السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هو عبد الله بن مسعود، أبو عبد الرحمان الهذلي، و أمه أم عبد بنت عبد ود من هذيل ، و كان ينسب إليها أحيانا فيقال أم عبد. و قد كان رحمه الله "آدم خفيف اللحم، لطيف القد، أحمش الساقين، حسن النبرة، طيب الرائحة، موصوفا بالذكاء و الفطنة".
"أسلم قديما" فهذا ابن مسعود يقول:"لقد رأيتني سادس ستة، ما على ظهر الأرض مسلم غيرنا". و هو أول من جهر بالقرآن بمكة بعد رسول الله ، و أوذي في الله من أجل ذلك. و لما أسلم عبد الله، أخذه رسول الله و كان يخدمه، و قال له:"إذنك علي أن تسمع سوادي و يرفع الحجاب". فكان يلج عليه، و يلبسه نعليه، ويمشي معه و أمامه، و يسنده إذا اغتسل، و يوقظه إذا نام، وكان يعرف في الصحاب بصاحب السواد و السواك. حتى قال فيه أبو موسى الأشعري: " لقد رأيت رسول الله ، و ما رأى إلا ابن مسعود من أهله".
هاجر إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، و صلى القبلتين، و شهد بدرا و أحدا و الخندق و بيعة الرضوان، و سائر المشاهد مع رسول الله ، و شهد اليرموك بعد وفاة رسول الله ، و هو الذي أجهز إلى أبي جهل يوم بدر. و قد روى عبيدة الشمعاني عن ابن مسعود:"أن النبي بشره بالجنة، و سمعه يدعو فقال: سل تعطه، و قال: لرجل عبد الله في الميزان أثقل من أحد".
و مما يدل أيضا على علو منزلته هاته, ما أخرجه الإمام أحمد في مسنده عن علي قال: قال رسول الله :"لو كنت مؤمرا أحدا دون مشورة المؤمنين لأمرت ابن أم عبد". و قد ولي بيت المال بالكوفة لعمر و عثمان". وفد من الكوفة إلى المدينة ، فمات بها آخر سنة اثنين و ثلاثين ، ودفن بالبقيع، و له بضع و ستون سنة".
مبلغه من العلم:
لقد أتاه الله الحكمة مثلما أعطاه التقوى، فقد كان ابن مسعود من أحفظ الصحابة لكتاب الله، و كان رسول الله ، يحب أن يسمع منه القرآن، وقد أخبر هو بنفسه عن ذلك فقال:"قال لي رسول الله : اقرأ علي، فقلت كيف أقرأ عليك و عليك أنزل؟ قال إني أحب! و قال وهب في حديثه، إني أشتهي أن أسمعه من غيري! قال فقرأت عليه سورة النساء حتى إذا بلغت" فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد و جئنا بك على هؤلاء شهيدا", قال أبو نعيم في حديثه: فقال لي حسبك! و قال جميعا: فنظرت إليه و قد اغرورقت عينا النبي و قال:"من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل، فليقرأه قراءة ابن أم عبد" .
و قد كان ابن مسعود يعرف ذلك من نفسه، و يفخر به، و لا أدل على هذا من كرهه لزيد بن ثابت نسخ المصاحف في عهد عثمان، إذ كان يرى أنه الأولى بهذه المهمة و صاحبها، و قد قال في هذا:"أعزل عن نسخ المصاحف و يتولاه رجل" ، " فو الذي لا إله غيره لقد أخذت من في رسول الله ، بضعا و سبعين سورة، و زيد بن ثابت غلام له دؤابتان يلعب مع الغلمان".
و قد ذكر عمر ابن مسعود فقال:" كنيف مليء علما، آثرت به أهل القادسية". و قال أبو موسى:"مجلس كنت أجالسه ابن مسعود أوثق في نفسي من عمل سنة.
و لما جاء نعيه إلى أبي الدرداء قال:"ما ترك بعده مثله". و قد أقام رضي الله عنه بالكوفة يأخذ عنه أهلها الحديث و التفسير و الفقه، و هو معلمهم و قاضيهم، و مؤسس طريقهم في الاعتداد بالرأي, حيث لا يوجد النص, و لما قدم علي الكوفة، حضر عنده قوم و ذكروا له بعض قول عبد الله، و قالوا:"ما رأينا رجلا أحسن خلقا و لا أرفق تعليما، ولا أحسن مجالسة و أشد ورعا من ابن مسعود. قال علي: أنشدكم الله أهو الصدق من قلوبكم؟ قالوا:نعم, قال: اللهم أشهد أني أقول مثل ما قالوا و أفضل".
و من هذا كله, يتبين لنا مكانة ابن مسعود رضي الله عنه في العلم، و منزلته بين إخوانه من الصحابة، فالكل يشهد له، و يقدمه على غيره، و ذلك فضل الله يوتيه من يشاء من عباده.
