في الأزمنة الصّعبة والعسيرة لا بدّ أن تستنفر قوى الإنسان ليدافع عن نفسه في محاولة للمحافظة على ما يسلب منه ، ويظلّ يقاوم حتّى النّفس الأخير في سبيل الدّفاع عن أرضه ووطنه وعائلته .
والمقاومة هي ردّة فعل طبيعيّة في الإنسان المتمسّك بكرامته والرّافض لأيّ نوع من أنواع الذّل والاستهانة.
لعلّ الزّمن الحاضر يعيدنا إلى عصور مظلمة كبّدت الإنسانيّة خسائر فادحة واستهانت بالكرامة الإنسانيّة وأذلّتها وأخضعتها واستعبدتها ومارست بحقّها أبشع أنواع العنف والشّدّة .
وما نشهده من تقسيمات وإبادات لشعوب وحضارات وهويّات على أيادي برابرة بهدف التّحكّم بالثّروات واكتساب النّفوذ والسّلطة ، لهو ماضٍ في قتل إنسانيّتنا ومحو جوهرنا الإنسانيّ وتحويلنا إلى أشباه ناس هدفهم الأساسيّ الأمان بأيّة شروط.
كلّنا نموت بشكل أو بآخر ، أو بمعنى أصح بعضنا يموت قتلاً أو جوعاً أو خوفاً أو قهراً، وبعضنا الآخر ينتظر الموت الآتي ، وهذا الانتظار هو شكل من أشكال الموت ، ما يربك حياة الإنسان وعلاقاته ويعطّل طموحاته ، فيسعى إمّا للهجرة ، وإمّا للمواجهة إن أمكن ، وإمّا تتحوّل طاقته الإنسانيّة إلى الاستسلام والكآبة فيسيطر عليه الخوف والرّعب ، ويصبح عبداً لهما ورهينة للانتظار السّلبيّ ، فيتعطّل إبداعه وتتكاسل قواه.
ولمّا كان الموت استحقاقاً ، ولمّا كان الإنسان سيصل في نهاية المطاف إلى هذه الحقيقة وجب عليه أن يكوّن في داخله قناعة الاستمرار في الحياة ومقاومة كلّ العنف المحيط به بشتّى الوسائل حتّى ولو تبقّى من عمره لحظة واحدة .
فالكرامة الإنسانيّة تستحقّ منّا الدّفاع عنها والجوهر الإنسانيّ يستحقّ النّضال والمثابرة من أجل أن نحافظ عليه حتّى نقدّم للأجيال القادمة نموذجاً عن المقاومة الإنسانيّة البعيدة عن العنف والسّلاح .
-ما هي الوسائل الّتي تمكّن الإنسان من مقاومة العنف الواقعي إنسانيّاً؟
1- نظرة إلى داخل الحياة الإنسانيّة:
في هذه الظّروف القاسية ، يوجّه الإنسان كلّ طاقته إلى الخارج ، بهذه النّظرة إلى الخارج ، يعيش الإنسان في دائرة من الاضّطرابات والقلق النّفسي المستمرّ حتّى يصير إلى الاستسلام العقلي والعاطفي . لذا ينبغي على الإنسان أن يتخلّى تدريجيّاً عن توجيه نظره إلى الخارج وتصويبه نحو الدّاخل، الدّاخل الإنسانيّ.
علينا أن ندخل إلى عمق ذواتنا ونبحث فيها عن النّور الدّاخلي الّذي يمكّننا من تخطّي ذواتنا والتّخلّي عن كلّ ما يمكن أن يأسرنا حتّى نرى الحقيقة بوضوح أكبر. من يبحث عن الحقيقة لا يمكنه أن يتلهّى بتفاصيل مضلّلة بل يجب عليه أن يتّبع خطّاً معيّناً كيما يصل إليها. إنّ الدّاخل الإنسانيّ يحمل قوّة يصعب علينا اكتشافها وسط هذا الكمّ من العنف والخوف والثّرثرة.
