ها أنا الآن , عشقت الروتين الممل و الحياة الرتيبة و في كلّ يوم يزداد تعلّقي به و خوفي من فقدانه ! نعم لقد عشقته بكلّ ما فيه , فلا يكسر روتيني هذا و يقضي على ملله .. سوى مصيبة أو مأساة! , تأتي بما تأتي فتكسر هذا الروتين و هذي الأيام المتشابهة الى حدّ المرض .. و تكسر أيضاً
قلبي !!
قال تعالى : ( خُلق الإنسان في كبَد )
قولُ (انكسر قلبي) ليس قولاً مجازياً لمجرّد التعبير أو تشبيها أو وصفاً لحالته الأليمة أو مجرّد ايحاء بالنسبة إلي , فقلبي في الحقيقة قد انكسر !! أتحسّسه كثيراً و يؤلمني كثيراً .. لن أستغرب أو أستنكر ان عملت له أشعّة في المستشفى فاتّضح أنّه بالفعل مكسور !!
يقولون : " صدق من قال الحزن كافر ! "
الهم ثقيل , و الحزن مرير , يقصّر العمر و يكسر القلب .. و الدليل : قلبي أنا قد انكسر منها ! , عندما تتعاقب المآسي وراء بعضها .. يموت شئ و يولد شئ في الداخل , تُصبح الابتسامة صعبة والضحكة مستحيلة بالطّبع , و لكنّي أقول : يبقى معذوراً " و الله يلوم اللي يلومه "
لَم أعد اعرف لماذا اضحك او ابكي ؟!
ما عاد الضحك يسليني ..
وما عاد البكاء يسعفني ..
تأخر الطبيب كثيراً ...
فماتت روحي في جسدي ..
تحجرت من قسوة الدنيا
عن الحياة تبعدني ...
تجمدت بقاياها في أطرافي ..
فاصطكت أصابعي ...
رسمت على مقياس رختر ...
ملامح حزن تشبهني ..
درجات فؤاد مكسر ...
تعثر نبضه بأضلعي ..
أطبقت على قلبي أضلعي ..
من ضيق الحياة فاختنق صدري ..
فمات النفس شهيداً .. وماتت أضلعي ..
ومات كل حي ... يسكن في داخلي ..
و لا أُلام .. فقد انكسر قلبي فعلاً ..!
ليس لدي ما أقوله أكثر ممّا ستخبركم الأيام به ..
سوف يقف قلمي هنا .. فقد كتب من الهم و الحزن ..
ماجعله يقف عن الكتابه ..!
و لكن يبقى (( بصيص )) ..!
اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا إِلَى جَمَالِ آيَاتِكَ نَاظِرِينَ، ولِرَوَائِعِ قُدْرَتِكَ مُبْصِرينَ، وَإِلَى جَنَابِكَ الرَّحِيمِ مُتَّجِهِينَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ عَمَلَنَا كُلَّهُ خَالِصَاً لِوَجْهِكَ الكَرِيمِ .. وَ تَقبّل أعمَالنَا وِ اجْعَلنَا مِن عُتَقَاءِ النّارِ يَا رَبّ العَالَمِين ..
مما اعجبني ..
دمتم كما تحبون ..