السلاام عليكم
الموضوع:
:tb3:
:tb3:
:tb3:
الموضوع:
:tb3:
:tb3:
:tb3:
فهد:
الفهد أو النمر الصيّاد هو نوع فريد من فصيلة السنوريات، يتميز بسرعة فائقة لا ينازعه فيها أحد من أبناء فصيلته ولا أي نوع آخر من الدواب، وبذلك فهو يعتبر أسرع حيوان على وجه الأرض، إلا أن تلك السرعة الفائقة يقابلها ضعف بنيوي كبير عند المقارنة بأنواع أخرى من هذه الفصيلة، إذ أن تأقلم أجساد هذه الحيوانات للعدو جعل منها نحيلة لا تقوى على قتال الضواري الأكبر حجمًا والطرائد الأضخم قدًا.
والفهود هي الممثلة الوحيدة لجنس "ثابتة المخالب" (باللاتينية: Acinonyx) في العصر الحالي، إذ أن جميع الأنواع المنتمية لهذا الجنس اندثرت عن وجه الأرض قبل آلاف السنين بسبب العوامل الطبيعية. تتراوح سرعة الفهد بين 112 و 120 كيلومترًا في الساعة (بين 70 و 75 ميل في الساعة)، وذلك في المسافات القصيرة حتى 460 مترًا (1,510 أقدام)، ولها القدرة على الوصول إلى سرعة 103 كيلومترات في الساعة انطلاقًا من الصفر خلال 3 ثوان فقط، وهذا يجعلها أسرع من معظم السيارات الفائقة. كانت مقولة أن الفهد هو أسرع الثدييات عدوًا مقولة مشكوك بصحتها، ذلك أن بعض الحيوانات، مثل الوعل شوكي القرون من أمريكا الشمالية، قادرة على مقارعة الفهود من ناحية العدو، إلا أن بعض الدراسات أثبتت مؤخرًا أن الفهود هي بالفعل أسرع الحيوانات.
تصنف القائمة الحمراء للاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعية الفهد على أنه نوع مهدد بالانقراض بدرجة منخفضة، والسبب الرئيسي وراء ذلك هو الاضطهاد البشري المستمر في المناطق حيث تسود تربية الماشية بشكل أساسي، ذلك أن المربين يقتلون الفهود لاستهدافها الخراف والماعز بطيئة الحركة، إضافة إلى أنهم يقومون بتدمير مسكنها على الدوام وتجزئته في سبيل إنشاء مراعي لمواشيهم.
كانت الفهود واسعة الانتشار سابقًا في أجزاء عديدة من العالم القديم، أما اليوم فهي مبعثرة مع تجمع جمهراتها الرئيسية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ويعيش البعض منها في جيوب معزولة في شمال أفريقيا وإيران وباكستان. أما أكبر تجمّع للفهود في العالم فهو في ناميبيا بجنوب غرب القارة الأفريقية، التي يدعوها البعض "أرض الفهود".
