الولاء
هو شعور الإنتماء لفكر معين أو شخص معين أو كيان معين، يستمد منه الأوامر والنواهي والتشريعات، ويعطيه البيعة للسمع والطاعة والإتباع المطلق.
إعطاء الولاء لأمر ما، أو حاكم ما، أو نظام ما، أيّ أمر، يقرر دائماً منهج حياة الإنسان ومصير الفرد في إطاره الضيق، ويقرر منهج الحياة ومصير المجتمعات والدولة والأمم على نطاق واسع، ويرسم الأعراف والتقاليد والعلاقات بين الأفراد أنفسهم، ويرسمه كذلك بينهم وبين أنفسهم والمحيط الذي حولهم.
فإذا كان الولاء لله وللدين الذي أنزله على سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، تشكلت حياة الفرد والناس والأمة بشكل الإسلام وشريعته، وتشكلت العادات والتقاليد والأعراف بما أمر به الإسلام، وكانت أفكارهم ومقاييس أعمالهم وقناعاتهم إسلامية، وسُميت حياتهم بالتالي حياة إسلامية، وسميت مجتمعاتهم بالمجتمع الإسلامي.
وإن كان الولاء لغير هذا الأمر، أي لغير الله ورسوله والدين الذي أنزل، تشكلت الحياة بشكل مختلف تماماً عما ذكرنا، بحسب ما إنصرف هوى الإنسان لما أعطى ولاءه له.
وليس في الدنيا إلا هذين الخيارين، إمّا ولاءٌ لله، وإما ولاءٌ لغير الله، وليس بينهما خيار ثالث، لأن الولاء الغير خالص لله وحده هو ولاء لغير الله، ويشكل الحياة بشكل غير الذي يشكله الولاء الخالص لله.
ما يفعله حكام اليوم هو محاولات إستراق أو إنتزاع ولاء الناس لله ولرسوله وللدين الذي أنزله الله على رسوله، يحاولون إنتزاعه منهم وتوجيهه لخاصة أنفسهم، وللأنظمة التي يضعونها من عند غير الله، ليضمنوا إتباع الناس لهم دون غيرهم، هذه المحاولات تأخذ أشكالاً وصوراً كثيرة، ومنهجاً واضحاً مدروساً بعناية فائقة، ويُنفّذ بدقة شديدة لكسب ولاء وتقديس الناس من دون الله ورسوله، ومن هذه المحاولات والأعمال التالي:
1) توجيه الولاء لشخص الحاكم: يتم توجيه ولاء الناس لشخص الحاكم بغسل عقول الناس بشخص الحاكم، وذلك بنشر صوره في كل مكان، وفرض نشرها في كل دائرة حكومية، والعمل على نشرها في الشوارع والأماكن العامة، وتسمية المدن والشوراع والمدارس والجامعات والمرافق العامة والمنتزهات، والمشاريع الكبرى والصغرى، تسميتها بإسمه شخصياً، ليلتصق هذا الإسم بعقول الناس، وذكْر إسمه في كل مناسبة شعبية عامة أو خاصة، وتكرار اسم الحاكم بإستمرار، حتى ليتخيل الناس أن لا وجود في الكون غير هذا الرجل. وكذلك إيهام الناس أنهم ليسو في خير وأمن بدون هذا الحاكم أو ذاك، أو بدون عدله المطلق وسهره وإهتمامه بمصالحهم، وإيهامهم أن كل فضل أو خير يحصل، يرجع فضله له، حتى نزول المطر ونمو الزرع، وكأنه الإله الأعظم، ولا ينقطع تذكير الناس بأن الحاكم بحكم قدرته على الإستيلاء على الحكم، فقد صنع تاريخ الأمة وأنقذها، فهو بظهوره صنع الأمن والأمان والإستقرار والخير في البلاد، والحرية والعز والشرف.
