بيَّن رسول الله -عليه السلام- أنَّ الدِّين فيه: إسلامٌ وإيمانٌ وإحسانٌ، وأوضح العلماء أن الإسلام هو "الشعائر الظاهرة" والإيمان هو"العقائد" والإحسان هو"الارتقاء إلى حال الصفاء الروحيِّ"، هذا كلُّه مع أنَّ الدِّين يسمَّى "إسلامًا وإيمانًا وإحسانًا"، في مواضعَ كثيرةٍ من القرآن الكريم والسنَّة النبوية، يكفي أن أذكر منها قوله تعالى "فأخرجْنا مَن كان فيها من المؤمنين؛ فما وجدْنا فيها غيرَ بيتٍ من المسلمين"، فعبَّر عن وصفٍ واحدٍ باسمينِ مختلفين هما: الإيمان والإسلام.
وأمَّا تلك المراتب التي أكثرَ فيها علماءُ السلوك في كتبهم ومقالاتهم المشهورة؛ والتي طبعتْ في نظرٍ كثيرٍ من العامَّة والفقهاء أنَّ في الدين "خصوصيَّاتٍ" لبعض الناس دون بعضٍ، وأنَّ هناك أوصافًا لا تنبغي إلا لهؤلاء دون غيرهم، وشاعتْ في العرف السلوكيِّ ألفاظٌ مثلُ: الخاصَّة، وخاصَّة الخاصَّة ونحوهما، تمامًا كما شاع عند الفقهاء مصطلح: مجتهد المذهب والمجتهد المطلق ونحوهما، فقسَّموا الأحوالَ الدينيَّة طبقاتٍ وزَّعوها على الناس في طبقيَّةٍ ظاهرةٍ! وهذا بالنظر إلى النصوص وعمومها باطلٌ؛ لأنَّ كلَّ مسلمٍ -أيًّا كان علمه بالشريعة ومهما كان تديُّنُهُ واستقامتُهُ- لا بدَّ وأنَّهُ ضرب من كلِّ تلك الأحوال بسهم، ومُحالٌ -إن كان مسلمًا صحيحَ الإسلام عند الله- ألاَّ يعمل بعمل ظاهرٍ أو لا تصفوَ نفسُهُ من كَدَر الشهوانيَّة، بل ليس هناك عملٌ ظاهرٌ يتحقَّقُ في الواقع إلا إذا كان دافعُهُ شيئان: عقيدةٌ في الله، وسموٌّ روحيٌّ، حتى في أصغر الأعمال كإماطة الأذى عن الطريق!
والمغزى من الكلام؛ أنَّ ما يسمَّى بـ"مراتب الدِّين" شائعةٌ في كلِّ أحد، وأن العمليَّةَ الدِّينيَّةَ المتجاذَبَةِ بين الظاهر والباطن لا تحدثُ إلا بتحقُّق تلك الأوصاف، بين مُقِلٍّ ومُكثِرٍ، إذْ ليس هناك في شريعة الله: مسلمٌ لم يتذوقْ طعم الإيمان، ولا مؤمنٌ قصُر عن درجة الإحسان، وإنَّما في كتاب الله: كلٌّ قد أخذ من تلك الأوصاف بحسب توفيق الله، وبهذا جاء النصُّ في قوله سبحانه وتعالى: "ثم أورثْنا الكتابَ الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله؛ ذلك هو الفضلُ الكبيرُ"، فقد نصَّ الله -عزَّ وجلَّ- صراحةً على أنَّ كل هؤلاء داخلون "فيمن اصطفاهم الله"، والاصطفاء الإلهيُّ تزكيةٌ ما بعدها تزكية، وهي ثابتةٌ لكلِّ مسلم صحيح الإسلام، سواءٌ: كان ظالمًا لنفسِهِ أو مقتصدًا أو سابقًا بالخيرات.
