[ سيرجيلا
مدينة أثرية هامة تقع إلى الجنوب الشرقي لمدينة البارة وتبعد عن المعرة مسافة 9.5 كيلو متر وكانت تربط مدينة سرجيلا بالمعرة طريق مرصوفة من الحجارة وذلك منذ العهد البيزنطي وتسمية سرجيلا كلمة سريانية وتعني سراج الله وقد بنيت بشبه وادي ويجاورها عدد من المدن الأثرية الهامة مثل شنشراح إلى الجنوب منها وإلى الغرب منها مدينة بعودا وخربة الربيعة إلى الجنوب منها تتميز هذه المدينة بمبانيها الدينية والخدمية والاقتصادية.
البـــــارة
تعتبر مدينة البارة من أهم مدن الكتلة الكلسية التي انتشرت على سفوح وقمم السلسلة الجبلية الممتدة من شمالي آفاميا وحتى جبل سمعان والحلقة شمالاُ كانت تسمى ( كفر دبرتا ) وسميت ابضاٌ (كابروبيرا) تبعد من مدينة ادلب حوالي (32 ) كم وعن المعرة حوالي (11 ) كم . ترقى هذه المدينة الى القرن الثاني الميلادي ، وازدهرت وتطورت مبانيها الدينية والمدنية والإقتصادية في القرنين الخامس والسادس و قد وجد اسمها منقوشاً على حجر عثر عليه في (الدير) شرقي البارة - واستناداً إلى المراجع السريانية كانت البارة تدعى كفر ادبرتا، ودرج مؤرخو الفرنجة على تسميتها بـ(بارا). وقد دلت الدراسات أن أقدم بناء فيها يعود إلى العهد الروماني من القرن الثاني الميلادي. وعندما انقسمت الامبراطورية الرومانية إلى قسمين كانت البارة في قسمها الشرقي، الذي أصبح فيما بعد الدولة البيزنطية. كانت البارة في العهد البيزنطي تتبع إدارياً إلى (أفامية) مع أن علاقتها كانت مع أنطاكية أكثر وفي عام 614م تعرضت كما تعرض غيرها من المدن السورية، لغارات الفرس. وفي عام 637م حرر العرب سورية من الحكم البيزنطي، وبقي أهل البارة من النصارى في مدينتهم لم يغادروها، وتمتعوا في ظل الحكم العربي بامتيازات كثيرة حتى أن المدينة ازدهرت في عهد العرب وامتد عمرانها. ولما كانت البارة تتمتع بمركز اقتصادي وجغرافي ممتاز بقي البيزنطيون ومن بعدهم الصليبيون يطمعون دوماً في السيطرة عليها، لكن العرب تمكنوا نهائياً من إبعاد الأخطار عن البارة في عام 1148م، وبقيت منذ ذلك التاريخ تنعم بالحكم العربي.
كنائس البارة:
وهي عبارة عن ثلاث كنائس بثلاثة مداخل , إلا أن سقوفها المتهدمة والأعشاب العالقة بها تجعل من الصعب دراستها بالتفصيل , وتوجد زخارف متينة وجميلة وهي على شكل أوراق نبات الأقنثا , بالإضافة إلى جاذبية وفتنة العتبات العلوية للأبواب , والأقواس والجدران الرمادية اللون .
قبور البارة:
وهي أهم معلم تاريخي في منطقة البارة بأحجامها المختلفة الكبيرة منها والصغيرة وبتصاميمها الغريبة , فلها أسقف حجرية هرمية الشكل وقواعد من الحجارة الضخمة , ويحيط بالجدران الخارجية لأهم قبر بين تلك القبور حلي وزخارف معمارية مدهشة على شكل أغصان كروم العنب تساعد على إضاءة القبر , وتدل الميرونات واشارات الصليب الموجودة على أن هذه القبور تعود إلى القرنين الخامس والسادس الميلاديين .