2) توجيه الولاء للدولة الحاكمة: تتواصل عمليات الإقناع المُقنن لعقول الناس بفكرة أن هذه الدولة هي أعظم دولة عرفها التاريخ، وأنها تسابق كل الأمم في التطور والرقي، أو أنها في طريقها لأن تكون أعظم دولة، وأن هذه الدولة وشعبها، أو تلك بحدودها التي حددتها الأمم المتحدة (الإستعمار) ، هي دولة أعرق الشعوب، وأكثرهم أصالة أو علماً أو صنعاً للحضارة، وبالتالي يتم تعزيز القومية عند هذه الدولة أو تلك من التي صنعتها الأمم المتحدة، فالمصريون نسبة إلى مصر، هم أرقى الشعوب علماً وثقافة وحضارة، والسعوديون نسبة إلى إسم حاكمهم، وهم أنسب الأقوام شرفاً، والسوريون نسبة إلى سوريا، هم صناع الحضارات والعلم والعمارة، وما إلى آخر هذه الترّهات التي تعزز الإنتماء للتسميات الباطلة المزعومة لكل الدول القائمة. يصب في هذا الإطار تعزيز مفهوم الوطنية لهذه الدول، صنيعة الكفار المحتلين، وتعزيز الولاء لعَلَمِها، ولمساحة الأرض التي رُسمت لها، والحرب على كل من يتعداها.
3) توجيه الولاء لنظام الدولة الحاكمة: صنع الشخصية الموالية لغير الله من أكبر العقد، فالمسلم يصعب طيّه أو ليّه، لأنه في فطرته مُحبٌ لله ولرسوله، ولذلك تتواصل عمليات الإلتفاف حوله والكذب عليه وخداعه، لتغيير ولائه بكل خبث ولؤم ومكر، ولذلك يسعى الحكام سعياً حثيثاً بإقناع الناس والشعوب المسلمة أن الأنظمة التي يطبقونها عليهم إنما هي نظام الإسلام، بل هي أكثر إسلامية من الخلفاء الراشدين أو غيرهم من الخلفاء، والتلبيس عليهم بالإدعاء أن دستور الدولة هو الكتاب والسنة، وهو مصدر التشريع فيها، ولذلك يسعون للمحافظة على بعض الأنظمة الإجتماعية، وأحكام النساء مطبقة، كونها من الأحكام التي يحتاجها الناس في حياتهم الخاصة بشكل يومي، وكذلك نظام العقوبات، لإيهامهم أن الحكم إسلامياً. أما الأحكام الإقتصادية والسياسية والتعليمية، وفي نظام الحكم والإدارة والقضائية وغيرها، فأصلها وفرعها غير إسلامي ولا يمت إلى الإسلام بصلة. إضافة إلى ما يوهم الناس به من بناء المساجد والدعوة إلى الصلاة وغيرها من الشعائر التعبدية أن دولتهم ونظامها إسلامياً، وما يجده الناس عند علماء السوء من فتاوى بوجوب الولاء لهذا النظام الحاكم أو ذاك.
بتحريف هذا الولاء، تكتمل صورة الخروج عن دين الإسلام وعبادة الله وطاعة رسوله، والخروج عن الولاء لهم، وتكتمل شخصية الرجل المسلم بإسلام محرفٍ ومزوّرٍ عن حقيقته، مسلم مزدوج الشخصية، إسمه مسلم، يصلي ويصوم، أما أفكاره وحياته وسلوكه وعلاقاته كلها، فهي لمن ولّى أمره له من أشخاص وأنظمة وحكومات، لا تمت للإسلام ولا للولاء لله ولرسوله بأي صلة.
قال الله سبحانه تعالى: في سورة الأعراف 3:
" اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء قليلا ما تذكرون "
سورة التوبة 23: "يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اباءكم واخوانكم اولياء ان استحبوا الكفر على الايمان ومن يتولهم منكم فاولئك هم الظالمون"
الأنفال 73: "والذين كفروا بعضهم اولياء بعض، الا تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد كبير"
هود 113: " ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من اولياء ثم لا تنصرون"
التوبة 71: " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله اولئك سيرحمهم الله ان الله عزيز حكيم "
هو شعور الإنتماء لفكر معين أو شخص معين أو كيان معين، يستمد منه الأوامر والنواهي والتشريعات، ويعطيه البيعة للسمع والطاعة والإتباع المطلق.