الفهرس:
1 التسمية
2 تصنيف النوع وتطوره
2.1 السلالات
2.2 التهجين مع سنوريات أخرى
3 الخصائص الجسدية
3.1 الوصف الخارجي
3.2 مقدرة العدو
3.3 الأنماط اللونية والنمارية
4 السلوك والخواص الأحيائية
4.1 التناسل ودورة الحياة
4.2 السلوك المناطقي
4.3 الأصوات
4.4 الحمية والصيد
4.5 العلاقة مع الضواري الأخرى
5 الانتشار والمسكن
6 تمثيل الفهد في الثقافة الإنسانية
6.1 الأهمية الاقتصادية
6.2 الاستئناس
6.3 الحفاظ على النوع
6.3.1 مشاريع إعادة الادخال في الهند والإمارات
6.4 في الميثولوجيا والحضارة البشرية
7 مصادر
8 مراجع
9 وصلات خارجية
التسمية:
يُشتق اسم "فهد" باللغة العربية من كلمة "فَهْدَ"، ويعني: الثقيل النوم، المتغافل عن واجباته، الشديد الغضب، وذي الوثبات البعيدة.[وصفت امرأة من العرب زوجها بعد سؤالها عنه فقالت: "إنْ دخل فَهِدَ، وإنْ خرج أسِدَ، ولا يسأل عمَّا عَهِدَ"، أي: أنَّه يتعامل معها بلين وسكون حين يكون معها في البيت لذا شبّهته بالفهد الذي يوصف بكثرة النوم، فيُقال: "أنوم من فهد"، وهو كالأسد إذا خرج لمواجهة أعدائه، ويحرص على الوفاء والالتزام وحفظ العهود. ولعلّ السبب الذي دفع العرب لتطلق هذا الاسم على تلك الحيوانات هو بيئة شبه الجزيرة العربية وطبيعة الفهود ذاتها، ففي شبه الجزيرة حيث الطقس حار، تميل معظم السنوريات إلى الخمول والنوم معظم ساعات النهار الأكثر حرًا لتقتصد في مخزون طاقتها الذي تحتاجه في الصيد، وبما أن الفهود أسرع تلك السنوريات، فإنها تتفادى الإرهاق أكثر من غيرها كي تستطيع العدو وراء فرائسها في تلك البيئة الحارة، حيث يمكن لأي كائن حي سريع الأيض أن ينفق بسهولة جرّاء الإرهاق. وبما أن الفهود كانت من أصغر وأضعف السنوريات في شبه الجزيرة العربية، فلعلها كانت شديدة العدائية، بشكل واضح أكثر من الأسود والنمور، وذلك كي تستطيع الدفاع عن طرائدها التي يصعب عليها صيدها في تلك الأنحاء من العالم، بسبب عدم قدرتها على العدو بشكل متواصل في ساعات النهار، وبسبب تناثر الفرائس وندرتها في الكثير من الأماكن.
يُطلق الكثير من الناس اليوم على هذه الحيوانات اسم "الفهد الصيّاد" باللغة العربية، وذلك يعود إلى الاختلاط الذي حصل بين اللغة العربية والفارسية في العصور الوسطى وجعل العامّة يخلطون بين الببر والنمر والفهد، فكلمة "ببر" تعني في الواقع "نمر" باللغة الفارسية، أما "نمر" في العربية فهي صفة تطلق على الحيوان "الأنمر" أي ذي النُمر أو العلامات،] والعرب لم يعرفوا حيوانًا "أنمر" سوى النمر الأرقط الذي كان يعيش في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام، أما الببر فلم يعرفه العرب إلا عند فتح العراق وإيران، وعندها اقتبسوا اسمه الفارسي من سكان تلك البلاد. وخلال العصر الذهبي للإسلام دوّن العلماء الفرس اسم هذه الحيوانات باللغة المحلية، وكذلك فعل العلماء العرب، فعلى الرغم من أن الببر حيوان "أنمر" أي ذو علامات على جسده، إلا أنهم استعملوا اسمه الفارسي كي لا يحصل لغط بين الحيوانين، أما العامّة من الناس فاستمرت بإطلاق لفظ "نمر" على هذه الحيوانات للإشارة إلى هيئتها، وبهذا استمر اللغط بين الحيوانين حتى اليوم. وبالنسبة للفهد، فقد عاش أيضًا في شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام وعرفته العرب بهذا الاسم منذ القدم، وأطلقت عليه أيضًا اسم "النمر الصياد" بما أنه أيضا حيوان أنمر وكان يُستأنس ويُستخدم في الصيد،وبسبب الاختلاط الحاصل أصلا بين النمر والببر فقد استمر الكثير من الناس بإطلاق اسم نمر على الببور، فهد على النمور، وفهد صياد على الفهود، واستمر هذا الأمر لفترة طويلة بعد اضمحلال الحضارة الإسلامية العربية وأصبح راسخًا عند كثير من الناس بسبب عدم بروز علماء أو أدباء ومترجمين عرب لتصحيح هذا الأمر طيلة عهد الدولة العثمانية، أي قرابة 400 سنة.