هذه القوّة تحتاج إلى الصّمت لتظهر وتفعل فعلها . فالصّمت الّذي ينبع من داخل الإنسان يسمح للعقل أن يبلور الأمور بحكمة ورويّة ، ويمنح الفرصة للعاطفة أن تنمو دون أن يكبتها الواقع القاسي والمأساوي ، وتحوّل الخوف الطّبيعي في الإنسان إلى طاقة إيجابيّة تساعده على النّهوض بنفسه بدل الاستسلام والامتثال لغد مجهول أو مصير غامض.
من منّا يعرف ما يخبئ له الغد ؟؟
ومن منّا يقوى على تبديل ما سيأتي به المستقبل ؟؟
ومن منّا قادر على التّحكّم بخطوة واحدة بعد لحظات؟؟
طالما أنّنا لا نمتلك أن ندرك ماهيّة الغد ونترقّب مصيرنا فلنعش اللّحظة ونستخدم نورنا الدّاخليّ وقوّتنا الدّاخليّة لنحافظ على إنسانيّتنا كي لا نسمح للموت أن يتسرّب إلى نفوسنا فيقتلها . كلّما تفاعلنا مع هذا النّور حافظنا على سلامنا القلبيّ ونقلناه إلى الآخر ، فيهدأ ويستكين.
فكما أنّ القلق والاضطراب ينتقلان من شخص إلى آخر كذلك السّلام الدّاخليّ ، إلّا أنّ السّلام يقود إلى الحياة وأمّا القلق والاضّطراب يعيقان ارتقاء الإنسان وينحدران به إلى ما دون مستوى إنسانيّته.
2- العودة إلى الجذور الإنسانيّة :
قد نكون لا نمتلك أيّ أداة لتغيير هذا الواقع ، وقد لا نجد السّبيل للخروج من هذا المستنقع المخيف إلّا أنّه ما زال بإمكاننا أن نحبّ . المحبّة هي جوهرنا الإنسانيّ وهي القوّة الّتي تدعم قوانا الإنسانيّة وليس بيد أحد أن يسلبها منّا ، ولا يقوى أحد على هزم هذه القوّة واستئصالها من كياننا بدون إرادتنا . هذا الجوهر الخفيّ في عمق أعماقنا والّذي يوجّه عقولنا وعواطفنا ويرتقي بإنسانيّتنا هو الأساس الّذي ينبغي أن نعود إليه ونتشبّث به حتّى الرّمق الأخير.
فلنبتعد عن كلّ الثّرثرات الّتي تراكم في داخلنا الأحقاد والضّغائن ، ولنطرد من عقولنا تلك الأفكار الّتي تزيد من الشّرخ الحاصل بيننا ، ولنتخطَّ خلافاتنا والّتي إن صمتنا قليلاً وتامّلنا فلسوف نجد أنّ لا معنى لها ولن نصل من خلالها إلى أيّة نتيجة.
فلنسعَ إلى التّضامن الحقيقيّ ، التّضامن العقلي والعاطفي والرّوحي ، ولننظر إلى إنسانيّة بعضنا البعض فنكوّن سدّاً منيعاً وحصناً قويّاً أمام ما يواجهنا من شدائد الّتي وإن طالت إلّا أنّها ستمرّ . فلنتصدَّ بمحبتنا وإنسانيّتنا وننقذ إنسانيّتنا من الموت ولنزرع المحبّة في عصر الظّلمات لنحصد إنسانيّة راقية ومستنيرة في زمن النّور الآتي . فالنّور مهما كان ضئيلاً بإمكانه أن يهزم الظّلمات ، والمحبّة ولو تحلّت بها قلّة قليلة وترجمتها أفعالاً تنتصر على أقسى الظّروف وتسحق كلّ شرّ ...
المحبّة نور يسمح للعقل أن يرى الأمور بدقّة وانتباه، وضياء يحيي النّفس فيزهر فيها السّلام، ونقاء للرّوح يسكت في داخلها كلّ صوت شاذٍّ كي تصغي فقط إلى صوت الحبّ. لن يرتاح هذا العالم إلّا لحظة اعلان المحبّة ويخطو نحو الآخر بانفتاح وصدق . وإن كان ولا بدّ أن نواجه حقيقة الموت ، فلنواجهها ونحن واقفون ، وليس ونحن مغيّبون عن إنسانيّتنا.