كنيسة المشبك
موقعها:
تقع كنيسة المشبك على بعد خمسة وعشرين كيلومتراً من حلب باتجاه الغرب، على الطريق القديمة المؤدية إلى جبل سمعان وهي طريق القوافل، في أراضي عين جارة قبل دار تعزة.
ننطلق إليها من حلب مروراً بخان العسل فنسير بين التلال باتجاه جبل سمعان مباشرة، والمسافة بينها وبين قلعة سمعان تتطلب ثلاث ساعات مشياً على الأقدام. وقد بنيت هذه الكنيسة على هضبة مرتفعة لتكون مزاراً للحجاج الذين يقصدون معبد سمعان العمودي.
تم بناء الكنيسة منذ 1500 عام أي في أواخر القرن الخامس وهي من أقدم كنائس سورية. إلا أن هناك كنائس أقدم منها:
مثلاً كنيسة كرك بيزة (قرياقس وبيزو) وبانقوسا فهذه تعتبر من أقدم كنائس العالم كله.
أصل التسمية
لا نعرف اسمها القديم ولم يبق لها إلا لقبها وهو (المشبك) وقد لقبت بالمشبك لأن المهندس الذي أشرف على بنائها قد حسب للهزّات الأرضية العنيفة حساباً، وقد أصابت هذه الهزات أرض أنطاكية في الماضي مرات كثيرة، فبنى الكنيسة بحجارة متشابكة، مرصوصة، مشدودة بعضها إلى بعض.
فالحجرة الصغيرة تدخل في قلب الحجرة الكبيرة فتتماسكان وتشد الواحدة الأخرى شداً متيناً. وهكذا تحدّت هذه الكنيسة هول الزلازل وكوارث الدهر إلى يومنا هذا. فكأنها بناية حديثة لا ينقصها سوى السقف، وبالقرب من المشبك خربة اسمها مقلبيس.
هذه الكنيسة سريانية وموجهة إلى الشرق على مثال الكنائس السريانية القديمة كلها، طولها ثمانية عشر متراً ونصف المتر، وعرضها ثلاثة عشر متراً ونصف المتر.
. وهي منقسمة إلى ثلاثة أسواق، خصص السوق الأوسط بين الأعمدة للرجال وحدهم. أما سوق اليمين وسوق الشمال فقد كانا للنساء. وهذا الطراز يدعى الطراز البازيليكي.
وفي الكنيسة عشرة أعمدة، خمسة من كل طرف. ويبلغ طول العمود الواحد خمسة أمتار، كل منها مقطوع من حجر واحد. وتصل الأعمدة بعضها ببعض قناطر حجرية فتحت فوقها تسعة شبابيك واسعة من كل جهة. أما سقفها فكان من الخشب تغطيه قطع القرميد الحمراء على مثال الكنائس السورية القديمة.
والسقف مثلث الشكل مرتفع كظهر الجمل. وكانت أخشاب السقف ترتكز على أحجار ناتئة لئلا يدركها السوس وتدعى (غربان). ويبلغ علو السقف ثلاثة عشر متراً.
أما المذبح فقد بني بشكل مائدة مربعة، وفوق المذبح قبة بشكل ربع دائرة وقد فتحت في هذه القبة نافذتان لإنارة المذبح والكاهن.
أمام الكنيسة مقلع حجر. هذا المقلع أصبح فيما بعد خزاناً للمياه ليرتوي منه الزوار العديدون.
هذه الكنيسة قروية وكان يؤمها القرويون ويصلون فيها. لذلك قلّ فيها الزخرف. فنقوش الأبواب والشبابيك بسيطة. أما تيجان الأعمدة فهي متنوعة لكنها بسيطة قليلة الزخرف. والأبواب والشبابيك متينة جداً وهي مختومة بحجر واحد. والشبابيك كثيرة رغبة في كثرة النور أثناء الصلاة.