يُطلق البعض على هذه الحيوانات اسمًا آخرًا أيضًا هو الاسم ذاته الذي يُطلق عليها في عدد من اللغات الأخرى مثل الإنگليزية، الأوردية، الإندونيسية، البنجابيّة، والتركية، وهو "چيتا"، وهذا الاسم سنسكريتي الأصل مشتق بدوره من كلمة "چيتا - चीता" الهندية، التي تعني "الجسد المبرقش". تتشابه أسماء هذه الحيوانات في العديد من اللغات الأوروبية، كما في الفرنسية "Guépard - گيپار"، الألمانية "Gepard - گيپارد"، الإسبانية "Guepardo - گيپاردو"، المجرية "Gepárd - گيپارد"، الرومانية "Ghepard - غيپارد"، وكثير غيرها؛ وجميع هذه الأسماء مُشتقة من الاسم اللاتيني لهذه الحيوانات الذي أطلقه عليها الرومان في القدم، وهو "Gattus pardus" (نقحرة: گاتوس پاردوس)، بمعنى "السنّور المرقط".
تصنيف النوع وتطوره:
تنتمي الفهود لجنس "ثابتة المخالب" (باللاتينية: Acinonyx)، وهي الممثل الوحيد له في العصر الحالي، وسبب إطلاق اسم الجنس هذا على الفهود هو أن مخالبها ثابتة لا يُمكن غمدها كما باقي السنوريات، الأمر الذي يجعل أقدامها أكثر شبهًا بأقدام الكلب.أما اسم النوع فلاتيني الأصل ويُقصد به "الأعرف" أو "ذي العرف" (باللاتينية: jubatus)، وهو يرمز إلى عرف جراء الفهد الذي يستمر بارزًا حتى بلوغها. أطلق عالم البيئة الألماني "يوحنا كريستيان ڤون شريبر تسمية " Felis jubatus" الثنائية على الفهود أساسًا، وذلك في سنة 1775، قبل أن تُعطى تسميتها الحالية "Acinonyx jubatus" في سنة 1828 بعد أن أظهرت الدراسات خصائصها التشريحية المختلفة عن خصائص السنوريات الأخرى المنتمية لجنس القط (باللاتينية: Felis). غالبًا ما يُخطئ الناس من غير أهل الاختصاص ويفترضون بأن الفهود تُصنف في مجموعة السنوريات الكبرى إلى جانب الأسود والببور والنمور واليغاور ونمور الثلج، إلا أن هذا بعيد عن الصحة، ذلك أن السنوريات سالفة الذكر تتشارك في خصائص عديدة لا يُعثر عليها في الفهود، لعلّ أبرزها هو قدرتها على الزئير والزمجرة، الأمر الذي لا تستطيعه الفهود، وعوضًا عن ذلك تمتلك الأخيرة عظمة تحتلسانية كما في السنوريات الأصغر حجمًا تساعدها على الخرخرة.
تعاني الفهود عادةً من نقص في تنوع مورثاتها، ومن رداءة سائلها المنوي وقلّة حيواناتها المنوية وبطأ حركتها وتشوّه سوطها. وما يُفيد بصحة هذا القول هو التجارب العديدة التي أجريت على أعداد كبيرة من هذه الحيوانات، حيث زُرع للبعض منها قطع من الجلد أحضرت من فهود أخرى لا ترتبط بها برابطة الدم، وكانت النتيجة أن نجحت تلك العمليات دائمًا ولم يرفض المضيف العضو الغريب، مما يدل على أن جميع الفهود تبدو وكأنها أشقاء عوضًا عن أفراد غريبة عن بعضها البعض. يفترض العلماء أن السبب وراء هذا الأمر هو التناسل الداخلي الذي جرى طيلة سنوات وعقود طويلة خلال العصر الجليدي الأخير والحقبة التي تلته، وتقول هذه النظرية أن الأكثرية الساحقة من الفهود على وجه البسيطة نفقت بسبب التقلبات المناخية في العصر الجليدي الأخير، ولعلّ قلة قليلة جدًا منها نجت واستمرت بالتناسل حتى وصل حالها إلى ماهو عليه اليوم. يُعتقد أن الفهد نشأ وتطور في أفريقيا خلال العصر الميوسيني (منذ 26 حتى 7.5 ملايين سنة)، ومن ثم هاجر إلى آسيا، وفي دراسة حديثة أجراها فريق من العلماء من مختبر التنوع الوراثي التابع لمعهد أبحاث السرطان الوطني في مدينة فرديريك بولاية ماريلاند بالولايات المتحدة، تبين أن سلف جميع الفهود الباقية اليوم كان يعيش في آسيا منذ 11 مليون سنة، الأمر الذي جعل العلماء ينكبون على مراجعة وتشذيب الأفكار السائدة حول تطور هذه الحيوانات.
