مقام التوبة لا ينتهي أبداً ، وطالما أن الإنسان يريد الله فلا يترك التوبة طرفة عين ولا أقل لأن الله يقول {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} البقرة222
وليس المقصود من المتطهرين من يطهرون الجسم بالماء و فقط ، ولكن هناك حكمة عالية قد فسرها لنا أحد الصالحين فقال : إن ما يطهر الإنسان أن يتذكر أصله
ما أصله؟ ماء مهين أو سلالة من طين ، فعندما يتذكر أصله ويرجع له يتبين له أنه تراب ، وهل التراب يسمع أو يبصر أو يتكلم؟ أبداً ، فأنت من ماء مهين أو من تراب وطين ، وكل ما زاد عن الماء المهين وعن التراب والطين فهو جمال رب العالمين ، فلماذا تنسبه لنفسك ؟ إنه من الله ، فلا تقول صوتي ولا علمي ولا نظري ولا عقلي ولا فكري فكل ذلك يجب أن تكون نسبته لله جل في علاه.
إذاً الطهارة ليست طهارة الجوارح بالماء ، ولكن طهارة القلب بالكلية من جميع الأمراض التى نعى الله على أهلها في الآيات القرآنية وقال في شأنهم {فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً} البقرة10
فهناك طهارة للصلاة ، وهناك طهارة للصلة بالله ، وطهارة الصلة بالله هي طهارة القلب من كل ما سواه ، فيطهر القلب من الأحقاد و الأحساد والغل والكره والأثرة والأنانية وكل الذنوب والصفات على إختلاف أنواعها ، والذنوب أنواع : فهناك ذنوب إبليسية وهناك ذنوب حيوانية وهناك ذنوب جبروتية وهناك ذنوب سبعية
والذنوب الحيوانية : هي التي يتشبه فيها الإنسان بالحيوان وهي والعياذ بالله ، الزنا وعمل قوم لوط وما شابه ذلك من هذه الذنوب
والذنوب الإبليسية : كالمكر والخديعة والإيقاع بين خلق الله والمشي بين الناس بالغيبة والنميمة وما شابه ذلك
والذنوب السبعية هي كالإختيال بالقوة والفخر بالأحساب والأنساب والتطاول على خلق الله تارة بلسانه وأحياناً بيده وأحياناً بماله
وأشدها وألعنها وأقواها الذنوب الجبروتية وهي التي يشارك فيها الإنسان الذات العلية في الأسماء التي لها خصوصية ، كأن يتكبر على خلق الله أو أن يتعالى على كل ما سواه ، ولا يكون عنده تواضع للفقراء والمساكين من عباد الله ، لأن الله يقول في حديثه القدسي {الكِبْرِيَاءُ رِدَائي، والعظَمَةُ إزارِي، فَمَنْ نَازَعَني واحِداً منهما، قَذَفْتُهُ في النَّارِ}{1}
ويقول أحد الصالحين :
ألا من يكن في قلبه بعض ذرة من الكبر والأحقاد ما هو ذائق
فيلزم للإنسان أن يتطهر من كل هذه الصفات وكل هذه الفعال ، فيطهر القلب ثم يطهر السر من جميع الأغيار ، حتى لا يكون فيه إلا العزيز الغفار ويطهر الروح من الوقوف حتى مع الفتوح ، يعني لو فتح الله عليه ووقف مع الفتح فقد ضيع نفسه ، لأنه سيرى أنه من أهل الفتح ويريد من الناس أن تثني عليه بسبب الفتح وتقبل عليه بسبب الفتح ونسي أن الفتح من الفتاح ، إن شاء أبقاه وإن شاء زاده وأغناه وإن شاء خلاّه وهي إرادة الله جل في علاه
إذن الطهارة هنا ليست طهارة الظواهر فقط ولكنها طهارة الظواهر وطهارة البواطن وهي ما يريدها الله ، ولذلك قال الله في المتطهرين الذين يتطهرون من كل هذه الأشياء {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ }التوبة108
{1} صحيح ابن حبان عن أبي هُرَيْرَةَ أن رَسُول صلى الله عليه وسلم قال :فيما يَحْكِي عن ربِّه جَلَّ وعلا :
وليس المقصود من المتطهرين من يطهرون الجسم بالماء و فقط ، ولكن هناك حكمة عالية قد فسرها لنا أحد الصالحين فقال : إن ما يطهر الإنسان أن يتذكر أصله
ما أصله؟ ماء مهين أو سلالة من طين ، فعندما يتذكر أصله ويرجع له يتبين له أنه تراب ، وهل التراب يسمع أو يبصر أو يتكلم؟ أبداً ، فأنت من ماء مهين أو من تراب وطين ، وكل ما زاد عن الماء المهين وعن التراب والطين فهو جمال رب العالمين ، فلماذا تنسبه لنفسك ؟ إنه من الله ، فلا تقول صوتي ولا علمي ولا نظري ولا عقلي ولا فكري فكل ذلك يجب أن تكون نسبته لله جل في علاه.
