(((كن مع الحامدين)))
من الناس من يصرف جملة الحمد في الفاتحة لحدث أو لنعمة وقعت عليه ويقيدها ويخصصها، وينوي بحمده شكر هذه النعمة، لكن ذلك خلاف ما أراده الله من الحمد في الفاتحة؛ ذلك أنها عامة مطلقة دائمة مستغرقة لكل حمد.
ومعنى الدوام أي أنه سبحانه محمود في الماضي والحاضر والمستقبل، قبل أن يخلق وبعد أن خلق ودوما وأبدا هو محمود، قال تعالى: {لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ} (القصص:70)، يقول الرازي رحمه الله: (أما لما قال "الحمد لله" فقد أفاد ذلك، أنه كان محمودا قبل حمد الحامدين وقبل شكر الشاكرين فهؤلاء سواء حمدوا أم لم يحمدوا فهو تعالى محمود من الأزل إلى الأبد).
وهو محمود في السماوات والأرض، فقال: {وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (الروم:18).
ومحمود أبد الآبدين في الجنة، فقال: {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (يونس:10).
وأما دلالة الجملة الاسمية (الحمد لله) على الاستغراق فقد اتفق عليها المفسرون، وإن كانوا قد اختلفوا في موضع ذلك، هل هو من تعريف الحمد أم أنه من الإسناد.
ومعنى الاستغراق أي أنه سبحانه وتعالى له الذكر الحسن منك أو من غيرك له سبحانه، ومنك أو من غيرك لغير الله من مخلوقاته، أبد الآبدين، فكل ذكر حسن يرجع إليه وهو أولى به سبحانه وتعالى لأنه المنعم الحق الذي يدبر الأمر كله وحده لا شريك له، وكل إنعام وقع على أحد من خلقه فهو إنعامه على الحقيقة، منه بدأ وإليه يعود.
وعلى هذا فجملة الحمد لله جملة عامة مطلقة، تشمل حمده في كل زمان وفي كل مكان وبكل ذكر حسن كان وسيكون، له سبحانه أو لأحد من خلقه.
فهنيئا لك يا من تحمد الله - كما أراد - مع الحامدين (الملائكة والرسل والصالحين).
فهنيئا لك يا من تحمد الله - كما أراد - مع الحامدين (الملائكة والرسل والصالحين).
فهنيئا لك يا من تحمد الله - كما أراد - مع الحامدين (الملائكة والرسل والصالحين).
---------------
المصادر: تفسير سورة الفاتحة للزمخشري، والرازي، والقرطبي، وابن كثير وابن عاشور والعثيمين.
من الناس من يصرف جملة الحمد في الفاتحة لحدث أو لنعمة وقعت عليه ويقيدها ويخصصها، وينوي بحمده شكر هذه النعمة، لكن ذلك خلاف ما أراده الله من الحمد في الفاتحة؛ ذلك أنها عامة مطلقة دائمة مستغرقة لكل حمد.
ومعنى الدوام أي أنه سبحانه محمود في الماضي والحاضر والمستقبل، قبل أن يخلق وبعد أن خلق ودوما وأبدا هو محمود، قال تعالى: {لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ} (القصص:70)، يقول الرازي رحمه الله: (أما لما قال "الحمد لله" فقد أفاد ذلك، أنه كان محمودا قبل حمد الحامدين وقبل شكر الشاكرين فهؤلاء سواء حمدوا أم لم يحمدوا فهو تعالى محمود من الأزل إلى الأبد).
وهو محمود في السماوات والأرض، فقال: {وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (الروم:18).
ومحمود أبد الآبدين في الجنة، فقال: {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (يونس:10).
وأما دلالة الجملة الاسمية (الحمد لله) على الاستغراق فقد اتفق عليها المفسرون، وإن كانوا قد اختلفوا في موضع ذلك، هل هو من تعريف الحمد أم أنه من الإسناد.
ومعنى الاستغراق أي أنه سبحانه وتعالى له الذكر الحسن منك أو من غيرك له سبحانه، ومنك أو من غيرك لغير الله من مخلوقاته، أبد الآبدين، فكل ذكر حسن يرجع إليه وهو أولى به سبحانه وتعالى لأنه المنعم الحق الذي يدبر الأمر كله وحده لا شريك له، وكل إنعام وقع على أحد من خلقه فهو إنعامه على الحقيقة، منه بدأ وإليه يعود.
وعلى هذا فجملة الحمد لله جملة عامة مطلقة، تشمل حمده في كل زمان وفي كل مكان وبكل ذكر حسن كان وسيكون، له سبحانه أو لأحد من خلقه.
فهنيئا لك يا من تحمد الله - كما أراد - مع الحامدين (الملائكة والرسل والصالحين).
فهنيئا لك يا من تحمد الله - كما أراد - مع الحامدين (الملائكة والرسل والصالحين).
فهنيئا لك يا من تحمد الله - كما أراد - مع الحامدين (الملائكة والرسل والصالحين).
---------------
المصادر: تفسير سورة الفاتحة للزمخشري، والرازي، والقرطبي، وابن كثير وابن عاشور والعثيمين.