إعطاء الولاء لأمر ما، أو حاكم ما، أو نظام ما، أيّ أمر، يقرر دائماً منهج حياة الإنسان ومصير الفرد في إطاره الضيق، ويقرر منهج الحياة ومصير المجتمعات والدولة والأمم على نطاق واسع، ويرسم الأعراف والتقاليد والعلاقات بين الأفراد أنفسهم، ويرسمه كذلك بينهم وبين أنفسهم والمحيط الذي حولهم.
فإذا كان الولاء لله وللدين الذي أنزله على سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، تشكلت حياة الفرد والناس والأمة بشكل الإسلام وشريعته، وتشكلت العادات والتقاليد والأعراف بما أمر به الإسلام، وكانت أفكارهم ومقاييس أعمالهم وقناعاتهم إسلامية، وسُميت حياتهم بالتالي حياة إسلامية، وسميت مجتمعاتهم بالمجتمع الإسلامي.
وإن كان الولاء لغير هذا الأمر، أي لغير الله ورسوله والدين الذي أنزل، تشكلت الحياة بشكل مختلف تماماً عما ذكرنا، بحسب ما إنصرف هوى الإنسان لما أعطى ولاءه له.
وليس في الدنيا إلا هذين الخيارين، إمّا ولاءٌ لله، وإما ولاءٌ لغير الله، وليس بينهما خيار ثالث، لأن الولاء الغير خالص لله وحده هو ولاء لغير الله، ويشكل الحياة بشكل غير الذي يشكله الولاء الخالص لله.
ما يفعله حكام اليوم هو محاولات إستراق أو إنتزاع ولاء الناس لله ولرسوله وللدين الذي أنزله الله على رسوله، يحاولون إنتزاعه منهم وتوجيهه لخاصة أنفسهم، وللأنظمة التي يضعونها من عند غير الله، ليضمنوا إتباع الناس لهم دون غيرهم، هذه المحاولات تأخذ أشكالاً وصوراً كثيرة، ومنهجاً واضحاً مدروساً بعناية فائقة، ويُنفّذ بدقة شديدة لكسب ولاء وتقديس الناس من دون الله ورسوله، ومن هذه المحاولات والأعمال التالي:
1) توجيه الولاء لشخص الحاكم: يتم توجيه ولاء الناس لشخص الحاكم بغسل عقول الناس بشخص الحاكم، وذلك بنشر صوره في كل مكان، وفرض نشرها في كل دائرة حكومية، والعمل على نشرها في الشوارع والأماكن العامة، وتسمية المدن والشوراع والمدارس والجامعات والمرافق العامة والمنتزهات، والمشاريع الكبرى والصغرى، تسميتها بإسمه شخصياً، ليلتصق هذا الإسم بعقول الناس، وذكْر إسمه في كل مناسبة شعبية عامة أو خاصة، وتكرار اسم الحاكم بإستمرار، حتى ليتخيل الناس أن لا وجود في الكون غير هذا الرجل. وكذلك إيهام الناس أنهم ليسو في خير وأمن بدون هذا الحاكم أو ذاك، أو بدون عدله المطلق وسهره وإهتمامه بمصالحهم، وإيهامهم أن كل فضل أو خير يحصل، يرجع فضله له، حتى نزول المطر ونمو الزرع، وكأنه الإله الأعظم، ولا ينقطع تذكير الناس بأن الحاكم بحكم قدرته على الإستيلاء على الحكم، فقد صنع تاريخ الأمة وأنقذها، فهو بظهوره صنع الأمن والأمان والإستقرار والخير في البلاد، والحرية والعز والشرف.
