الجواب.. باختصار: لأنك لا تملك أي خيار فيه
*******
فلو كان لنا خيار في ملامحنا وأجسادنا لتمكنا من تعديلها وتغييرها حسب معايير الجمال التي نؤمن بها.. وحينها ربما.. وأقول ربما.. نصل إلى مرحلة الرضا والقناعة ونواجة مرآة الحمام بثقة أكبر
وكنت أتمنى الادعاء أنني أول من اكتشف "الجواب" ولكنه خطر ببالي بعد قراءة بيت شعر بليغ قاله حسان بن ثابت في المصطفى صلى الله عليه وسلم: خلقت مبرأً من كل عيب.. كأنك قد خلقت كما تشاء
*******
ولأنه ليس لنا في عيوبنا مشيئة أو اختيار نعاني جميعنا من عقدة نقص تجاه أشكالنا وملامحنا.. الفرق الوحيد أن عقدة النقص هذه قد تكون خفيفة لدى البعض.. بحيث لا تؤثر على حياته أو ثقته بنفسه.. وكبيرة لدى البعض الآخر.. لدرجة تحولها الى عقدة نفسية تؤثر على شخصيته وعلاقته بالمجتمع.. والمصابون بوسواس القبح والبشاعة يقضون أوقاتاً طويلة أمام المرآة متذمرين من ملامحهم، فيرى بعضهم أنفه ضخماً، والآخر بشرته دميمة والثالث شفته غليظة والرابع جبهته نافرة.. وفي الأغلب لا يكون لهذا الاعتقاد أصل حقيقي - أو لا يلفت انتباه الناس - ولكنه تحول الى وسواس نفسي يقض مضجع صاحبه.. وكان أحد أطباء التجميل قد أخبرني عن سيدة دخلت عليه في العيادة فلاحظ على الفور بشاعة أنفها وانحرافه الكبير نحو اليسار . وقبل أن تجلس بدأت تتحدث عن مشكلتها وكيف أن لديها عيب في وجهها يؤرقها ويؤثر على حياتها ويمنعها من مقابلة الناس.. وحين سألها : وما هذا العيب - وكان واثقاً من مكانه - أزاحت خصلة جانبية من شعرها وقالت هذا.. وكان بروز عظمي صغير فوق الإذن
*******
وأذكر أيضا أنني شاهدت حلقة من برنامج المذيعة أوبرا استضافت فيه نساء ورجالاً يعانون من كراهية أنفسهم بشكل مرضي وخطير.. والعجيب أنهم جميعهم كانوا على قدر كبير من الوسامة والجمال، وكأنهم اختيروا عمداً لتأكيد الأصل النفسي لهذه المشكلة.. فهناك مثلاً فتاة في التاسعة عشرة من عمرها - تستحق الترشح لمسابقات الجمال - ومع هذا كانت مصابة بكراهية الذات وترى نفسها أبشع مخلوقة في الكون.. وهناك سيدة أخرى تضخم لديها الشعور بالقبح والدمامة لدرجة حبست نفسها في غرفتها لأربع سنوات -وحين تخرج للحمام تغطي وجهها بوشاح أسود
*******
والمصابون بهذه الحالة يتجاوزون اليوم عشرة ملايين شخص في أمريكا وحدها.. وهم يدمنون النظر في المرآة ساعات طويلة - ويعتقد نصفهم أنهم دميمون لدرجة تمنعهم من مغادرة المنزل. ومع أن الحالة تصيب كلا الجنسين إلا أنها تنتشر لدى النساء بنسبة أكبر.. لدرجة الاعتقاد أن 90% من النساء يعانين من وسواس واحد على الأقل.. وقد تبدأ المشكلة بشكل بسيط.. من خلال حرص المرأة على حمل مرآة صغيرة في حقيبتها بشكل دائم.. وتتضخم لدرجة شعورها بضرورة البحث عن: مرآة أكبر.. حين تكون في الأسواق والأماكن العامة
وفي الحقيقة؛ لا أبالغ إن قلت أن مدخل المشكلة يكمن في "المرآة" التي يجب كسرها في حال بلغ الهوس أقصاه، وتجاهلها في حال التركيز في عنصر جسدي واحد
*******
في جميع الأحوال لا تنسى أن الشك يجعل للأشياء ظلالاً كبيرة
