بسم الله الرحمن الرحيم
واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً
----------------
قال ابن كثير : في هذه الآية يأمر الله تعالى عباده بعبادته وحده لا شريك له , فإنه الخالق الرازق , المنعم المتفضل على خلقه في جميع الحالات , وهو المستحق منهم أن يوحدوه ولا يشركوا به شيئاً من مخلوقاته .
أ. ـ وقرن الأمر بالعبادة التي فرضها بالنهي عن الشرك الذي حرمه . فدلت على أن اجتناب الشرك شرط في صحة العبادة شيئاً , نكرة في سياق النهي فتعم كل شيء , لا نبياً ولا ملكاً ولا ولياً ولا أمراً من أمور الدنيا , فلا يجعل الدنيا شريكاً مع الله , والإنسـان إذا كان همه الدنيا كان عابداً لها , كما قال صلى الله عليه وسلم : ( تعس عبد الدينار , تعس عبد الدرهم , تعس عبد الخميلة ) رواه البخاري .
واعبدوا دليل على أن التوحيـد هــو أول واجب على المكلـف , لا النظـر ولا القصد إلى النظـر ولا الشـك في الله , كما هي أقـوال لمن يدر ما بعث الله به رسوله من معاني الكتاب والحكمة , قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ حين بعثه إلى اليمن : ( إنك تأتي قوماً أهل كتاب , فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ـ وفي رواية ـ أن يوحدوا الله ) . متفق عليه .