كان العلماء يعتقدون سابقًا أن الفهود أكثر السنوريات بدائيةً وأقدمها نشأةً، وأنها تطورت منذ حوالي 18 مليون سنة، أما الأبحاث الحديثة فتفترض أن السلف الأخير المشترك لجميع الأنواع الباقية من السنوريات عاش خلال فترة أحدث من ذلك بكثير، وبالتحديد منذ قرابة 11 مليون سنة. وقد أظهرت نفس الأبحاث أن الفهود بالذات وعلى الرغم من أنها ذات خصائص تشريحية مختلفة تميزها عن باقي السنوريات، إلا أنها لا تمتلك سلفًا قديمًا محددًا، فكل ما يظهر حتى الآن من سجل المستحثات يدل على أنها انشقت عن أقرب أنسباؤها، أي الكوجر (Puma concolor) اليغورندي (Puma yaguarondi)، منذ حوالي 5 ملايين سنة، وأنها لم تتغير بشكل ملموس منذ ذلك الحين. للفهود 38 صبغية كمعظم السنوريات، 13 منها متطابقة كليًا مع تلك الخاصة بأنواع أخرى وبشكل خاص أسود الجبال اليغورندي. يفترض العلماء أن بعض جمهرات سلف هذه السنوريات الذي تبين أنه آسيوي النشأة، عبرت إلى أمريكا الشمالية عبر مضيق بيرينغ خلال إحدى العصور الجليدية الأولى عندما اتصلت آلاسكا بروسيا بفعل انخفاض مستوى البحر، وقد انعزلت تلك الجمهرات في أمريكا الشمالية بعد أن عادت مستويات المياه لترتفع مجددًا وتفصل بين القارتين، وقد أظهرت دراسة الحمض النووي للمتقدرات أن سلف هذه السنوريات الثلاث كان يعيش في أمريكا الشمالية منذ حوالي 8.25 مليون سنة،[ وخلال الفترة التي امتدت بين 6.9 إلى 6.7 ملايين سنة، انشقت أسود الجبال واليغورندي عن بعضها البعض وتطور كلاً منها ليُشكل نوعًا مستقلاً بذاته.[ ومنذ قرابة 4.9 ملايين سنة انشقت أسلاف الفهود المعاصرة عن السلف المشترك وتطورت لتُشكل جنسًا خاصًا بها، وقد أظهرت المستحثات أن تلك الحيوانات عاشت في الأراضي التي تُشكل اليوم ولايات نيڤادا وتكساس ووايومينغ بالولايات المتحدة. عادت أسلاف الفهود لتعبر مضيق بيرينغ من جديد خلال الفترة الممتدة بين 4 ملايين ومليون سنة وصولاً إلى آسيا فأفريقيا حيث بقيت وتطورت لتصبح بشكلها الحالي. ظهرت الفهود المعاصرة منذ ما يُقارب 200,000 سنة، واستمرت تزدهر في نواح عديدة من أفريقيا وآسيا وأوروبا حتى الفترة الممتدة بين 12,000 و 10,000 سنة، أي خلال العصر الجليدي الأخير، فخلال هذه الفترة انقرض حوالي 75% من الثدييات على وجه الأرض، وكادت الفهود أن تكون بينها لولا أن استطاعت ثلة قليلة العدد منها أن تنجو وتتناسل وتعيد إكثار بني جنسها.
