حققت شركة «ميديتيل» للاتصالات أرقاما غير مسبوقة، منذ نشأتها، في رقم معاملاتها وأرباحها برسم النصف الأول من 2010، حيث ارتفع رقم معاملاتها بنسبة
12 بالمائة مقارنة بالعام الماضي ليصل إلى 2.713 مليار درهم، فيما نمت أرباح ثاني أكبر شركة للاتصالات في المغرب بـ 7.3 بالمائة لتناهز 1.014 مليار درهم، وعرف مؤشر النتيجة الصافية ارتفاعا كبيرا بنسبة64 بالمائة .
وعزا المدير العام للشركة محمد المنجرة هذا الأداء، خلال لقاء مع الصحافة مساء أول أمس الثلاثاء بالدار البيضاء، إلى «حيوية السياسة التجارية التي اعتمدتها «ميديتيل» خلال النصف الأول من هذا العام من خلال إطلاق عروض بشكل مستمر للزبناء، فيما يخص خدمات البطاقات مسبقة الدفع، وتخفيض تعريفة المكالمات نحو الخارج، وإطلاق خدمة الإنترنت المتنقل دون حاجة لأي انخراط.
وبلغت الشركة هذه النتائج المُرضية، حسب محمد المنجرة، بفضل نمو نشاط الإنترنت بـ87 بالمائة والخدمات المقدمة للمقاولات بـ23 بالمائة ، في حين لم ينمُ نشاط خدمات الهاتف المسبقة الدفع إلا بـ20 بالمائة .
وأشار المتحدث نفسه إلى أن التراجع، الذي سجله نشاط الرومينغ والاتصالات الدولية في العام الماضي، تم تجاوزه خلال الأشهر الستة الأولى من 2010، ويرجع ذلك إلى خفض «ميديتيل» تعريفة المكالمات نحو الخارج بـ45 بالمائة تقريبا. وأضاف المنجرة أن نمو نشاط وأرباح الشركة تم بوتيرة أعلى من نمو سوق الاتصالات في المغرب، الذي يعرف نوعا من الركود في الآونة الأخيرة.
وحول الأسباب الكامنة وراء تحقيق الشركة أرقاما هي الأعلى منذ ميلادها قبل 10 سنوات، أوضح المنجرة أن الأمر يتجلى في استراتيجية «ميديتيل» القائمة على البحث عن التميز مقارنة بالمنافسين في قطاع الاتصالات، حيث واكبت تطور استهلاك الزبناء، الذين لم يعد أكبر همهم هو كلفة المكالمة وجودة الصوت، بل صاروا أكثر إلحاحا فيما يخص الخيارات التكنولوجية المتضمنة في خدمات الهاتف.
وفي هذا الصدد اختارت «ميديتيل» التعاقد بشكل حصري مع شبكة «روتانا» قبل أشهر، وصار بإمكان زبناء الشركة منذ 5 يوليوز الجاري ولوج كافة محتويات شبكة «روتانا» من تحميل للموسيقى والصور وغيرهما. كما يندرج ضمن التوجه نفسه الشراكة الحصرية مع فريقي كرة القدم الوداد والرجاء، حيث ستمنح لأنصار الفريقين هواتف بألوان الفريقين مع بعث رسائل قصيرة (إسميس) حول مباريات الفريقين ولاعبيهما، وسيتم إطلاق هذه العروض في شتنبر المقبل.
من جهة أخرى، شكك محمد المنجرة في دقة الدراسة التي قالت إن المغرب يعرف أعلى معدل لسعر الدقيقة في الاشتراكات مسبقة الدفع والاشتراكات الشهرية في الدول العربية، موضحا أن المعايير التي اعتمدتها مجموعة «المرشدون العرب» الأردنية التي أنجزت الدراسة غير موضوعية، حيث لم تأخذ بعين الاعتبار عند احتساب سعر الدقيقة العروض الاستثنائية، التي تطرحها كثيرا شركات الاتصالات في المغرب.
ولم تراع الدراسة، يضيف المنجرة، تباين الضغط الضريبي المطبق على الاتصالات بين دول لا تخضع لأي رسوم كالكويت وأخرى تطبقها كالمغرب. وأشار المدير العام لـ «ميديتيل» إلى أن أصحاب الدراسة لم يأخذوا بعين الاعتبار تباين أنماط استهلاك خدمات الهاتف بين دول يغلب فيها الإقبال على البطاقات مسبقة الدفع وبين دول يغلب فيها الأداء اللاحق للاشتراك.