السحب المثقلة بالأمطـار البخيلة ؟؟
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
البعض قد لا يملك عدة الوسيلة ولكنه يملك جرأة الاقتحام .. يجتهد بهمـة الحريص ليوجد المعدوم .. ويتواجد في الساحات عناداَ رغم كل الصعاب .. وذاك التواجد قد يكون بمعية نقص في عـدة الوسيلة والاقتدار .. ومع ذلك يجتهد لينفع الناس بالمقدور والمتاح بكل إصرار .. في الوقت الذي فيه الآخرون أصحاب الوسائل والعدة والمؤهلات والمهارات والتجارب يتقاعسون ويتكاسلون ويمتنعون .. ولا يملكون الهمة العالية في تسخير المقدرات والمهارات لديهم في خدمة الناس .. بل يمسكون ويمتنعون .. ولا نرى في ساحات التنمية والبناء وقضايا ومسارات المجتمعات ثمرات تلك المؤهلات والخبرات .. والسمة السائدة في هؤلاء السلبية المطلقة القاحلة .. وأكثر من ذلك نلاحظ في البعض منهم أنهم في حالة من العجز والكسل وعدم الاكتراث .. والبعض منهم في حالة من عدم الثقة في مقدرات الذات .. وآخرون منهم يملكهم الخوف والوجل لأنهم يفتقدون الجرأة في الإقدام .. فإذن ما فائدة تلك المؤهلات والمقدرات الفائقة التي تمثل الوسائل والعدة الهامة في بناء المجتمعات .. ولسان حال البعض يقول لا فائدة إطلاقاًَ من تلك المعارف والمؤهلات التي تبقى أسيرة في مستودعات أصحابها الجبناء .. وكم وكم في الناس من يملك المقدرات في نوابغ العلم والمعرفة والتجارب ولكنه في ذات الوقت يفتقد عدة الشجاعة ويفتقد الجرأة في تحريك العطاء بما ينفع الناس .. فمثل ذلك الإنسان عند كفة المعيار يفوقه الآخر المتواضع صاحب الأخطاء والهفوات الذي يتجرأ ويجتهد رغم قلة التأهل والخبرة .. فهو يمتلك النخوة والمروءة في الإسهام بالمقدور المتاح .. فإذا أصاب فقد فاز ونجح ونفع الغير بمنفعة .. وإن أخطأ فله أجر الاجتهاد .. أما ذلك السالب المحمول بعدة المعرفة والمؤهلات ثم يكون المخزون لديه لخاصية الأضابير في الأذهان حتى يقال ( ذاك فلان ) .. لمجرد أن يكتسب النعت فهو صاحب العلم الأبتر الذي لا يفيد أحداَ بالجوار .. ومثله في تلك الحالة مثل أرفف المكتبات التي مهامها الحمل والحفاظ على المحتويات فقط .. ومثل ذلك الإنسان تواجده في المجتمعات كالعدم في كل الأحوال .. فهو كالشجرة المعطلة مثقلةََ بالثمار دون أن يستنفع أحد من تلك الثمار .. ويفني جل حياته مثقلاَ بتلك الثمار ثم يرتحل بثقله من الدنيا إلى الآخرة والثمار ما زالت في العرجون دون مساس .. وتلك خيبةَ وخيابةَ ما بعدها خيابة .. وحسـرةَ وخسارةَ ما بعدها خسارة .. ومحصلة تجربة لإنسان فاشل حاله مثل حال مولود الآمال الكبيرة فإذا به يولد ميتاَ ليعود للقبر ميتاَ .. وعندها لا معنى ولا قيمة إطلاقاَ في مسميات الدرجات والتفوق وزينة الشهادات .. فكلها مجرد واجهات ويافطات لترويج سلعة غير متوفرة .. بل أقرب الوصف لتلك المسميات أنها تمثل علامات تشهير لصاحب قبـر ما زال على قيد الحياة .. وسيرة الميت في كل الأحوال جـدل لا يفيد الميت ولا يفيد الأحياء .. وتلك الظاهرة تمثل حال السحب المحملة بالماء ثم تبخل بقطرة الماء .. وصاحب التجربة المعني بتلك المواصفات هو بمثابة صندوق يحتوي الكنوز والجواهر النفيسة وفي نفس الوقت هو صندوق مكبل بالأغلال والأقفال التي تفقد المفاتيح .. فتبقى المحتويات مجرد محتويات ثمينة لم يكن للناس منها نصيب .. ثم يأتي يوم يدفن الصندوق فيه في باطن الأرض !!.. وعلم العالم إن لم ينتفع به الناس فهو ذلك العلم العقيم الأبتر .