انتهى الموضوع سلاىم.. الفهد أو النمر الصيّاد هو نوع فريد من فصيلة السنوريات، يتميز بسرعة فائقة لا ينازعه فيها أحد من أبناء فصيلته ولا أي نوع آخر من الدواب، وبذلك فهو يعتبر أسرع حيوان على وجه الأرض، إلا أن تلك السرعة الفائقة يقابلها ضعف بنيوي كبير عند المقارنة بأنواع أخرى من هذه الفصيلة، إذ أن تأقلم أجساد هذه الحيوانات للعدو جعل منها نحيلة لا تقوى على قتال الضواري الأكبر حجمًا والطرائد الأضخم قدًا.
والفهود هي الممثلة الوحيدة لجنس "ثابتة المخالب" (باللاتينية: Acinonyx) في العصر الحالي، إذ أن جميع الأنواع المنتمية لهذا الجنس اندثرت عن وجه الأرض قبل آلاف السنين بسبب العوامل الطبيعية. تتراوح سرعة الفهد بين 112 و 120 كيلومترًا في الساعة (بين 70 و 75 ميل في الساعة)، وذلك في المسافات القصيرة حتى 460 مترًا (1,510 أقدام)، ولها القدرة على الوصول إلى سرعة 103 كيلومترات في الساعة انطلاقًا من الصفر خلال 3 ثوان فقط، وهذا يجعلها أسرع من معظم السيارات الفائقة. كانت مقولة أن الفهد هو أسرع الثدييات عدوًا مقولة مشكوك بصحتها، ذلك أن بعض الحيوانات، مثل الوعل شوكي القرون من أمريكا الشمالية، قادرة على مقارعة الفهود من ناحية العدو، إلا أن بعض الدراسات أثبتت مؤخرًا أن الفهود هي بالفعل أسرع الحيوانات.
تصنف القائمة الحمراء للاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعية الفهد على أنه نوع مهدد بالانقراض بدرجة منخفضة، والسبب الرئيسي وراء ذلك هو الاضطهاد البشري المستمر في المناطق حيث تسود تربية الماشية بشكل أساسي، ذلك أن المربين يقتلون الفهود لاستهدافها الخراف والماعز بطيئة الحركة، إضافة إلى أنهم يقومون بتدمير مسكنها على الدوام وتجزئته في سبيل إنشاء مراعي لمواشيهم.
كانت الفهود واسعة الانتشار سابقًا في أجزاء عديدة من العالم القديم، أما اليوم فهي مبعثرة مع تجمع جمهراتها الرئيسية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ويعيش البعض منها في جيوب معزولة في شمال أفريقيا وإيران وباكستان. أما أكبر تجمّع للفهود في العالم فهو في ناميبيا بجنوب غرب القارة الأفريقية، التي يدعوها البعض "أرض الفهود".
