فجّر العدوان الصهيوني على قطاع غزة، جملة من التناقضات أسقطت الأقنعة عن الكثير من الأنظمة العربية التي باتت عبءا على شعوبها، ومراكز متقدمة في منظومة الدفاع على كيان غاصب، تحت مسوغات لم تعد تنطلي على ذكاء الشارع العربي.
وبينما انبرت دول بعيدة لا تجمعها مع الشعوب العربية غير رابطة الأخوة في الإنسانية، مثل دول أمريكا اللاتينية (بوليفيا، التشيلي، البرازيل، فنزويلا..)، للدفاع عن سكان "غزة"، ارتمت دول أخرى قريبة من غزة جغرافيا ودما، في أحضان العدو الأبدي لقضايا الأمة، الكيان الصهيوني، في مشهد مأساوي لا يكاد يصدق.
ولم يعد يشق على أي كان مكابدة معاناة البحث والتحري، كي يصل إلى التفريق بين من "مع" ومن "ضد" حق، بل واجب، الشعب الفلسطيني في مقاومة عدوان الاحتلال الصهيوني. ويمكن الانطلاق في عملية فرز الموقف الرسمي العربي، من المبادرتين اللتين قدمتا لحد الآن، لوقف العدوان الصهيوني على غزة.
المبادرة الأولى هي تلك التي قدمتها السلطات المصرية، ولقيت الترحاب من قبل الكيان الصهيوني ورفضت من جميع فصائل المقاومة الفلسطينية، والمبادرة الثانية هي تلك التي قدمتها دولة قطر، ولقيت القبول من الفلسطينيين، لكنها رفضت من قبل العدو الصهيوني.
إبان الحركة الوطنية، قال إمام ورائد النهضة الجزائرية، عبد الحميد بن باديس: "لو قالت لي فرنسا قل لا إله إلا الله، ما قلتها". بالتأكيد، لم يكن هذا الرجل الذي أفنى حياته في خدمة الإسلام والعربية ومحاربة الاحتلال الفرنسي، وغادر الدنيا وهو في ريعان شبابه، لم يكن يقصد أنه يرفض الشهادة، وإنما للتدليل على أن المستعمر أيا كان، لا يحب الخير لشعوب مستعمراته، ولو تظاهر بذلك.
نسرد هذا المقولة الشهيرة لرجل أمثاله قليلون، كي نسقطها على واقع فلسطين اليوم، الذي يشبه إلى حد بعيد، المرحلة التي عاشتها الجزائر قبل الاستقلال.. الصهيوني يتمسك بالمبادرة المصرية ويطالب بإقرارها ولو تطلب الأمر إبادة كل مدنيي غزة.. وهو ما يحصل اليوم.
مصر تحاول اليوم لعب دور الوصي على "غزة" وتتصرف وكأنها هي من يدرك مصالح الشعب الفلسطيني، وتسعى لفرض هذا المنطق ولو عبر القفز على أصحاب الشأن، وهو ما جسدته في المبادرة التي رفضت من قبل كل فضائل المقاومة، حيث لم تتحمل حتى عناء التواصل مع طرف رئيسي في المعادلة، وهي حركة "حماس" ربما لخصومة سياسية سابقة، يبدو أن القاهرة عسر عليها التخلص منها.
لم يتجرأ النظام المصري ومن يدعمه في مبادرته من العرب، مثل السعودية والإمارات والأردن، على وصف ما يحدث من مجازر في غزة على أنه "إرهاب دولة"، يتعين إحالة مرتكبيه إلى المحاكم الدولية، بل إن لسان حال مصر ومن يدور في فلكها، يرى في مقاومة حماس وبقية الفصائل الفلسطينية للعدوان الصهيوني عملا إرهابيا، وقد التقوا في هذا جميعا مع دولة الكيان الغاصب، الذي يبرر تدميره وقتله للمدنيين في غزة، بأنه محاربة للإرهاب.
وبالمقابل، ترفض دول أخرى لا هي بالعربية ولا بالمسلمة، الصمت الذي يرافق قتل أطفال ونساء غزة، وتتجرأ على قول ما يقوله الشارع العربي: "إسرائيل هي الدولة الإرهابية وليس حماس أو غيرها من الفصائل الفلسطينية"، كما جاء على لسان الرئيس البوليفي، إيفو موراليس، الوريث الشرعي لثقافة التحرر في أمريكا اللاتينية، بعد الرئيس الفنزويلي الراحل، هوغو تشافيز، فضلا عن بقية دول القارة اللاتينية الأخرى، فنزويلا والتشيلي والبرازيل..
