينتصر..
أنا قابع
في كهوف التاريخ..
أحتسي كؤوس الأسى
ومرارات الوجع الأليم
وما لا يُسر..
كان حلمي ..
الإبحار في
شواطئ عينيكِ
مع ترانيم الصباح
وفي أزمنة السَحر..
كان حلمي...
أن يضوع عطر
الأماسي الحالمة
ليحتضن في حُنوٍ
كبرياء البحر..
كان حلمي ..
عبق الندى وأن
يموت ربيع عمري
بين أحضان الزهر...
وأرى عبقرية الدّجى
حين صاغ
لون شعرك متهدلاً
يموسق ألحان الوتر..
وأن يظل عشقك ..
كما ضفائر الحسناء..
مجدولاً
في شعاب الروح
يجمّل الدواخل
كما جمال الدرر..
إنكسر
حلمي الأخضر
وانزوى..
حين مات العشق
في حانات الهوى
ثملاً واندثر..
آآآهٍ ياليالي
الزمان الحالم آهٍ
لمن أشكو
ضياع أحلامي
وموت ورودي
وتلاشي
أيام العمر..