الفهرس:
1 التسمية
2 تصنيف النوع وتطوره
2.1 السلالات
2.2 التهجين مع سنوريات أخرى
3 الخصائص الجسدية
3.1 الوصف الخارجي
3.2 مقدرة العدو
3.3 الأنماط اللونية والنمارية
4 السلوك والخواص الأحيائية
4.1 التناسل ودورة الحياة
4.2 السلوك المناطقي
4.3 الأصوات
4.4 الحمية والصيد
4.5 العلاقة مع الضواري الأخرى
5 الانتشار والمسكن
6 تمثيل الفهد في الثقافة الإنسانية
6.1 الأهمية الاقتصادية
6.2 الاستئناس
6.3 الحفاظ على النوع
6.3.1 مشاريع إعادة الادخال في الهند والإمارات
6.4 في الميثولوجيا والحضارة البشرية
7 مصادر
8 مراجع
9 وصلات خارجية
التسمية:
يُشتق اسم "فهد" باللغة العربية من كلمة "فَهْدَ"، ويعني: الثقيل النوم، المتغافل عن واجباته، الشديد الغضب، وذي الوثبات البعيدة.[وصفت امرأة من العرب زوجها بعد سؤالها عنه فقالت: "إنْ دخل فَهِدَ، وإنْ خرج أسِدَ، ولا يسأل عمَّا عَهِدَ"، أي: أنَّه يتعامل معها بلين وسكون حين يكون معها في البيت لذا شبّهته بالفهد الذي يوصف بكثرة النوم، فيُقال: "أنوم من فهد"، وهو كالأسد إذا خرج لمواجهة أعدائه، ويحرص على الوفاء والالتزام وحفظ العهود. ولعلّ السبب الذي دفع العرب لتطلق هذا الاسم على تلك الحيوانات هو بيئة شبه الجزيرة العربية وطبيعة الفهود ذاتها، ففي شبه الجزيرة حيث الطقس حار، تميل معظم السنوريات إلى الخمول والنوم معظم ساعات النهار الأكثر حرًا لتقتصد في مخزون طاقتها الذي تحتاجه في الصيد، وبما أن الفهود أسرع تلك السنوريات، فإنها تتفادى الإرهاق أكثر من غيرها كي تستطيع العدو وراء فرائسها في تلك البيئة الحارة، حيث يمكن لأي كائن حي سريع الأيض أن ينفق بسهولة جرّاء الإرهاق. وبما أن الفهود كانت من أصغر وأضعف السنوريات في شبه الجزيرة العربية، فلعلها كانت شديدة العدائية، بشكل واضح أكثر من الأسود والنمور، وذلك كي تستطيع الدفاع عن طرائدها التي يصعب عليها صيدها في تلك الأنحاء من العالم، بسبب عدم قدرتها على العدو بشكل متواصل في ساعات النهار، وبسبب تناثر الفرائس وندرتها في الكثير من الأماكن.
يُطلق الكثير من الناس اليوم على هذه الحيوانات اسم "الفهد الصيّاد" باللغة العربية، وذلك يعود إلى الاختلاط الذي حصل بين اللغة العربية والفارسية في العصور الوسطى وجعل العامّة يخلطون بين الببر والنمر والفهد، فكلمة "ببر" تعني في الواقع "نمر" باللغة الفارسية، أما "نمر" في العربية فهي صفة تطلق على الحيوان "الأنمر" أي ذي النُمر أو العلامات،] والعرب لم يعرفوا حيوانًا "أنمر" سوى النمر الأرقط الذي كان يعيش في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام، أما الببر فلم يعرفه العرب إلا عند فتح العراق وإيران، وعندها اقتبسوا اسمه الفارسي من سكان تلك البلاد. وخلال العصر الذهبي للإسلام دوّن العلماء الفرس اسم هذه الحيوانات باللغة المحلية، وكذلك فعل العلماء العرب، فعلى الرغم من أن الببر حيوان "أنمر" أي ذو علامات على جسده، إلا أنهم استعملوا اسمه الفارسي كي لا يحصل لغط بين الحيوانين، أما العامّة من الناس فاستمرت بإطلاق لفظ "نمر" على هذه الحيوانات للإشارة إلى هيئتها، وبهذا استمر اللغط بين الحيوانين حتى اليوم. وبالنسبة للفهد، فقد عاش أيضًا في شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام وعرفته العرب بهذا الاسم منذ القدم، وأطلقت عليه أيضًا اسم "النمر الصياد" بما أنه أيضا حيوان أنمر وكان يُستأنس ويُستخدم في الصيد،وبسبب الاختلاط الحاصل أصلا بين النمر والببر فقد استمر الكثير من الناس بإطلاق اسم نمر على الببور، فهد على النمور، وفهد صياد على الفهود، واستمر هذا الأمر لفترة طويلة بعد اضمحلال الحضارة الإسلامية العربية وأصبح راسخًا عند كثير من الناس بسبب عدم بروز علماء أو أدباء ومترجمين عرب لتصحيح هذا الأمر طيلة عهد الدولة العثمانية، أي قرابة 400 سنة.
