نساء غزة.. ومعابر السماء!
صفاء البيلي
نساء غزة يعبدن معابر السماء أمام السالكين.. يضربن أصدق الأمثلة فى الصمود والوقوف بثبات ورجولة إلى جوار إخوانهم الرجال .. فى هذه المشاهد تعالوا نعايش الرجولة والفداء فى جهاد المرأة الغزية سيدة نساء الأرض.
المشهد الأول:
سيدة أربعينية تقف شامخة رغم ملامح الحزن والقهر والدهشة التى ارتسمت على وجهها.. فى نهار رمضان داخل منزلها المتهدم وبقايا الطعام متناثرة هنا وهناك.. فيما تقف منددة بما يفعله الكيان الصهيونى فى قوة ألف رجل .. قالت المرأة ضربنا صاروخ إف 16 .. فهدم البيت ثم لم يكتفوا فضربونا بمدافع الهاون .. ثم قالت وهى تفتح ذراعيها بملء الفضاء: لن نتركها لهم .. لن نترك أرضنا وسنبنى بيوتنا على أنقاضهم إن شاء الله!.
المشهد الثاني:
سيدة مسنة تجلس بجوار الأنقاض .. أطفال ورجال ونساء يلتفون حولها والبكاء يقطع الصدور وأزيز الطائرات يكاد يغطى صوتها الضعيف.. حينما تتأمل تمتمات شفاهها تكاد تسمع كلمتين فقط.. كلمتان أولاهما أداة نداء .. تكرر المرأة بطريقة متسارعة وعيون باكية: "يا الله.. يا الله يا الله"! تتعجب وتقول لنفسك: أى إيمان واستسلام لقدر الله هذا؟.
المشهد الثالث:
شابة ثلاثينية تقف خارج حجرة العمليات بأحد مستشفيات القطاع واقفة لا تتكلم .. إنما تتساقط دموعها فقط .. اقترب منها أحد مراسلى قناة الجزيرة ليسألها عن الحال: قالت إخوتى الرجال ماتوا الأطفال ماتوا الشيوخ ماتوا النساء متن.. وبيوت العائلة تهدمت، لم يبق إلا تلك الصغيرة ابنة أخى مصابة إصابات خطيرة، كلما أفاقت تسأل عن أمها فأستحى أن أقول لها إنها لن تراها بعد اليوم .. وتسألنى عن أبيها فأستحى أن أقول لها إنه عالق بين مصر وغزة ولا يستطيع أن يعود إلى غزة ليدفن عائلته .. ولما سألها المذيع ماذا تقولين للحكام العرب، قالت: لا أريد منهم شيئًا.. أنا أريد من مقاومتنا أن تستمر ونحن معها نناضل لآخر نفس.
المشهد الرابع:
امرأة فى منتصف العمر .. تجرى هلعًا وأصوات القنابل تشيعها، والأطفال والكبار والعجائز يجرون مبتعدين عن القصف .. راقبتها إحدى الكاميرات التى تنقل الوقائع الدامية، وهى تلهث باكية قائلة وهى تشير للخلف: "ألحقوهم.. ألحقوهم.. اللى ورا ماتوا كلهم.. كلهم.. ألحقوهم ألحقوهم.."، ثم تسمح أصوات الانفجارات فتشد ساقيها وهى تمسح وجهها من الدموع والعرق!
المشهد الخامس:
امرأة فى أواخر العقد الخامس تبكى بلا دموع وهى تجلس فى استسلام قائلة: لن أطلب من أحد شيئًا، الحمد لله هدموا بيتنا، الحمد لله أولادى استشهدوا .. الحمد لله زوجى استشهد، الحمد لله كل شيء راح .. لكن مع ذلك أنا فدى بلدى فدى فلسطين .. وفدى المقاومة.. "والله لقد استحيت منها"!. المشاهد النضالية التى تجلت عبر قرى غزة المقدسة ومدنها.. والله إنها لتخجل من يسمون أنفسهم بالعرب.. ومهما أغلقت المعابر فى وجهها أنا على يقين من أن معابر السماء مفتوحة لهم على مصراعيها .. للدعاء أو الشهادة!.
