الروتين..عدو الابداع الاول !!
(في تمام الساعة السابعة صباحا رن جرس ذاك المنبه المزعج لم يرد أن ينهض من سريره كما يفعل كل يوم و لكن ماذا عساه أن يفعل ففي انتظاره ذاك الكم الهائل من الانشغالات التي يقوم بها كلما فتح عينيه..نهض من سريره متثاقلا و توجه ليغسل وجهه و ينّشفه بعدها بمنشفته الصفراء القديمة و من ثم فرشى اسنانه بتلك الفرشاة الحمراء منثورة الشعيرات تماما كما يفعل كل صباح , نظر في المرآة وجد تجاعيد جديدة قد بدت على وجهه.. يااااه الايام تمضي عليه وهو يجري في ذات الحلقة المغلقة!!.. ارتدى ذاك القميص الكحلي والبنطال الاسود المعهود ..خرج من بيته مسرعا حاملا بيده قهوته السادة التي لطالما حملها معه لعدم إستطاعته أن يشربها في البيت لكي لا يوبخه ذاك المدير السمين صاحب الشنب الغليظ عندما يتأخر عن عمله ..استقل نفس الباص الذي حفظ سائقه عن وجه قلب كيف لا وهو يركب معه من نفس الموقف وبنفس الوقت ..أخيرا وصل الى مكان عمله في تلك الوظيفة الروتينية, و عندها دخل مكتبه المعتاد.. فتلك المذكرة بنفس مكانها فوق المكتب مع تراكم الغبار عليها و ذاك الكوب موجود بمكانه المعتاد اما القلم الازرق فهو على يمين القلم الاحمر كما جرت العادة اما وعاء النباتات فقد ترك اثرا على الأرض فهو لم يتحرك منذ سنين!!!
بدأت ساعات الدوام الثمانية المرهقة و عندها احضر الملف الذي لطالما حمله منذ التحاقه في العمل ..رتب اوراقه و وقّع على وثائقه وشفتاه تتمتم بنبرة الضجر وعدم الرضا عن روتين عمله القاتل وسوء الراتب و صرامة المدير.. داعيا الله أن يأتيه مدير غيره لا أن يكون هو بنفسه المدير ..مرت السنين ووصل الى سن التقاعد بخبرة تفوق الثلاثين سنة بنفس الوظيفة و التي هي بالاحرى سنة كررها ثلاثين مرة )
الكثير منا تمر عليه الايام كما كانت تمر على ذاك الموظف سالف الذكر مع اختلاف السيناريوهات والتي تُحكم الوثاق على سواعدنا سعيا لجعلنا أشخاص محبطين ..روتينيين ..فارغين من الابداع لا يسعنا سوى التذمر من واقعنا المرير !! ..لكن لا والف لا لن ندع الروتين تحكم حياتنا بل نحن من سيملئها ابداعا ...اكسر قيدك و طور نفسك و ابدع و زد على الدنيا كي لا تكون زيادة عليها ..مد يديك لتمسك حبل النجاح و لا تدع المثبّطين يقطعونه ..لا تكن ممن قيل عنه : ولد ومات..بل كن ممن يقال عنه ولد وعاش ولم يمت..فحتى بعد موته فهو حي بأثره.
بقلم :عمر ناجي محمد الحاج محمود
(في تمام الساعة السابعة صباحا رن جرس ذاك المنبه المزعج لم يرد أن ينهض من سريره كما يفعل كل يوم و لكن ماذا عساه أن يفعل ففي انتظاره ذاك الكم الهائل من الانشغالات التي يقوم بها كلما فتح عينيه..نهض من سريره متثاقلا و توجه ليغسل وجهه و ينّشفه بعدها بمنشفته الصفراء القديمة و من ثم فرشى اسنانه بتلك الفرشاة الحمراء منثورة الشعيرات تماما كما يفعل كل صباح , نظر في المرآة وجد تجاعيد جديدة قد بدت على وجهه.. يااااه الايام تمضي عليه وهو يجري في ذات الحلقة المغلقة!!.. ارتدى ذاك القميص الكحلي والبنطال الاسود المعهود ..خرج من بيته مسرعا حاملا بيده قهوته السادة التي لطالما حملها معه لعدم إستطاعته أن يشربها في البيت لكي لا يوبخه ذاك المدير السمين صاحب الشنب الغليظ عندما يتأخر عن عمله ..استقل نفس الباص الذي حفظ سائقه عن وجه قلب كيف لا وهو يركب معه من نفس الموقف وبنفس الوقت ..أخيرا وصل الى مكان عمله في تلك الوظيفة الروتينية, و عندها دخل مكتبه المعتاد.. فتلك المذكرة بنفس مكانها فوق المكتب مع تراكم الغبار عليها و ذاك الكوب موجود بمكانه المعتاد اما القلم الازرق فهو على يمين القلم الاحمر كما جرت العادة اما وعاء النباتات فقد ترك اثرا على الأرض فهو لم يتحرك منذ سنين!!!
بدأت ساعات الدوام الثمانية المرهقة و عندها احضر الملف الذي لطالما حمله منذ التحاقه في العمل ..رتب اوراقه و وقّع على وثائقه وشفتاه تتمتم بنبرة الضجر وعدم الرضا عن روتين عمله القاتل وسوء الراتب و صرامة المدير.. داعيا الله أن يأتيه مدير غيره لا أن يكون هو بنفسه المدير ..مرت السنين ووصل الى سن التقاعد بخبرة تفوق الثلاثين سنة بنفس الوظيفة و التي هي بالاحرى سنة كررها ثلاثين مرة )
الكثير منا تمر عليه الايام كما كانت تمر على ذاك الموظف سالف الذكر مع اختلاف السيناريوهات والتي تُحكم الوثاق على سواعدنا سعيا لجعلنا أشخاص محبطين ..روتينيين ..فارغين من الابداع لا يسعنا سوى التذمر من واقعنا المرير !! ..لكن لا والف لا لن ندع الروتين تحكم حياتنا بل نحن من سيملئها ابداعا ...اكسر قيدك و طور نفسك و ابدع و زد على الدنيا كي لا تكون زيادة عليها ..مد يديك لتمسك حبل النجاح و لا تدع المثبّطين يقطعونه ..لا تكن ممن قيل عنه : ولد ومات..بل كن ممن يقال عنه ولد وعاش ولم يمت..فحتى بعد موته فهو حي بأثره.
بقلم :عمر ناجي محمد الحاج محمود