يُطلق البعض على هذه الحيوانات اسمًا آخرًا أيضًا هو الاسم ذاته الذي يُطلق عليها في عدد من اللغات الأخرى مثل الإنگليزية، الأوردية، الإندونيسية، البنجابيّة، والتركية، وهو "چيتا"، وهذا الاسم سنسكريتي الأصل مشتق بدوره من كلمة "چيتا - चीता" الهندية، التي تعني "الجسد المبرقش". تتشابه أسماء هذه الحيوانات في العديد من اللغات الأوروبية، كما في الفرنسية "Guépard - گيپار"، الألمانية "Gepard - گيپارد"، الإسبانية "Guepardo - گيپاردو"، المجرية "Gepárd - گيپارد"، الرومانية "Ghepard - غيپارد"، وكثير غيرها؛ وجميع هذه الأسماء مُشتقة من الاسم اللاتيني لهذه الحيوانات الذي أطلقه عليها الرومان في القدم، وهو "Gattus pardus" (نقحرة: گاتوس پاردوس)، بمعنى "السنّور المرقط".
تصنيف النوع وتطوره:
تنتمي الفهود لجنس "ثابتة المخالب" (باللاتينية: Acinonyx)، وهي الممثل الوحيد له في العصر الحالي، وسبب إطلاق اسم الجنس هذا على الفهود هو أن مخالبها ثابتة لا يُمكن غمدها كما باقي السنوريات، الأمر الذي يجعل أقدامها أكثر شبهًا بأقدام الكلب.أما اسم النوع فلاتيني الأصل ويُقصد به "الأعرف" أو "ذي العرف" (باللاتينية: jubatus)، وهو يرمز إلى عرف جراء الفهد الذي يستمر بارزًا حتى بلوغها. أطلق عالم البيئة الألماني "يوحنا كريستيان ڤون شريبر تسمية " Felis jubatus" الثنائية على الفهود أساسًا، وذلك في سنة 1775، قبل أن تُعطى تسميتها الحالية "Acinonyx jubatus" في سنة 1828 بعد أن أظهرت الدراسات خصائصها التشريحية المختلفة عن خصائص السنوريات الأخرى المنتمية لجنس القط (باللاتينية: Felis). غالبًا ما يُخطئ الناس من غير أهل الاختصاص ويفترضون بأن الفهود تُصنف في مجموعة السنوريات الكبرى إلى جانب الأسود والببور والنمور واليغاور ونمور الثلج، إلا أن هذا بعيد عن الصحة، ذلك أن السنوريات سالفة الذكر تتشارك في خصائص عديدة لا يُعثر عليها في الفهود، لعلّ أبرزها هو قدرتها على الزئير والزمجرة، الأمر الذي لا تستطيعه الفهود، وعوضًا عن ذلك تمتلك الأخيرة عظمة تحتلسانية كما في السنوريات الأصغر حجمًا تساعدها على الخرخرة.
تعاني الفهود عادةً من نقص في تنوع مورثاتها، ومن رداءة سائلها المنوي وقلّة حيواناتها المنوية وبطأ حركتها وتشوّه سوطها. وما يُفيد بصحة هذا القول هو التجارب العديدة التي أجريت على أعداد كبيرة من هذه الحيوانات، حيث زُرع للبعض منها قطع من الجلد أحضرت من فهود أخرى لا ترتبط بها برابطة الدم، وكانت النتيجة أن نجحت تلك العمليات دائمًا ولم يرفض المضيف العضو الغريب، مما يدل على أن جميع الفهود تبدو وكأنها أشقاء عوضًا عن أفراد غريبة عن بعضها البعض. يفترض العلماء أن السبب وراء هذا الأمر هو التناسل الداخلي الذي جرى طيلة سنوات وعقود طويلة خلال العصر الجليدي الأخير والحقبة التي تلته، وتقول هذه النظرية أن الأكثرية الساحقة من الفهود على وجه البسيطة نفقت بسبب التقلبات المناخية في العصر الجليدي الأخير، ولعلّ قلة قليلة جدًا منها نجت واستمرت بالتناسل حتى وصل حالها إلى ماهو عليه اليوم. يُعتقد أن الفهد نشأ وتطور في أفريقيا خلال العصر الميوسيني (منذ 26 حتى 7.5 ملايين سنة)، ومن ثم هاجر إلى آسيا، وفي دراسة حديثة أجراها فريق من العلماء من مختبر التنوع الوراثي التابع لمعهد أبحاث السرطان الوطني في مدينة فرديريك بولاية ماريلاند بالولايات المتحدة، تبين أن سلف جميع الفهود الباقية اليوم كان يعيش في آسيا منذ 11 مليون سنة، الأمر الذي جعل العلماء ينكبون على مراجعة وتشذيب الأفكار السائدة حول تطور هذه الحيوانات.