صفاء البيلي
نساء غزة يعبدن معابر السماء أمام السالكين.. يضربن أصدق الأمثلة فى الصمود والوقوف بثبات ورجولة إلى جوار إخوانهم الرجال .. فى هذه المشاهد تعالوا نعايش الرجولة والفداء فى جهاد المرأة الغزية سيدة نساء الأرض.
المشهد الأول:
سيدة أربعينية تقف شامخة رغم ملامح الحزن والقهر والدهشة التى ارتسمت على وجهها.. فى نهار رمضان داخل منزلها المتهدم وبقايا الطعام متناثرة هنا وهناك.. فيما تقف منددة بما يفعله الكيان الصهيونى فى قوة ألف رجل .. قالت المرأة ضربنا صاروخ إف 16 .. فهدم البيت ثم لم يكتفوا فضربونا بمدافع الهاون .. ثم قالت وهى تفتح ذراعيها بملء الفضاء: لن نتركها لهم .. لن نترك أرضنا وسنبنى بيوتنا على أنقاضهم إن شاء الله!.
المشهد الثاني:
سيدة مسنة تجلس بجوار الأنقاض .. أطفال ورجال ونساء يلتفون حولها والبكاء يقطع الصدور وأزيز الطائرات يكاد يغطى صوتها الضعيف.. حينما تتأمل تمتمات شفاهها تكاد تسمع كلمتين فقط.. كلمتان أولاهما أداة نداء .. تكرر المرأة بطريقة متسارعة وعيون باكية: "يا الله.. يا الله يا الله"! تتعجب وتقول لنفسك: أى إيمان واستسلام لقدر الله هذا؟.
المشهد الثالث:
شابة ثلاثينية تقف خارج حجرة العمليات بأحد مستشفيات القطاع واقفة لا تتكلم .. إنما تتساقط دموعها فقط .. اقترب منها أحد مراسلى قناة الجزيرة ليسألها عن الحال: قالت إخوتى الرجال ماتوا الأطفال ماتوا الشيوخ ماتوا النساء متن.. وبيوت العائلة تهدمت، لم يبق إلا تلك الصغيرة ابنة أخى مصابة إصابات خطيرة، كلما أفاقت تسأل عن أمها فأستحى أن أقول لها إنها لن تراها بعد اليوم .. وتسألنى عن أبيها فأستحى أن أقول لها إنه عالق بين مصر وغزة ولا يستطيع أن يعود إلى غزة ليدفن عائلته .. ولما سألها المذيع ماذا تقولين للحكام العرب، قالت: لا أريد منهم شيئًا.. أنا أريد من مقاومتنا أن تستمر ونحن معها نناضل لآخر نفس.
المشهد الرابع:
امرأة فى منتصف العمر .. تجرى هلعًا وأصوات القنابل تشيعها، والأطفال والكبار والعجائز يجرون مبتعدين عن القصف .. راقبتها إحدى الكاميرات التى تنقل الوقائع الدامية، وهى تلهث باكية قائلة وهى تشير للخلف: "ألحقوهم.. ألحقوهم.. اللى ورا ماتوا كلهم.. كلهم.. ألحقوهم ألحقوهم.."، ثم تسمح أصوات الانفجارات فتشد ساقيها وهى تمسح وجهها من الدموع والعرق!
المشهد الخامس:
امرأة فى أواخر العقد الخامس تبكى بلا دموع وهى تجلس فى استسلام قائلة: لن أطلب من أحد شيئًا، الحمد لله هدموا بيتنا، الحمد لله أولادى استشهدوا .. الحمد لله زوجى استشهد، الحمد لله كل شيء راح .. لكن مع ذلك أنا فدى بلدى فدى فلسطين .. وفدى المقاومة.. "والله لقد استحيت منها"!. المشاهد النضالية التى تجلت عبر قرى غزة المقدسة ومدنها.. والله إنها لتخجل من يسمون أنفسهم بالعرب.. ومهما أغلقت المعابر فى وجهها أنا على يقين من أن معابر السماء مفتوحة لهم على مصراعيها .. للدعاء أو الشهادة!.