يحرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يتذكَّر المسلمُ الموتَ في معظم أوقاته؛ لأن هذا يدفعه دومًا إلى العمل للآخرة، فيتوب من ذنوبه، ويُصلح من أعماله، ويُعيد الحقوق إلى أصحابها، ويعتذر عن أخطائه في حقِّ الناس.. وهكذا؛ لهذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم -فيما رواه الترمذي وغيره، وقال الألباني: حسن صحيح. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه-: "أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ". يَعْنِي الْمَوْتَ.
ومِن وسائل تذكُّر الموت أن يكتب المسلم وصيَّته؛ خاصة إن كانت له أموال، أو له أو عليه ديون، أو كان يشترك مع آخرين في أمور مادِّيَّة؛ فهذا أحفظ للحقوق، وأرعى للأمانة؛ لهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -فيما رواه البخاري عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-: "مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ، يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ إِلاَّ وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ".
فليحرص كلٌّ منَّا على هذه السُّنَّة المهمَّة، وليبدأ كلٌّ منَّا في كتابة وصيته اليوم.
ولا ننسَ شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور:54].