كان العلماء يعتقدون سابقًا أن الفهود أكثر السنوريات بدائيةً وأقدمها نشأةً، وأنها تطورت منذ حوالي 18 مليون سنة، أما الأبحاث الحديثة فتفترض أن السلف الأخير المشترك لجميع الأنواع الباقية من السنوريات عاش خلال فترة أحدث من ذلك بكثير، وبالتحديد منذ قرابة 11 مليون سنة. وقد أظهرت نفس الأبحاث أن الفهود بالذات وعلى الرغم من أنها ذات خصائص تشريحية مختلفة تميزها عن باقي السنوريات، إلا أنها لا تمتلك سلفًا قديمًا محددًا، فكل ما يظهر حتى الآن من سجل المستحثات يدل على أنها انشقت عن أقرب أنسباؤها، أي الكوجر (Puma concolor) اليغورندي (Puma yaguarondi)، منذ حوالي 5 ملايين سنة، وأنها لم تتغير بشكل ملموس منذ ذلك الحين. للفهود 38 صبغية كمعظم السنوريات، 13 منها متطابقة كليًا مع تلك الخاصة بأنواع أخرى وبشكل خاص أسود الجبال اليغورندي. يفترض العلماء أن بعض جمهرات سلف هذه السنوريات الذي تبين أنه آسيوي النشأة، عبرت إلى أمريكا الشمالية عبر مضيق بيرينغ خلال إحدى العصور الجليدية الأولى عندما اتصلت آلاسكا بروسيا بفعل انخفاض مستوى البحر، وقد انعزلت تلك الجمهرات في أمريكا الشمالية بعد أن عادت مستويات المياه لترتفع مجددًا وتفصل بين القارتين، وقد أظهرت دراسة الحمض النووي للمتقدرات أن سلف هذه السنوريات الثلاث كان يعيش في أمريكا الشمالية منذ حوالي 8.25 مليون سنة،[ وخلال الفترة التي امتدت بين 6.9 إلى 6.7 ملايين سنة، انشقت أسود الجبال واليغورندي عن بعضها البعض وتطور كلاً منها ليُشكل نوعًا مستقلاً بذاته.[ ومنذ قرابة 4.9 ملايين سنة انشقت أسلاف الفهود المعاصرة عن السلف المشترك وتطورت لتُشكل جنسًا خاصًا بها، وقد أظهرت المستحثات أن تلك الحيوانات عاشت في الأراضي التي تُشكل اليوم ولايات نيڤادا وتكساس ووايومينغ بالولايات المتحدة. عادت أسلاف الفهود لتعبر مضيق بيرينغ من جديد خلال الفترة الممتدة بين 4 ملايين ومليون سنة وصولاً إلى آسيا فأفريقيا حيث بقيت وتطورت لتصبح بشكلها الحالي. ظهرت الفهود المعاصرة منذ ما يُقارب 200,000 سنة، واستمرت تزدهر في نواح عديدة من أفريقيا وآسيا وأوروبا حتى الفترة الممتدة بين 12,000 و 10,000 سنة، أي خلال العصر الجليدي الأخير، فخلال هذه الفترة انقرض حوالي 75% من الثدييات على وجه الأرض، وكادت الفهود أن تكون بينها لولا أن استطاعت ثلة قليلة العدد منها أن تنجو وتتناسل وتعيد إكثار بني جنسها.