إذاً الطهارة ليست طهارة الجوارح بالماء ، ولكن طهارة القلب بالكلية من جميع الأمراض التى نعى الله على أهلها في الآيات القرآنية وقال في شأنهم {فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً} البقرة10
فهناك طهارة للصلاة ، وهناك طهارة للصلة بالله ، وطهارة الصلة بالله هي طهارة القلب من كل ما سواه ، فيطهر القلب من الأحقاد و الأحساد والغل والكره والأثرة والأنانية وكل الذنوب والصفات على إختلاف أنواعها ، والذنوب أنواع : فهناك ذنوب إبليسية وهناك ذنوب حيوانية وهناك ذنوب جبروتية وهناك ذنوب سبعية
والذنوب الحيوانية : هي التي يتشبه فيها الإنسان بالحيوان وهي والعياذ بالله ، الزنا وعمل قوم لوط وما شابه ذلك من هذه الذنوب
والذنوب الإبليسية : كالمكر والخديعة والإيقاع بين خلق الله والمشي بين الناس بالغيبة والنميمة وما شابه ذلك
والذنوب السبعية هي كالإختيال بالقوة والفخر بالأحساب والأنساب والتطاول على خلق الله تارة بلسانه وأحياناً بيده وأحياناً بماله
وأشدها وألعنها وأقواها الذنوب الجبروتية وهي التي يشارك فيها الإنسان الذات العلية في الأسماء التي لها خصوصية ، كأن يتكبر على خلق الله أو أن يتعالى على كل ما سواه ، ولا يكون عنده تواضع للفقراء والمساكين من عباد الله ، لأن الله يقول في حديثه القدسي {الكِبْرِيَاءُ رِدَائي، والعظَمَةُ إزارِي، فَمَنْ نَازَعَني واحِداً منهما، قَذَفْتُهُ في النَّارِ}{1}
ويقول أحد الصالحين :
ألا من يكن في قلبه بعض ذرة من الكبر والأحقاد ما هو ذائق
فيلزم للإنسان أن يتطهر من كل هذه الصفات وكل هذه الفعال ، فيطهر القلب ثم يطهر السر من جميع الأغيار ، حتى لا يكون فيه إلا العزيز الغفار ويطهر الروح من الوقوف حتى مع الفتوح ، يعني لو فتح الله عليه ووقف مع الفتح فقد ضيع نفسه ، لأنه سيرى أنه من أهل الفتح ويريد من الناس أن تثني عليه بسبب الفتح وتقبل عليه بسبب الفتح ونسي أن الفتح من الفتاح ، إن شاء أبقاه وإن شاء زاده وأغناه وإن شاء خلاّه وهي إرادة الله جل في علاه
إذن الطهارة هنا ليست طهارة الظواهر فقط ولكنها طهارة الظواهر وطهارة البواطن وهي ما يريدها الله ، ولذلك قال الله في المتطهرين الذين يتطهرون من كل هذه الأشياء {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ }التوبة108
{1} صحيح ابن حبان عن أبي هُرَيْرَةَ أن رَسُول صلى الله عليه وسلم قال :فيما يَحْكِي عن ربِّه جَلَّ وعلا :