وبعض الفرق الإسلاميَّة حاولتْ إضفاءَ الخصوصيَّة على أتباعها أو مشايخها، وهذا بدعةٌ في الدين، لأنَّ كلَّ حكمٍ شرعيٍّ هو لازمٌ لكلِّ مسلمٍ حسب الشروط الأصولية، والانتماء لإحدى الفرق والطوائف لا يعطي قداسةً ولا صكَّ غفرانٍ لأحد، وإذا نجا صاحبُهُ من الحساب والمساءلة عن هذا الانتماء فقد نجا!!
وأمَّا تلك المراتب التي أكثرَ فيها علماءُ السلوك في كتبهم ومقالاتهم المشهورة؛ والتي طبعتْ في نظرٍ كثيرٍ من العامَّة والفقهاء أنَّ في الدين "خصوصيَّاتٍ" لبعض الناس دون بعضٍ، وأنَّ هناك أوصافًا لا تنبغي إلا لهؤلاء دون غيرهم، وشاعتْ في العرف السلوكيِّ ألفاظٌ مثلُ: الخاصَّة، وخاصَّة الخاصَّة ونحوهما، تمامًا كما شاع عند الفقهاء مصطلح: مجتهد المذهب والمجتهد المطلق ونحوهما، فقسَّموا الأحوالَ الدينيَّة طبقاتٍ وزَّعوها على الناس في طبقيَّةٍ ظاهرةٍ! وهذا بالنظر إلى النصوص وعمومها باطلٌ؛ لأنَّ كلَّ مسلمٍ -أيًّا كان علمه بالشريعة ومهما كان تديُّنُهُ واستقامتُهُ- لا بدَّ وأنَّهُ ضرب من كلِّ تلك الأحوال بسهم، ومُحالٌ -إن كان مسلمًا صحيحَ الإسلام عند الله- ألاَّ يعمل بعمل ظاهرٍ أو لا تصفوَ نفسُهُ من كَدَر الشهوانيَّة، بل ليس هناك عملٌ ظاهرٌ يتحقَّقُ في الواقع إلا إذا كان دافعُهُ شيئان: عقيدةٌ في الله، وسموٌّ روحيٌّ، حتى في أصغر الأعمال كإماطة الأذى عن الطريق!
والمغزى من الكلام؛ أنَّ ما يسمَّى بـ"مراتب الدِّين" شائعةٌ في كلِّ أحد، وأن العمليَّةَ الدِّينيَّةَ المتجاذَبَةِ بين الظاهر والباطن لا تحدثُ إلا بتحقُّق تلك الأوصاف، بين مُقِلٍّ ومُكثِرٍ، إذْ ليس هناك في شريعة الله: مسلمٌ لم يتذوقْ طعم الإيمان، ولا مؤمنٌ قصُر عن درجة الإحسان، وإنَّما في كتاب الله: كلٌّ قد أخذ من تلك الأوصاف بحسب توفيق الله، وبهذا جاء النصُّ في قوله سبحانه وتعالى: "ثم أورثْنا الكتابَ الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله؛ ذلك هو الفضلُ الكبيرُ"، فقد نصَّ الله -عزَّ وجلَّ- صراحةً على أنَّ كل هؤلاء داخلون "فيمن اصطفاهم الله"، والاصطفاء الإلهيُّ تزكيةٌ ما بعدها تزكية، وهي ثابتةٌ لكلِّ مسلم صحيح الإسلام، سواءٌ: كان ظالمًا لنفسِهِ أو مقتصدًا أو سابقًا بالخيرات.
وبعض الفرق الإسلاميَّة حاولتْ إضفاءَ الخصوصيَّة على أتباعها أو مشايخها، وهذا بدعةٌ في الدين، لأنَّ كلَّ حكمٍ شرعيٍّ هو لازمٌ لكلِّ مسلمٍ حسب الشروط الأصولية، والانتماء لإحدى الفرق والطوائف لا يعطي قداسةً ولا صكَّ غفرانٍ لأحد، وإذا نجا صاحبُهُ من الحساب والمساءلة عن هذا الانتماء فقد نجا!!