تصفحتـه وراااق لي فأتمنى ان يروووق لكم ...
مع ارق التحـــــااايـــــــــااا ...
والمقاومة هي ردّة فعل طبيعيّة في الإنسان المتمسّك بكرامته والرّافض لأيّ نوع من أنواع الذّل والاستهانة.
لعلّ الزّمن الحاضر يعيدنا إلى عصور مظلمة كبّدت الإنسانيّة خسائر فادحة واستهانت بالكرامة الإنسانيّة وأذلّتها وأخضعتها واستعبدتها ومارست بحقّها أبشع أنواع العنف والشّدّة .
وما نشهده من تقسيمات وإبادات لشعوب وحضارات وهويّات على أيادي برابرة بهدف التّحكّم بالثّروات واكتساب النّفوذ والسّلطة ، لهو ماضٍ في قتل إنسانيّتنا ومحو جوهرنا الإنسانيّ وتحويلنا إلى أشباه ناس هدفهم الأساسيّ الأمان بأيّة شروط.
كلّنا نموت بشكل أو بآخر ، أو بمعنى أصح بعضنا يموت قتلاً أو جوعاً أو خوفاً أو قهراً، وبعضنا الآخر ينتظر الموت الآتي ، وهذا الانتظار هو شكل من أشكال الموت ، ما يربك حياة الإنسان وعلاقاته ويعطّل طموحاته ، فيسعى إمّا للهجرة ، وإمّا للمواجهة إن أمكن ، وإمّا تتحوّل طاقته الإنسانيّة إلى الاستسلام والكآبة فيسيطر عليه الخوف والرّعب ، ويصبح عبداً لهما ورهينة للانتظار السّلبيّ ، فيتعطّل إبداعه وتتكاسل قواه.
ولمّا كان الموت استحقاقاً ، ولمّا كان الإنسان سيصل في نهاية المطاف إلى هذه الحقيقة وجب عليه أن يكوّن في داخله قناعة الاستمرار في الحياة ومقاومة كلّ العنف المحيط به بشتّى الوسائل حتّى ولو تبقّى من عمره لحظة واحدة .
فالكرامة الإنسانيّة تستحقّ منّا الدّفاع عنها والجوهر الإنسانيّ يستحقّ النّضال والمثابرة من أجل أن نحافظ عليه حتّى نقدّم للأجيال القادمة نموذجاً عن المقاومة الإنسانيّة البعيدة عن العنف والسّلاح .
-ما هي الوسائل الّتي تمكّن الإنسان من مقاومة العنف الواقعي إنسانيّاً؟
1- نظرة إلى داخل الحياة الإنسانيّة:
في هذه الظّروف القاسية ، يوجّه الإنسان كلّ طاقته إلى الخارج ، بهذه النّظرة إلى الخارج ، يعيش الإنسان في دائرة من الاضّطرابات والقلق النّفسي المستمرّ حتّى يصير إلى الاستسلام العقلي والعاطفي . لذا ينبغي على الإنسان أن يتخلّى تدريجيّاً عن توجيه نظره إلى الخارج وتصويبه نحو الدّاخل، الدّاخل الإنسانيّ.
علينا أن ندخل إلى عمق ذواتنا ونبحث فيها عن النّور الدّاخلي الّذي يمكّننا من تخطّي ذواتنا والتّخلّي عن كلّ ما يمكن أن يأسرنا حتّى نرى الحقيقة بوضوح أكبر. من يبحث عن الحقيقة لا يمكنه أن يتلهّى بتفاصيل مضلّلة بل يجب عليه أن يتّبع خطّاً معيّناً كيما يصل إليها. إنّ الدّاخل الإنسانيّ يحمل قوّة يصعب علينا اكتشافها وسط هذا الكمّ من العنف والخوف والثّرثرة.
هذه القوّة تحتاج إلى الصّمت لتظهر وتفعل فعلها . فالصّمت الّذي ينبع من داخل الإنسان يسمح للعقل أن يبلور الأمور بحكمة ورويّة ، ويمنح الفرصة للعاطفة أن تنمو دون أن يكبتها الواقع القاسي والمأساوي ، وتحوّل الخوف الطّبيعي في الإنسان إلى طاقة إيجابيّة تساعده على النّهوض بنفسه بدل الاستسلام والامتثال لغد مجهول أو مصير غامض.