منقول
وبينما انبرت دول بعيدة لا تجمعها مع الشعوب العربية غير رابطة الأخوة في الإنسانية، مثل دول أمريكا اللاتينية (بوليفيا، التشيلي، البرازيل، فنزويلا..)، للدفاع عن سكان "غزة"، ارتمت دول أخرى قريبة من غزة جغرافيا ودما، في أحضان العدو الأبدي لقضايا الأمة، الكيان الصهيوني، في مشهد مأساوي لا يكاد يصدق.
ولم يعد يشق على أي كان مكابدة معاناة البحث والتحري، كي يصل إلى التفريق بين من "مع" ومن "ضد" حق، بل واجب، الشعب الفلسطيني في مقاومة عدوان الاحتلال الصهيوني. ويمكن الانطلاق في عملية فرز الموقف الرسمي العربي، من المبادرتين اللتين قدمتا لحد الآن، لوقف العدوان الصهيوني على غزة.
المبادرة الأولى هي تلك التي قدمتها السلطات المصرية، ولقيت الترحاب من قبل الكيان الصهيوني ورفضت من جميع فصائل المقاومة الفلسطينية، والمبادرة الثانية هي تلك التي قدمتها دولة قطر، ولقيت القبول من الفلسطينيين، لكنها رفضت من قبل العدو الصهيوني.
إبان الحركة الوطنية، قال إمام ورائد النهضة الجزائرية، عبد الحميد بن باديس: "لو قالت لي فرنسا قل لا إله إلا الله، ما قلتها". بالتأكيد، لم يكن هذا الرجل الذي أفنى حياته في خدمة الإسلام والعربية ومحاربة الاحتلال الفرنسي، وغادر الدنيا وهو في ريعان شبابه، لم يكن يقصد أنه يرفض الشهادة، وإنما للتدليل على أن المستعمر أيا كان، لا يحب الخير لشعوب مستعمراته، ولو تظاهر بذلك.
نسرد هذا المقولة الشهيرة لرجل أمثاله قليلون، كي نسقطها على واقع فلسطين اليوم، الذي يشبه إلى حد بعيد، المرحلة التي عاشتها الجزائر قبل الاستقلال.. الصهيوني يتمسك بالمبادرة المصرية ويطالب بإقرارها ولو تطلب الأمر إبادة كل مدنيي غزة.. وهو ما يحصل اليوم.
مصر تحاول اليوم لعب دور الوصي على "غزة" وتتصرف وكأنها هي من يدرك مصالح الشعب الفلسطيني، وتسعى لفرض هذا المنطق ولو عبر القفز على أصحاب الشأن، وهو ما جسدته في المبادرة التي رفضت من قبل كل فضائل المقاومة، حيث لم تتحمل حتى عناء التواصل مع طرف رئيسي في المعادلة، وهي حركة "حماس" ربما لخصومة سياسية سابقة، يبدو أن القاهرة عسر عليها التخلص منها.
لم يتجرأ النظام المصري ومن يدعمه في مبادرته من العرب، مثل السعودية والإمارات والأردن، على وصف ما يحدث من مجازر في غزة على أنه "إرهاب دولة"، يتعين إحالة مرتكبيه إلى المحاكم الدولية، بل إن لسان حال مصر ومن يدور في فلكها، يرى في مقاومة حماس وبقية الفصائل الفلسطينية للعدوان الصهيوني عملا إرهابيا، وقد التقوا في هذا جميعا مع دولة الكيان الغاصب، الذي يبرر تدميره وقتله للمدنيين في غزة، بأنه محاربة للإرهاب.
وبالمقابل، ترفض دول أخرى لا هي بالعربية ولا بالمسلمة، الصمت الذي يرافق قتل أطفال ونساء غزة، وتتجرأ على قول ما يقوله الشارع العربي: "إسرائيل هي الدولة الإرهابية وليس حماس أو غيرها من الفصائل الفلسطينية"، كما جاء على لسان الرئيس البوليفي، إيفو موراليس، الوريث الشرعي لثقافة التحرر في أمريكا اللاتينية، بعد الرئيس الفنزويلي الراحل، هوغو تشافيز، فضلا عن بقية دول القارة اللاتينية الأخرى، فنزويلا والتشيلي والبرازيل..
منقول