بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمه الله وبركاته، كيف حالكم جميعاً؟ أتمنى أن تكونوا بخير، لم أكتب منذ فترة طويلة، ...لم أكتب بالعربية منذ فترة طويلة، بالأصح. ولكن مسابقة "أفضل مقال" جذبت إنتباهي وشجعتني على أن أمسك "كيبوردي" وأبدأ بالكتابة، وهذه هي "المقالة" التي خَرجتُ بها، إستمتعوا. لحت علي بإخراج ورقة والبدأ بالكتابة، "هيا، يا فلانة!"، "عن ماذا أكتب؟" سألتها بتذمر. "ماذا تقصدين "عن ماذا أكتب؟" الموضوع واضح يا فلانة!" أجابت هي. ولكن، هذا لم يكن سؤالي، فلقد طلبت مني في البداية أن أعبر عن رأيي بحرية، ولكنها أتبعته بـ "ولكن، لا تكتبوا عن-"، هذه الجملة الغير مكتملة وحدها، قتلت حريتي في التعبير عن رأيي تماماً. التعبير عن الرأي بـ"حرية" تعني "لا قوانين، لا حدود." وهذا الشيء يحصل في كل مكان، فنحن نخشى التعبير عن أرائنا بحرية بسبب مجموعة أو شخص أو رأي عام، "حرية التعبير عن الرأي" هي كذبة نعيشها جميعاً، يخبرونا أن نعبر عن أرائنا بحرية ولكن "بحدود". أوليس هذا يقتل معنى كلمة الحرية؟ نحن نعيش ونصدق كذبة صنعناها، فالحرية التي نتحدث عنها هي مساحة أوسع بقليل من المساحة التي تحتوينا الآن. فعندما نكتب ونعبر، نحتار في إختيار كلماتنا وحروفنا، خوفاً أن نخرج من دائرة الحرية الوهمية التي وضعنا فيها. أنا لست هنا لأطالب بالتغيير، فلقد كان هذا حالنا منذ العصر الحجري وما قبله، ولكنني هنا لأذكر الناس بهذا الواقع المر، فالناس هذه الأيام تطالب كثيراً بحرية التعبير عن الرأي التي "كانت موجودة من قبل"، وهذا مطلب سخيف، فأنتم تطالبون بشيء لم يكن موجوداً أساساً! "حُرِّيَّة الكلام : القدرة على التّصرُّف بملء الإرادة والاختيار." دمتم بخير،، أرائكم وإنتقاداتكم تهمني، أتمنى أن تكونوا قد إستمتعتم بالقراءة، دمتم بخير |