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
البعض قد لا يملك عدة الوسيلة ولكنه يملك جرأة الاقتحام .. يجتهد بهمـة الحريص ليوجد المعدوم .. ويتواجد في الساحات عناداَ رغم كل الصعاب .. وذاك التواجد قد يكون بمعية نقص في عـدة الوسيلة والاقتدار .. ومع ذلك يجتهد لينفع الناس بالمقدور والمتاح بكل إصرار .. في الوقت الذي فيه الآخرون أصحاب الوسائل والعدة والمؤهلات والمهارات والتجارب يتقاعسون ويتكاسلون ويمتنعون .. ولا يملكون الهمة العالية في تسخير المقدرات والمهارات لديهم في خدمة الناس .. بل يمسكون ويمتنعون .. ولا نرى في ساحات التنمية والبناء وقضايا ومسارات المجتمعات ثمرات تلك المؤهلات والخبرات .. والسمة السائدة في هؤلاء السلبية المطلقة القاحلة .. وأكثر من ذلك نلاحظ في البعض منهم أنهم في حالة من العجز والكسل وعدم الاكتراث .. والبعض منهم في حالة من عدم الثقة في مقدرات الذات .. وآخرون منهم يملكهم الخوف والوجل لأنهم يفتقدون الجرأة في الإقدام .. فإذن ما فائدة تلك المؤهلات والمقدرات الفائقة التي تمثل الوسائل والعدة الهامة في بناء المجتمعات .. ولسان حال البعض يقول لا فائدة إطلاقاًَ من تلك المعارف والمؤهلات التي تبقى أسيرة في مستودعات أصحابها الجبناء .. وكم وكم في الناس من يملك المقدرات في نوابغ العلم والمعرفة والتجارب ولكنه في ذات الوقت يفتقد عدة الشجاعة ويفتقد الجرأة في تحريك العطاء بما ينفع الناس .. فمثل ذلك الإنسان عند كفة المعيار يفوقه الآخر المتواضع صاحب الأخطاء والهفوات الذي يتجرأ ويجتهد رغم قلة التأهل والخبرة .. فهو يمتلك النخوة والمروءة في الإسهام بالمقدور المتاح .. فإذا أصاب فقد فاز ونجح ونفع الغير بمنفعة .. وإن أخطأ فله أجر الاجتهاد .. أما ذلك السالب المحمول بعدة المعرفة والمؤهلات ثم يكون المخزون لديه لخاصية الأضابير في الأذهان حتى يقال ( ذاك فلان ) .. لمجرد أن يكتسب النعت فهو صاحب العلم الأبتر الذي لا يفيد أحداَ بالجوار .. ومثله في تلك الحالة مثل أرفف المكتبات التي مهامها الحمل والحفاظ على المحتويات فقط .. ومثل ذلك الإنسان تواجده في المجتمعات كالعدم في كل الأحوال .. فهو كالشجرة المعطلة مثقلةََ بالثمار دون أن يستنفع أحد من تلك الثمار .. ويفني جل حياته مثقلاَ بتلك الثمار ثم يرتحل بثقله من الدنيا إلى الآخرة والثمار ما زالت في العرجون دون مساس .. وتلك خيبةَ وخيابةَ ما بعدها خيابة .. وحسـرةَ وخسارةَ ما بعدها خسارة .. ومحصلة تجربة لإنسان فاشل حاله مثل حال مولود الآمال الكبيرة فإذا به يولد ميتاَ ليعود للقبر ميتاَ .. وعندها لا معنى ولا قيمة إطلاقاَ في مسميات الدرجات والتفوق وزينة الشهادات .. فكلها مجرد واجهات ويافطات لترويج سلعة غير متوفرة .. بل أقرب الوصف لتلك المسميات أنها تمثل علامات تشهير لصاحب قبـر ما زال على قيد الحياة .. وسيرة الميت في كل الأحوال جـدل لا يفيد الميت ولا يفيد الأحياء .. وتلك الظاهرة تمثل حال السحب المحملة بالماء ثم تبخل بقطرة الماء .. وصاحب التجربة المعني بتلك المواصفات هو بمثابة صندوق يحتوي الكنوز والجواهر النفيسة وفي نفس الوقت هو صندوق مكبل بالأغلال والأقفال التي تفقد المفاتيح .. فتبقى المحتويات مجرد محتويات ثمينة لم يكن للناس منها نصيب .. ثم يأتي يوم يدفن الصندوق فيه في باطن الأرض !!.. وعلم العالم إن لم ينتفع به الناس فهو ذلك العلم العقيم الأبتر .