من منّا يعرف ما يخبئ له الغد ؟؟
ومن منّا يقوى على تبديل ما سيأتي به المستقبل ؟؟
ومن منّا قادر على التّحكّم بخطوة واحدة بعد لحظات؟؟
طالما أنّنا لا نمتلك أن ندرك ماهيّة الغد ونترقّب مصيرنا فلنعش اللّحظة ونستخدم نورنا الدّاخليّ وقوّتنا الدّاخليّة لنحافظ على إنسانيّتنا كي لا نسمح للموت أن يتسرّب إلى نفوسنا فيقتلها . كلّما تفاعلنا مع هذا النّور حافظنا على سلامنا القلبيّ ونقلناه إلى الآخر ، فيهدأ ويستكين.
فكما أنّ القلق والاضطراب ينتقلان من شخص إلى آخر كذلك السّلام الدّاخليّ ، إلّا أنّ السّلام يقود إلى الحياة وأمّا القلق والاضّطراب يعيقان ارتقاء الإنسان وينحدران به إلى ما دون مستوى إنسانيّته.
2- العودة إلى الجذور الإنسانيّة :
قد نكون لا نمتلك أيّ أداة لتغيير هذا الواقع ، وقد لا نجد السّبيل للخروج من هذا المستنقع المخيف إلّا أنّه ما زال بإمكاننا أن نحبّ . المحبّة هي جوهرنا الإنسانيّ وهي القوّة الّتي تدعم قوانا الإنسانيّة وليس بيد أحد أن يسلبها منّا ، ولا يقوى أحد على هزم هذه القوّة واستئصالها من كياننا بدون إرادتنا . هذا الجوهر الخفيّ في عمق أعماقنا والّذي يوجّه عقولنا وعواطفنا ويرتقي بإنسانيّتنا هو الأساس الّذي ينبغي أن نعود إليه ونتشبّث به حتّى الرّمق الأخير.
فلنبتعد عن كلّ الثّرثرات الّتي تراكم في داخلنا الأحقاد والضّغائن ، ولنطرد من عقولنا تلك الأفكار الّتي تزيد من الشّرخ الحاصل بيننا ، ولنتخطَّ خلافاتنا والّتي إن صمتنا قليلاً وتامّلنا فلسوف نجد أنّ لا معنى لها ولن نصل من خلالها إلى أيّة نتيجة.
فلنسعَ إلى التّضامن الحقيقيّ ، التّضامن العقلي والعاطفي والرّوحي ، ولننظر إلى إنسانيّة بعضنا البعض فنكوّن سدّاً منيعاً وحصناً قويّاً أمام ما يواجهنا من شدائد الّتي وإن طالت إلّا أنّها ستمرّ . فلنتصدَّ بمحبتنا وإنسانيّتنا وننقذ إنسانيّتنا من الموت ولنزرع المحبّة في عصر الظّلمات لنحصد إنسانيّة راقية ومستنيرة في زمن النّور الآتي . فالنّور مهما كان ضئيلاً بإمكانه أن يهزم الظّلمات ، والمحبّة ولو تحلّت بها قلّة قليلة وترجمتها أفعالاً تنتصر على أقسى الظّروف وتسحق كلّ شرّ ...
المحبّة نور يسمح للعقل أن يرى الأمور بدقّة وانتباه، وضياء يحيي النّفس فيزهر فيها السّلام، ونقاء للرّوح يسكت في داخلها كلّ صوت شاذٍّ كي تصغي فقط إلى صوت الحبّ. لن يرتاح هذا العالم إلّا لحظة اعلان المحبّة ويخطو نحو الآخر بانفتاح وصدق . وإن كان ولا بدّ أن نواجه حقيقة الموت ، فلنواجهها ونحن واقفون ، وليس ونحن مغيّبون عن إنسانيّتنا.
تصفحتـه وراااق لي فأتمنى ان يروووق لكم ...
مع ارق التحـــــااايـــــــــااا ...