من حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته
حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته عديدة، ارتأينا أن نستخرج بعضها وأهمها فيما يلي...
1 - وجوب الإيمان بأن الرسول صلى الله عليه وسلم بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة :
فما من خير إلا ودل الأمة عليه ورغبها فيه ، وما من شر إلا ونهى الأمة عنه وحذرها منه . قال تعالى { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } (المائدة 3) . وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ” ... وأيم الله لقد تركتكم على مثل البيضاء ، ليلها ونهارها سواء » (سنن ابن ماجه) . وقد شهد للنبي بالبلاغ أصحابه في أكبر مجمع لهم يوم أن خطبهم في حجة الوداع خطبته البليغة فبين لهم ما أوجب الله عليهم وما حرم عليهم وأوصاهم بكتاب الله إلى أن قال لهم « وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون » . قالوا نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت . فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس « اللهم اشهد اللهم اشهد ثلاث مرات » (أخرجه مسلم) . وقال أبو ذر رضي الله عنه (لقد تركنا محمد صلى الله عليه وسلم وما يحرك طائر جناحيه في السماء إلا أذكرنا منه علما) (أخرجه أحمد) . والآثار في هذا كثيرة عن السلف رحمهم الله .
2 - محبته صلى الله عليه وسلم وتقديم محبته على النفس وسائر الخلق :
والمحبة وإن كانت واجبة لعموم الأنبياء والرسل إلا أن لنبينا صلى الله عليه وسلم مزيد اختصاص بها ولذا وجب أن تكون محبته مقدمة على محبة الناس كلهم من الأبناء والآباء وسائر الأقارب بل مقدمة على محبة المرء لنفسه . قال تعالى { قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } (التوبة 24) . فقرن الله محبة رسوله صلى الله عليه وسلم بمحبته عز وجل وتوعد من كان ماله وأهله وولده أحب إليه من الله ورسوله توعدهم بقوله { فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } . وفي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم « لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين » (صحيح البخاري) . وعن عمر رضي الله عنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله أنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي . فقال النبي صلى الله عليه وسلم « لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك » . فقال له عمر فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي . فقال النبي صلى الله عليه وسلم « الآن يا عمر » (رواه البخاري) .
3 - تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره وإجلاله :
فإن هذا من حقوق النبي صلى الله عليه وسلم التي أوجبها الله في كتابه . قال تعالى { لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ } (الفتح 9) . وقال تعالى { فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } (الأعراف 157) . قال ابن عباس " تعزروه تجلوه . وتوقروه تعظموه " . وقال قتادة " تعزروه تنصروه . وتوقروه وأمر الله بتسويده " . وقال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ } (الحجرات 1) . وقال عز وجل { لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا } (النور 63) . قال مجاهد " أمرهم أن يدعوه يا رسول الله في لين وتواضع ولا يقولوا يا محمد في تجهم " . وقد ضرب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثال في تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم . قال أسامة بن شريك " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه حوله كأنما على رؤوسهم الطير " . وتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم واجب بعد موته كتعظيمه في حياته . قال القاضي عياض " واعلم أن حرمة النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته ، وتوقيره وتعظيمه ، لازم كما كان حال حياته ، وذلك عند ذكره صلى الله عليه وسلم ، وذكر حديثه وسنته ، وسماع اسمه وسيرته ، ومعاملة آله وعترته ، وتعظيم أهل بيته وصحابته " .
والله أعلم
حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته عديدة، ارتأينا أن نستخرج بعضها وأهمها فيما يلي...
1 - وجوب الإيمان بأن الرسول صلى الله عليه وسلم بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة :
فما من خير إلا ودل الأمة عليه ورغبها فيه ، وما من شر إلا ونهى الأمة عنه وحذرها منه . قال تعالى { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } (المائدة 3) . وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ” ... وأيم الله لقد تركتكم على مثل البيضاء ، ليلها ونهارها سواء » (سنن ابن ماجه) . وقد شهد للنبي بالبلاغ أصحابه في أكبر مجمع لهم يوم أن خطبهم في حجة الوداع خطبته البليغة فبين لهم ما أوجب الله عليهم وما حرم عليهم وأوصاهم بكتاب الله إلى أن قال لهم « وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون » . قالوا نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت . فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس « اللهم اشهد اللهم اشهد ثلاث مرات » (أخرجه مسلم) . وقال أبو ذر رضي الله عنه (لقد تركنا محمد صلى الله عليه وسلم وما يحرك طائر جناحيه في السماء إلا أذكرنا منه علما) (أخرجه أحمد) . والآثار في هذا كثيرة عن السلف رحمهم الله .
2 - محبته صلى الله عليه وسلم وتقديم محبته على النفس وسائر الخلق :
والمحبة وإن كانت واجبة لعموم الأنبياء والرسل إلا أن لنبينا صلى الله عليه وسلم مزيد اختصاص بها ولذا وجب أن تكون محبته مقدمة على محبة الناس كلهم من الأبناء والآباء وسائر الأقارب بل مقدمة على محبة المرء لنفسه . قال تعالى { قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } (التوبة 24) . فقرن الله محبة رسوله صلى الله عليه وسلم بمحبته عز وجل وتوعد من كان ماله وأهله وولده أحب إليه من الله ورسوله توعدهم بقوله { فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } . وفي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم « لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين » (صحيح البخاري) . وعن عمر رضي الله عنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله أنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي . فقال النبي صلى الله عليه وسلم « لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك » . فقال له عمر فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي . فقال النبي صلى الله عليه وسلم « الآن يا عمر » (رواه البخاري) .
3 - تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره وإجلاله :
فإن هذا من حقوق النبي صلى الله عليه وسلم التي أوجبها الله في كتابه . قال تعالى { لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ } (الفتح 9) . وقال تعالى { فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } (الأعراف 157) . قال ابن عباس " تعزروه تجلوه . وتوقروه تعظموه " . وقال قتادة " تعزروه تنصروه . وتوقروه وأمر الله بتسويده " . وقال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ } (الحجرات 1) . وقال عز وجل { لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا } (النور 63) . قال مجاهد " أمرهم أن يدعوه يا رسول الله في لين وتواضع ولا يقولوا يا محمد في تجهم " . وقد ضرب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثال في تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم . قال أسامة بن شريك " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه حوله كأنما على رؤوسهم الطير " . وتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم واجب بعد موته كتعظيمه في حياته . قال القاضي عياض " واعلم أن حرمة النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته ، وتوقيره وتعظيمه ، لازم كما كان حال حياته ، وذلك عند ذكره صلى الله عليه وسلم ، وذكر حديثه وسنته ، وسماع اسمه وسيرته ، ومعاملة آله وعترته ، وتعظيم أهل بيته وصحابته " .
والله أعلم