رغم شهرة منطقة مثلث برمودا الواقعة في المحيط الأطلسي على مقربة من الشاطئ الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية بسبب صلتها بحوادث اختفاء السفن والطائرات التي وصل العلماء إلى إيجاد تفسيرات حاسمة بشأنها (إقرأ عن حل اللغز) ، لكن هناك منطقة أخرى أقل شهرة منها وتقع في منطقة قبالة الساحل الغربي الجنوبي لليابان على بعد 100 كم من جنوب العاصمة طوكيو حيث تملك هي الأخرى تاريخاً من الموت كمثلث برمودا وربما تملك تفسيرات مشابهة لحوادث مثلث برمودا، يخشى البحارة اليابانيون من الإبحار في هذه المنطقة ويطلقون عليها اسم بحر الشيطان (ما نو أومي باللغة اليابانية) كما تعرف أيضاً باسم مثلث التنين ولها أسماء أخرى مثل مثلث فرموزا و "مثلث برمودا المحيط الهادئ ". ويختلف موقع وحجم تلك المنطقة إعتماداً على إختلاف التقارير.
هناك أسطورة منتشرة حول هذه المنطقة تعود إلى قرون مضت وتزعم أن هناك تنيناً ضخماً ومضطرب يخرج من مسكنه في الأعماق لاصطياد أي بحارة ذوي حظ عاثر يمرون في هذه المنطقة. وكثيراً ما ذكر بحارة يابانيون وقوع أحداث غريبة في هذه المنطقة ، كما ذكروا سماعهم لأصوات رهيبة ورؤية أضواء حمراء فظيعة. وهم يعتقدون أن هناك مخلوق قوي يعيش في قصر منيف تحت الماء ، وهم يسمون هذا الوحش باسم "لي لونج" أي التنين ملك البحر الغربي ، كما يقولون بأن مخبأه مزخرف بالسفن التي يصطادها. وتمتد هذه المنطقة الغامضة من غرب اليابان حتى جزيرة "ياب" في الجنوب إلى الغرب من "تايوان". ومثلما يحدث مع مثلث برمودا ، فإنه قد وقعت أحداث يفوق متوسط عددها عن عددها خارج المنطقة من حوادث الملاحة إلى فشل الإتصالات .
بحلول أواخر عام 1940 ، دفعت حوادث إختفاء السفن في المنطقة الحكومة اليابانية إلى التصريح بأن المنطقة تعتبر منطقة خطرة ، وقررت في أوائل عام 1950 إرسال سفينة أبحاث لدراسة هذه المنطقة ، وبالرغم من تمتع فريق البحث برؤية واضحة وبحر هادئ ، إلا أن سفينة الأبحاث "كياو مارو رقم 5" قد اختفت في 24 سبتمبر 1952 من دون أن تخلف أي أثر وراءها . وفُقدت أرواح جميع أفراد الطاقم المكون من 22 شخصاً إلى جانب 9 علماء ولم يُعثر على السفينة مطلقاً. وبعد سنوات قليلة نسبياً ، تم الإبلاغ عن مثل هذه الحوادث من الاختفاء الغريب في المنطقة الغربية. وبالنسبة لليابانيين ، فإن هذه الحوادث تعتبر عادية حيث تعود لعدة قرون مضت وما زالت مستمرة حتى اليوم. ومنها مشاهدتهم المتكررة لسفن شبحية Phantom Ships ولم تقتصر حوادث الإختفاء على السفن بل شملت أيضاً الطائرات .
بدأت تشهد منطقة مثلث التنين المتصلة بالأسطورة القديمة شهرة واسعة وإهتماماُ متزايداً مع المقالات التي نشرتها الصحف اليابانية في بناير من عام 1955 ، حيث اختفى 9 من المراكب البحرية لأسباب مجهولة ، وأحدها كان فقدانه ناتجاً عن بركان وموجة مد وجزر ، وآخر أرسل نداء إستغاثة SOS ، بينما المراكب الـ 7 المتبيقة كانت عبارة عن قوارب صيد صغيرة. اختفت في الفترة بين أبريل 1949 و أكتوبر 1953 في مكان ما بين جزيرتي مياكي وإيوجيما على مسافة تمتد لـ 750 ميلاً ( 1230 كيلومتراً).
في الواقع ، تشبه منطقة مثلث التنين إلى حد كبير منطقة مثلث برمودا وقد عُرفت عن كلا المنطقتين حدوث تغيرات حادة في الظروف المناخية مثل الضباب الغير متوقع ، وموجات المد والزلازل البحرية والأعاصير ، وكلاهما يمتلك أمثلة على وجود خطوط غير متوازية ، وعدم وجود الخطوط التي توجه إبرة البوصلة ناحية الشمال والجنوب بشكل صحيح. نظراُ إلى أن كلاً من منطقتي مثلث برمودا ومثلث التنين لا يقعان على الخطوط التي يتطابق فيها الشمال المغناطيسي مع الشمال الجغرافي، بل إن هناك إنحرافاً قدره 6 درجات بين الشمال المغناطيسي والجغرافي عندهما. ويعتبر أكثر وجه للشبه الغير محبوب بينهما هو وجود مستويات مرعبة حقاً من حوادث غرق وحالات الإختفاء.
البعض يرى أن هناك قواعد لمخلوقات قادمة من الفضاء في أعماق البحر عند هذه المنطقة ويرتكزون في أريهم على مشاهدة متكررة لأجسام طائرة مجهولة تنطلق من البحر فيها. والبعض الأخر يرى أنها تمثل عرش للشيطان على الماء الذي ذكرته بعض الأحاديث النبوية وهو يحضر جنده لمعركة نهاية العالم ويؤيد هذا الإعتقاد د. عائض القرني في كتابه :"الحقيقة الغائبة .. أسرار برمودا والتنين من القرآن والسنة" لكن للآخرين تفسيرات أكثر منطقية لحوادث الإختفاء وهو أن منطقتي التنين وبرمودا هي في الواقع بؤر لإلتقاء الطاقة المغناطيسية والتي تسبب تعطل الأجهزة الإلكترونية والتوجيه الخاطئ في البوصلة، بالإضافة إلى تواجد هيدرات الميثان التي تجعل الماء أقل كثافة من كثافة جسم السفن فتتسبب في إغراقها وتسبب إنفجار الطائرات نظراً لخصائص الميثان الإنفجارية . هيدرات الميثان هذه تنطلق من قاع البحر وتتحول من الحالة الصلبة إلى الحالة الغازية مباشرة (حالة التصعد)، بعد أن كانت مأسورة في طبقات الصخر في قاع البحر وتنطلق بشكل غازي نتيجة الحركات التكتونية والهزات الأرضية مسببة تغير كثافة الماء وبالتالي إلى غرق السفن. كما تتجه أصابع الإتهام إلى البراكين القابعة في أعماق البحر والتي يعتقد أن لها دوراً في إحداث تغيرات امناخية حادة وغير متوقعة.