2) توجيه الولاء للدولة الحاكمة: تتواصل عمليات الإقناع المُقنن لعقول الناس بفكرة أن هذه الدولة هي أعظم دولة عرفها التاريخ، وأنها تسابق كل الأمم في التطور والرقي، أو أنها في طريقها لأن تكون أعظم دولة، وأن هذه الدولة وشعبها، أو تلك بحدودها التي حددتها الأمم المتحدة (الإستعمار) ، هي دولة أعرق الشعوب، وأكثرهم أصالة أو علماً أو صنعاً للحضارة، وبالتالي يتم تعزيز القومية عند هذه الدولة أو تلك من التي صنعتها الأمم المتحدة، فالمصريون نسبة إلى مصر، هم أرقى الشعوب علماً وثقافة وحضارة، والسعوديون نسبة إلى إسم حاكمهم، وهم أنسب الأقوام شرفاً، والسوريون نسبة إلى سوريا، هم صناع الحضارات والعلم والعمارة، وما إلى آخر هذه الترّهات التي تعزز الإنتماء للتسميات الباطلة المزعومة لكل الدول القائمة. يصب في هذا الإطار تعزيز مفهوم الوطنية لهذه الدول، صنيعة الكفار المحتلين، وتعزيز الولاء لعَلَمِها، ولمساحة الأرض التي رُسمت لها، والحرب على كل من يتعداها.
3) توجيه الولاء لنظام الدولة الحاكمة: صنع الشخصية الموالية لغير الله من أكبر العقد، فالمسلم يصعب طيّه أو ليّه، لأنه في فطرته مُحبٌ لله ولرسوله، ولذلك تتواصل عمليات الإلتفاف حوله والكذب عليه وخداعه، لتغيير ولائه بكل خبث ولؤم ومكر، ولذلك يسعى الحكام سعياً حثيثاً بإقناع الناس والشعوب المسلمة أن الأنظمة التي يطبقونها عليهم إنما هي نظام الإسلام، بل هي أكثر إسلامية من الخلفاء الراشدين أو غيرهم من الخلفاء، والتلبيس عليهم بالإدعاء أن دستور الدولة هو الكتاب والسنة، وهو مصدر التشريع فيها، ولذلك يسعون للمحافظة على بعض الأنظمة الإجتماعية، وأحكام النساء مطبقة، كونها من الأحكام التي يحتاجها الناس في حياتهم الخاصة بشكل يومي، وكذلك نظام العقوبات، لإيهامهم أن الحكم إسلامياً. أما الأحكام الإقتصادية والسياسية والتعليمية، وفي نظام الحكم والإدارة والقضائية وغيرها، فأصلها وفرعها غير إسلامي ولا يمت إلى الإسلام بصلة. إضافة إلى ما يوهم الناس به من بناء المساجد والدعوة إلى الصلاة وغيرها من الشعائر التعبدية أن دولتهم ونظامها إسلامياً، وما يجده الناس عند علماء السوء من فتاوى بوجوب الولاء لهذا النظام الحاكم أو ذاك.
بتحريف هذا الولاء، تكتمل صورة الخروج عن دين الإسلام وعبادة الله وطاعة رسوله، والخروج عن الولاء لهم، وتكتمل شخصية الرجل المسلم بإسلام محرفٍ ومزوّرٍ عن حقيقته، مسلم مزدوج الشخصية، إسمه مسلم، يصلي ويصوم، أما أفكاره وحياته وسلوكه وعلاقاته كلها، فهي لمن ولّى أمره له من أشخاص وأنظمة وحكومات، لا تمت للإسلام ولا للولاء لله ولرسوله بأي صلة.
قال الله سبحانه تعالى: في سورة الأعراف 3:
" اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء قليلا ما تذكرون "
سورة التوبة 23: "يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اباءكم واخوانكم اولياء ان استحبوا الكفر على الايمان ومن يتولهم منكم فاولئك هم الظالمون"
الأنفال 73: "والذين كفروا بعضهم اولياء بعض، الا تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد كبير"
هود 113: " ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من اولياء ثم لا تنصرون"
التوبة 71: " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله اولئك سيرحمهم الله ان الله عزيز حكيم "