جميلة في مظهرها، وهي تحمل ثمارها الكروية الشكل، ذات اللون البرتقالي الجذاب، والموزعة على أفرعها وتتدلى وتتنظر يدا تقطفها.. هي شجرة النارنج التي تنتمي إلى جنس الحمضيات، حيث أشار المسعودي في كتاباته إلى أن شجرة النارنج نقلت من الهند بعد عام 300 من الهجرة وزرعت في عمان ثم نقلت إلى العراق، فسوريا وفلسطين ومصر.
فعلاقة العرب بالحمضيات قديمة جدا حيث كانوا على دراية تامة بزراعتها والعناية بها، كما يعتقد أن العرب هم من ساهموا في نقلها لتصل إلى نواح مختلفة من آسيا وأفريقيا وحتى أوروبا.
ثمار النارنج
وعلى الرغم من الصفات الكثيرة المشتركة بين البرتقال والنارنج إلا أن هناك عدة اختلافات بينهما، فالنارنج يحتوي على أوراق أغمق لونا، وعنق الورقة أطول، ونجد لون القشرة أسمك وأسهل في التقشير، وسطحها خشن بصفة عامة ويحمل الكثير من الغدد الزيتية الغائرة، وأوراقها تنبعث منها رائحة عطرية مميزة، ومركز ثمر النارنج فارغ، ولب ثمرته ذو طعم حمضي شديد.
كما نجد أن أشجار النارنج تميل إلى النمو القائم أكثر من البرتقال، وتحمل على أفرعها أشواكا بدرجة أكبر، وتتحمل قسوة الطبيعة سواء كانت البرودة الشديدة أو ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة، وهي أكثر مقاومة لمرض التصمغ. وقد انتشرت زراعتها في البيئة المحلية حيث نجدها بكثرة في مزارع المنطقة الشرقية، كما أصبحت موجودة بكثرة في أفنية المنازل.
أنواع النارنج
وهناك عدة أنواع من النارنج، منها النوع العادي، وهو عبارة عن ثمرة كروية الشكل، منبسطة الطرفين، قشرتها سميكة مستقيمة، لونها برتقالي داكن عند اكتمال نضجها، واللب عصيري لونه أصفر داكن شديد الحموضة والثمرة تحتوي على عدد كبير من البذور قد يصل في المتوسط إلى 25 بذرة، وعادة ما ترجع أهمية البذور في استخدامها كأصل لإكثار أصناف الموالح المختلفة، والنوع الآخر هو النارنج حلو المذاق وهو شبيه بالنارنج العادي إلا أن لب ثماره غير حمضي وطعمة طيب ولكن يشوبه شيء من المرارة وعدد البذور حوالي 15. أما النارنج المخرفش نجد أن قشرته تشوبها بعض النتوءات غير المنظمة.
ومن حيث طرق العناية بالحمضيات بوجه عام فمن حيث الري، نجد كمية الري تختلف في المنطقة باختلاف أشهر السنة، كما أن الأشجار تحتاج إلى ري أكثر في الأشهر التي ترتفع فيها درجة الحرارة، وبالتالي يتم الري على فترات متقاربة، لتعويض ما تفقده الأشجار من الماء، بينما تقل كمية الري وتتباعد فتراتها بين الأشهر التي تنخفض فيها درجات الحرارة، كما تختلف كمية الماء التي تعطى للأشجار باختلاف قدرة الأرض على الاحتفاظ بالماء وعلى مدى قدرة الجذور على التعمق، فنجد أن الأرض الطينية مقدرتها على الاحتفاظ بالماء أكبر من الأرض الرملية.
ويفضل وضع نظام ري بالتنقيط للأشجار حتى يسهل على المرء تزويد النباتات بالماء من وقت إلى آخر، كما نجد أن الموالح تحتاج في فترة نمو ثمارها إلى كمية كبيرة من الماء نظرا لطبيعة ثمارها التي تحتوي على خلايا، فهي تحتاج إلى الماء حتى تمتلئ بالعصير لتكبر وتزدهر، وتأخذ الحجم المناسب. في حين يجب التقليل من الري أثناء التزهير خصوصا في التربة الطينية، حتى لا يؤدي إلى تساقط أزهارها.
التسميد والتقليم
ومن حيث التغذية والتسميد نجد أن هذه العناصر مهمة جدا للنباتات حتى تقوى وتستطيع ان تنتج ثمارا جيدة. كما تعد هذه الخطوة ضرورية في عملية تصحيح أعراض نقص العناصر الغذائية الموجودة في التربة، ولكن دائما يجب التقيد بالكمية والمقدار الملائم لحجم النبتة، فالافراط في استخدام التسميد يقلل من صلاحية ودرجة الاستفادة من الاشجار، كما يؤثر ذلك على بناء التربة أيضا. فالموالح بحاجة إلى عناصر غذائية متنوعة منها الاكسجين، الكربون والهيدروجين، النيتروجين، الفسفور، والكاليسوم البوتاسيوم، والكبريت، والزنك والحديد، والنحاس والمنجنيز، وغيرها الكثير من المعادن المغذية التي عادة ما تتوفر في الاسمدة سواء العضوية منها أو حتى الكيماوية، وكل منها تسد جانبا معينا من احتياجات النبتة.
ومن حيث الصيانة والتقليم فيراعى أن يتم تقليم أشجار الموالح بعد أن تكون قد قامت بتخزين أكبر قدر من المواد الكربوهيدراتية في أنسجتها حتى لا يؤثر سلبا على نموها، لذا لابد أن يتم التقليم قبل بدء النمو والتزهير والذي يكتمل في فصل الربيع، مع تجنب تقليم الاشجار في أواخر الصيف وأثناء الخريف. ويفضل أن يجرى التقليم بعد جني الثمار.