همسة إلى من كان سجين أحزانه
عليك ان تدرك أن بلاآت الدنيا سواء كانت مرة أم حلوة إنما هي كخرقة صقل أتيحت لنا لكي ننظف بها نفوسنا فنحيلها صافية براقة
إياك أن تُذهب الرزايا بصدرك وبصافاء روحك فتجعلها سوداء مكدرة
إياك أن تجعل الخطوب من حياتك كنفق ضيق ومظلم
ما أكثر اللذين هم خارج سجون أحزانهم ولكن شقائهم النفسي وكدرة مزاجهم قد آحالا الدنيا بنظرهم إلى ما هو أسوء من الأحزان فتخيلوا أن ملذاتهم وإتباعهم خطوات الشيطان إتباعهم للرذيلة
إن الأمل بالخلاص من الأحزان حلو المذاق وفقدان الأمل مر المذاق
فآمال الدنيا هي كذلك أيضا مهما ركضت وراء آمالك فإنهاسوف تفر منك فرار الظل من السعي إليه وأن اللحاق بالظل أمر مستحيل
وإن أعرضت منها بوجهك تبعتك آمالك لا محاله
لا تمشي تحت الشمس بكأس من جليد فلا بد أن يذوب وتفقده
لا تُمني جسما فانيا صنع من التراب بآمال عريضة لا قبل لك به فإن العمر لا بد إلى نهاية
عن الجسم ليبلو ولما تدرك آمالمك العريظة والربيع الأخضر لا شك متبوع بخريف أصفر
كل مُلك زائل وكل مَلك سيكون صاحب لحد يوماً
أليس من الأفضل إذاً ان ترى في سجن أحزانك الضيقة فضاءً تملؤه الأنوار
بأن تختار حسن الصحبة
من كان له رفيق وصاحب يؤنسه فقد أمن من بحار الغم
فمن هو ذلك الصاحب والأنيس ؟؟
إنه الله القائل (( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ))
فيا من ابتلي بغم الأحزان وأتخذ لنفسه بيت أحزان وأعتزل الناس وقضى أيام دهره حزنا
كلما جزعت من غم أحزانك وحرقة الهجران وبلغت نيران الحزن منك مبلغها
إرفع يديك تضرعاً إلى ساحة الصاحب الأنيس وأدعو يا مجيب دعاء المضطر إذا دعاه
[ منقول ]