دمتم بحفظ الله
هو عبد الله بن مسعود، أبو عبد الرحمان الهذلي، و أمه أم عبد بنت عبد ود من هذيل ، و كان ينسب إليها أحيانا فيقال أم عبد. و قد كان رحمه الله "آدم خفيف اللحم، لطيف القد، أحمش الساقين، حسن النبرة، طيب الرائحة، موصوفا بالذكاء و الفطنة".
"أسلم قديما" فهذا ابن مسعود يقول:"لقد رأيتني سادس ستة، ما على ظهر الأرض مسلم غيرنا". و هو أول من جهر بالقرآن بمكة بعد رسول الله ، و أوذي في الله من أجل ذلك. و لما أسلم عبد الله، أخذه رسول الله و كان يخدمه، و قال له:"إذنك علي أن تسمع سوادي و يرفع الحجاب". فكان يلج عليه، و يلبسه نعليه، ويمشي معه و أمامه، و يسنده إذا اغتسل، و يوقظه إذا نام، وكان يعرف في الصحاب بصاحب السواد و السواك. حتى قال فيه أبو موسى الأشعري: " لقد رأيت رسول الله ، و ما رأى إلا ابن مسعود من أهله".
هاجر إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، و صلى القبلتين، و شهد بدرا و أحدا و الخندق و بيعة الرضوان، و سائر المشاهد مع رسول الله ، و شهد اليرموك بعد وفاة رسول الله ، و هو الذي أجهز إلى أبي جهل يوم بدر. و قد روى عبيدة الشمعاني عن ابن مسعود:"أن النبي بشره بالجنة، و سمعه يدعو فقال: سل تعطه، و قال: لرجل عبد الله في الميزان أثقل من أحد".
و مما يدل أيضا على علو منزلته هاته, ما أخرجه الإمام أحمد في مسنده عن علي قال: قال رسول الله :"لو كنت مؤمرا أحدا دون مشورة المؤمنين لأمرت ابن أم عبد". و قد ولي بيت المال بالكوفة لعمر و عثمان". وفد من الكوفة إلى المدينة ، فمات بها آخر سنة اثنين و ثلاثين ، ودفن بالبقيع، و له بضع و ستون سنة".
مبلغه من العلم:
لقد أتاه الله الحكمة مثلما أعطاه التقوى، فقد كان ابن مسعود من أحفظ الصحابة لكتاب الله، و كان رسول الله ، يحب أن يسمع منه القرآن، وقد أخبر هو بنفسه عن ذلك فقال:"قال لي رسول الله : اقرأ علي، فقلت كيف أقرأ عليك و عليك أنزل؟ قال إني أحب! و قال وهب في حديثه، إني أشتهي أن أسمعه من غيري! قال فقرأت عليه سورة النساء حتى إذا بلغت" فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد و جئنا بك على هؤلاء شهيدا", قال أبو نعيم في حديثه: فقال لي حسبك! و قال جميعا: فنظرت إليه و قد اغرورقت عينا النبي و قال:"من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل، فليقرأه قراءة ابن أم عبد" .
و قد كان ابن مسعود يعرف ذلك من نفسه، و يفخر به، و لا أدل على هذا من كرهه لزيد بن ثابت نسخ المصاحف في عهد عثمان، إذ كان يرى أنه الأولى بهذه المهمة و صاحبها، و قد قال في هذا:"أعزل عن نسخ المصاحف و يتولاه رجل" ، " فو الذي لا إله غيره لقد أخذت من في رسول الله ، بضعا و سبعين سورة، و زيد بن ثابت غلام له دؤابتان يلعب مع الغلمان".
و قد ذكر عمر ابن مسعود فقال:" كنيف مليء علما، آثرت به أهل القادسية". و قال أبو موسى:"مجلس كنت أجالسه ابن مسعود أوثق في نفسي من عمل سنة.
و لما جاء نعيه إلى أبي الدرداء قال:"ما ترك بعده مثله". و قد أقام رضي الله عنه بالكوفة يأخذ عنه أهلها الحديث و التفسير و الفقه، و هو معلمهم و قاضيهم، و مؤسس طريقهم في الاعتداد بالرأي, حيث لا يوجد النص, و لما قدم علي الكوفة، حضر عنده قوم و ذكروا له بعض قول عبد الله، و قالوا:"ما رأينا رجلا أحسن خلقا و لا أرفق تعليما، ولا أحسن مجالسة و أشد ورعا من ابن مسعود. قال علي: أنشدكم الله أهو الصدق من قلوبكم؟ قالوا:نعم, قال: اللهم أشهد أني أقول مثل ما قالوا و أفضل".
و من هذا كله, يتبين لنا مكانة ابن مسعود رضي الله عنه في العلم، و منزلته بين إخوانه من الصحابة، فالكل يشهد له، و يقدمه على غيره، و ذلك فضل الله يوتيه من يشاء من عباده.
دمتم بحفظ الله