[b]عالم ما قبل الطوفان
بالنسبة للذين يعرفون الحقيقة، يبدو العالم الحالي "..عبارة عن ظلّ شاحب.. أو ممثّل مؤقّت يتبختر ويتوغّر على المسرح مؤدياً دوره المحدود ومن ثم يختفي إلى ظلام الكواليس.."، إنهم يشعرون أنه بالمقارنة مع ما كان معروفاً ومفهوماً عن واقعنا الحقيقي هنا في هذا الكوكب، سيبدو مجتمعنا البشري العصري مجرّد "..حكاية سخيفة يرويها أحد الحمقى، بحيث لا مغزى لها ولا معنى..". ففي خلفية الوجود البشري على هذا الكوكب، هناك ماضي عظيم جداً، وراقي جداً، لدرجة أن استيعاب فكرة وجوده كان يُعتبر وثبة كبيرة في التفكير المنطقي والتي فقط القليلون تجرّؤا على اتخاذها قبل منتصف القرن العشرين. وحتى في تلك الفترة، كانت الأساطير التي روتها المخطوطات القديمة، واللُقى الأثرية المُكتشفة، مدهشة جداً حتى بالنسبة لإنسان القرن الواحد والعشرين (عندما نفهمها بشكل صحيح) حيث أن معظمنا لازال رافضاً تصديق المستحيل ـ كيف يمكن لهكذا حضارة أن تكون موجودة فعلاً في ذلك الماضي السحيق؟!
ومع ذلك، فهذه الحضارة كانت حقيقية جداً بحيث ليس من الصعب إيجاد الإثباتات. وربما طبيعة هذه الإثباتات ذاتها سوف تخلق ثورة فعلية في التكنولوجيا وطريقة التفكير البشري في حضارتنا الحالية. كان لسكان تلك الحضارة القديمة فهم عميق ومباشر للوجود والكون والعقل الكوني وآلية عمله. هذه المعرفة العميقة كانت عملية جداً بحيث تم استثمارها لخلق تكنولوجيات عظيمة لدرجة أنها حتى اليوم، بالنسبة لنا، تتجاوز كل ما نستطيع تصوّره أو استيعابه. وطبعاً، دون الخلفية الروحانية لعُلماء تلك الحضارة، تصبح هذه التكنولوجيات العظيمة مستحيلة التطبيق.
وبالنسبة للذين رغبوا في تتبع هذا الموضوع باهتمام، وخلال عودتهم إلى الوراء والنظر إلى ذلك الإرث الذي خلفته تلك الحضارة الجبارة، سوف يجدون الإجابات الشافية على كافة الأسئلة الإنسانية العميقة بخصوص الطبيعة العلمية للكون. كل شيء تم تفسيره منذ ذلك الزمن البعيد. وخلال مسيرتنا الاستكشافية لهذا العالم الرائع، سوف نكتشف الأسرار خلف ابتكار تقنيات عديدة مثل آلات مولّدة للطاقة الحرّة غير المحدودة، أنظمة مضادة للجاذبية، أنظمة دفع خارقة أسرع من الضوء، أجهزة وآلات تتفاعل مع الوعي البشري، ودون هذا التفاعل لا تستطيع العمل. وبالإضافة إلى فهم الهيكلية الدورية الزمنية/المكانية للكون بحيث تم استثمار هذه المعرفة بشكل بارع للتنبؤ باحتمالات مستقبلية دقيقة، وكذلك طريقة استيعابهم للتفاعل المعقّد للطاقات الكونية والذي يخلق الوهم المتمثّل بـ"الواقع المادي الملموس" من خلف الستار، وأيضاً التعريف الدقيق للطبيعة الروحية الحقيقية لذلك الجانب الخفي والمراوغ في الإنسان والمعروف بالـ"روح" أو "النفس"... وغيرها من روائع معرفية لا يمكننا سوى الخضوع أمامها برهبة وخشوع.
العصر الذهبي للتكنولوجيا المستقبلية، والذي وعدتنا به مصادر نبوئية عديدة، كان موجوداً بالفعل على سطح هذا الكوكب قبل أكثر من 12.000 سنة. سوف تجدون البرهان على أن تلك الحضارة الغابرة، والمعروفة بشكل عام بـ"أطلنطس"، كانت ملمّة بالتقنيات والعلوم المذكورة هنا، وأسرار كثيرة أخرى، وكانت تستخدمها بطريقة أكثر فعالية وأكثر روحانية مما نستطيع الحلم به اليوم.
المئات من القطع الأثريَّة، التي من المفروض أنها غير موجودة طبقاً لما تعلمناه في المدرسة، لازالت مرمية في مخازن مخفيّة بعيداً عن العامة، أو تمَّ التخلص منها عن طريق رميها في المحيط.. العشرات من المواقع الأثريَّة حرمت على باحثي الآثار الذين طالما كانت تساؤلاتهم محرجة بالنسبة للقائمين على المؤسسات العلميَّة الرسميَّة. طُلِبَ من عدد كبير من علماء الآثار أن يتجاهلوا اكتشافات أثريَّة كبرى، وطمس حقائق تاريخيَّة واضحة وضوح الشمس. أسرار كثيرة حول ماضينا الحقيقي طمست وزوّرت وأُخفيت. أسرار تجعلنا نرى العالم من حولنا بطريقة جديدة، روح جديدة، وعقليَّة جديدة. هذه الحقائق المحجوبة عن الشعوب المضللة إعلامياً وتعليمياً وثقافياً، لو أنها خرجت للعلن، سوف نجد أجوبة لتساؤلات كثيرة أوقعت المفكرين الكبار في حيرة وعجز تام عن تفسيرها، وسوف نجد الحلول المناسبة لألغاز كثيرة حول ماضينا الحقيقي.
لا زالت المؤسسات الأكاديمية ترسّخ فكرة أنّ التجمعات الإنسانيّة البدائية يعود تاريخها إلى عشرة آلاف عام كحد أقصى، وليس أكثر من ذلك. أمّا الفترة التي سبقت هذا التّاريخ، فكان الإنسان حينها عبارة عن كائن بدائي، غبي، أبله، متنقّل من مكان لآخر ويعتاش على الصيد وقطف الثمار، ثم استقرّ بالقرب من مصادر المياه الدّائمة كالأنهار والبحيرات، فاكتشف الزّراعة، ثم أُقيمت المستوطنات الصّغيرة، ثم كبرت وأصبحت مدن، ثم حضارات، وهكذا.. أليس هذا ما نتعلّمه في المدرسة؟
وفجأة، في أحد الأيام، وجدنا آثاراً تعود إلى حوالي 5000 عام، تكشف عن كائناً بشرياً متطوّراً وناضجاً تماماً، بدأ فجأة يستخدم تكنولوجيا متقدِّمة وعلوم في غاية التطور والتعقيد! كيف استطاع إنسان بدائي جاهل أن يقفز بين عشية وضحاها من مرحلة دامت مئات الألوف من سنين التوحش والبدائيَّة إلى مرحلة متطورة يصنع فيها آلاف المعجزات العلميَّة، والعشرات من هذه الإنجازات هي أكثر تطوراً وتعقيداً من التكنولوجيا المعروفة في القرن الواحد والعشرين؟! هذه الحقائق الأثرية كشفت في مواقع مختلفة حول العالم. أي أن كامل الكرة الأرضيَّة كان يسودها في إحدى فترات التاريخ السحيق نموذج موحد من التكنولوجيا المتطورة. ليس من الضرورة أن تكون ذكياً لتشعر بأن هناك شيئاً ما يدعو للشكّ والريبة في ما ننهله من معلومات.
[/b]