*******
منقووول للفائدة
*******
فلو كان لنا خيار في ملامحنا وأجسادنا لتمكنا من تعديلها وتغييرها حسب معايير الجمال التي نؤمن بها.. وحينها ربما.. وأقول ربما.. نصل إلى مرحلة الرضا والقناعة ونواجة مرآة الحمام بثقة أكبر
وكنت أتمنى الادعاء أنني أول من اكتشف "الجواب" ولكنه خطر ببالي بعد قراءة بيت شعر بليغ قاله حسان بن ثابت في المصطفى صلى الله عليه وسلم: خلقت مبرأً من كل عيب.. كأنك قد خلقت كما تشاء
*******
ولأنه ليس لنا في عيوبنا مشيئة أو اختيار نعاني جميعنا من عقدة نقص تجاه أشكالنا وملامحنا.. الفرق الوحيد أن عقدة النقص هذه قد تكون خفيفة لدى البعض.. بحيث لا تؤثر على حياته أو ثقته بنفسه.. وكبيرة لدى البعض الآخر.. لدرجة تحولها الى عقدة نفسية تؤثر على شخصيته وعلاقته بالمجتمع.. والمصابون بوسواس القبح والبشاعة يقضون أوقاتاً طويلة أمام المرآة متذمرين من ملامحهم، فيرى بعضهم أنفه ضخماً، والآخر بشرته دميمة والثالث شفته غليظة والرابع جبهته نافرة.. وفي الأغلب لا يكون لهذا الاعتقاد أصل حقيقي - أو لا يلفت انتباه الناس - ولكنه تحول الى وسواس نفسي يقض مضجع صاحبه.. وكان أحد أطباء التجميل قد أخبرني عن سيدة دخلت عليه في العيادة فلاحظ على الفور بشاعة أنفها وانحرافه الكبير نحو اليسار . وقبل أن تجلس بدأت تتحدث عن مشكلتها وكيف أن لديها عيب في وجهها يؤرقها ويؤثر على حياتها ويمنعها من مقابلة الناس.. وحين سألها : وما هذا العيب - وكان واثقاً من مكانه - أزاحت خصلة جانبية من شعرها وقالت هذا.. وكان بروز عظمي صغير فوق الإذن
*******
وأذكر أيضا أنني شاهدت حلقة من برنامج المذيعة أوبرا استضافت فيه نساء ورجالاً يعانون من كراهية أنفسهم بشكل مرضي وخطير.. والعجيب أنهم جميعهم كانوا على قدر كبير من الوسامة والجمال، وكأنهم اختيروا عمداً لتأكيد الأصل النفسي لهذه المشكلة.. فهناك مثلاً فتاة في التاسعة عشرة من عمرها - تستحق الترشح لمسابقات الجمال - ومع هذا كانت مصابة بكراهية الذات وترى نفسها أبشع مخلوقة في الكون.. وهناك سيدة أخرى تضخم لديها الشعور بالقبح والدمامة لدرجة حبست نفسها في غرفتها لأربع سنوات -وحين تخرج للحمام تغطي وجهها بوشاح أسود
*******
والمصابون بهذه الحالة يتجاوزون اليوم عشرة ملايين شخص في أمريكا وحدها.. وهم يدمنون النظر في المرآة ساعات طويلة - ويعتقد نصفهم أنهم دميمون لدرجة تمنعهم من مغادرة المنزل. ومع أن الحالة تصيب كلا الجنسين إلا أنها تنتشر لدى النساء بنسبة أكبر.. لدرجة الاعتقاد أن 90% من النساء يعانين من وسواس واحد على الأقل.. وقد تبدأ المشكلة بشكل بسيط.. من خلال حرص المرأة على حمل مرآة صغيرة في حقيبتها بشكل دائم.. وتتضخم لدرجة شعورها بضرورة البحث عن: مرآة أكبر.. حين تكون في الأسواق والأماكن العامة
وفي الحقيقة؛ لا أبالغ إن قلت أن مدخل المشكلة يكمن في "المرآة" التي يجب كسرها في حال بلغ الهوس أقصاه، وتجاهلها في حال التركيز في عنصر جسدي واحد
*******
في جميع الأحوال لا تنسى أن الشك يجعل للأشياء ظلالاً كبيرة
*******
منقووول للفائدة