(( السم وانواعه. التسمم وأعراضه ))
السم ، هو كل مادة تسبب بعد دخولها الجسم اتلافا او تخريبا في خلاياه ، يصحبها اعراض مرضية تختلف الواحدة عن الاخرى باختلاف نوعية السم ، وكميته.
يدخل السم الجسم اما عن طريق جهاز الهضم ، جهاز التنفس ، او عن طريق الجلد.
ومن حيث الاشكاال ، فتكون السموم اما صلبة ، او سائلة ، او غازية ، اما من حيث تركيبها الكيماوي ، فكثيرة وليس من السهل احصاؤها.
والسموم من حيث مفعولها اما ان تكون:
سموم مهيجة: أي التي تحدث تهيجات وتشنجات ، مثل التسمم بست الحسن (بلادونا) وكذلك الاتروبين. وهذه موجودة في بعض قطرات العين ، او الدهون المستعملة في علاجات الروماتزم.
سموم مخدرة: كالتسمم بالكوكائين ، او المورفين ، او الافيون ، او حبوب التنويم.
سموم كاوية: كالحوامض ، والقلويات المركزة والشديدة ، التي تحدث قروحا وحروقا بالانسجة ، كحامض الازوت ، حامض الكبريتيك ، حامض الفسور، حامض الهيدروكلوريك …. الخ
سموم مخرشة: كالتسمم بالاغذية الفاسدة ، وعلى الاكثر بالاسماك التي لم تخضع لشروط صحية ، وكذلك اللحوم الاخرى ، فينشا فيها سم (بتومائين) ، ولا ننسى بعض انواع الفطور السامة ، وبما ان التسمم بالاغذية شائعة اكثر من غيرها ، لذا اود التطرق الى الاعراض التي تحدثها ، والاسعافات الاولية الضرورية لذلك.
الذين يتناولون الاكل المسموم ، تظهر عندهم الاعراض بعد ساعات ، وان كانت مجموعة قد اشتركت في اكل الطعام ، فتظهر الاعراض عند الجميع ، ويشكون من انحطاط عام بقواهم ، مغص بالبطن ، وقيء ، واسهال ، تدمع العينان، طفح جلدي مع حكة ، ارتجاف في العضلات ، وأحيانا تشنجات في الساقين ، وغيبوبة قد تؤدي الى الموت.
واهم الاسعافات الاولية في هذه الحالة ، اعطاء المقيئات ، وان يشرب المريض كميات كبيرة من الماء الفاتر، جرعة كبيرة من زيت الخروع ، وعلينا ان لا ننسى تدفئة الجسم واعطاء منبهات كالقهوة والشاي.
ملاحضة:
1-حذار ان نعطي المقيئات للمتسمم بالمواد الكاوية ، لان المقيئات تكون سبب في تمزيق القرحات التي حدثت من السم الكاوي ، ولهذا عواقب شديدة الخطورة ، لانه قد يؤدي الى النزف الداخلي ، والتهاب البرتوان.
2- في اكثر انواع التسممات ، يستعمل الحليب ، زيت الزيتون ، والبيض الممزوج بالماء او الحليب.
مهم جدا: ان كان التسمم بالفسفور ، فلا يجوز اعطاء المتسمم زيت الزيتون ، ولا أي نوع من الشحوم والزيوت ، لانه يؤدي الى خطورة انحلال الفسفور بالزيت.
والشيء الذي علينا ان نعرفه كذلك هو:
علينا ان نعطي القلويات كالكلس مذاب بالماء ، او المغنيزيا في حالة التسمم بالحوامض ، لانها تبطل السم الحامضي .
واما في حالة التسمم بالقلويات ، فيعطى ملعقتان كبيرتان من الخل ، او عصير الليمون الحامض مخلوطتان بقليل من الماء. لابطال السم القاعدي.
وبهذه المناسبة ارى من الاجدر ان نتطرق الى خطورة الافاعي السامة ، ومفعول سمها في جسم الملدوغ ، وطريقة اسعافه ، ثم نتطرق الى شعبة فصيلة الارجل Arthropoda ويهمنا منها العقارب ، وام الاربع والاربعين
الافاعي:
لا اريد هنا ان اشرح الفروق بين الافعى السام ، والغير السام ، لان كتب علم الحيوان لا تخلو منها ، واكثركم قد اطلع عليها ، وانما الذي يهمني ، لدغ الافعى السام ، ومدى خطورتها ، والاجراءات التي يجب ان تتخذ لانقاذ الملدوغ من خطر سمها.
لدغ الافعى خطر ، وهناك احصاءات لا يمكننا ان نعتمد عليها كشيء مسلم به ، غير انها ليست عارية عن الصحة ، وما علينا الا ان نعيرها اهتماما. وبتطور علم الكيمياء ، ظهرت مضادات للسم ، تحقن بالوريد ان امكن ذلك ، مما قللت نوعا ما من الخطورة. العامل المهم هو السرعة في الاسعاف. قديما كانت نسبة الموت بلدغ الافعى يتراوح ما بين 8 – 20 % وحسبما سمعت من احد الاخوان المختصين ، اما اليوم فيتراوح بين 6 – 16 وكما قلت علينا ان لا نعتبرها حقيقة مطلقة.
هناك نوعان من سم الافاعى :
1- سم الافعى الذي ينحدر الى الدم ، واعراضه ، شعور بالم شديد في موقع اللدغة ، مع احمرار ينتشر حولها ، أي حول مكان اللدغة مع انتفاخ ، ويسريان الى الاطراف ، ومن ثم يتحول اللون الاحمر الى بنفسجي , ويحدث في العضو المصاب ، نزف داخلي تحت الجلد بعد اللدغة بقليل ، فيجف حلقه ، ويشعر بعطش شديد ، وتعروه رجفة ، مع تشنجات في عضلات الجسم ، الى ان يفقد المصاب وعيه فيهذي. ويصاب بنزيف في انفه ، وفمه ، ومعدته ، ومثانته. ان لم يمت المصاب ابان غيبوبته من الاختناق خلال 24 ساعة ينجو من الموت وتزول الاعراض تدريجيا.
2- سم الافعى العصبي: هذا النوع ينحدر الى الاعصاب الموجودة حوالي مكان اللدغة ، ويصاب بخدر عام ، واعياء ، وتهبط حرارته ، يقل نبضه ، وتتسع الحدقتان ، ثم تصاب عضلات الوجه ، واللسان ، وعضلات الجسم كلها بالشلل بصورة تدريجية ، ويغص في سبات عميق قد يؤدي به الى الموت اختناقا بعد 6-12 ساعة من اصابته ، ولكن ان وقعت الاصابة في الوريد فخطورة الموت تكون اكثر.
ولدغة الافعى العصبي لا يشعر الملدوغ باي الم في محل اللدغة.
علينا ان لا ننسى ، ان الاعراض التي ذكرتها انفا ، يختلف تاثيرها من شخص لاخر ، اذ تلعب هنا عامل العمر ، وحالة الملدوغ الصحية قبل اللدغ ، ومقدار السم المفرغ ، واخيرا وهو الاهم سرعة الاسعاف الصحيح للملدوغ ، يكون ضمانا لانقاذه.
الاسعافات الضرورية:
علينا ان نعرف ان حالة المريض الصحية تتوقف على سرعة استخراج اكبر كمية ممكنة من السم عن طريق المص ، وعرقلة تسرب ما تبقى الى سائر انحاء الجسم ، هاتين النقطتين مهمتين جدا لانقاذ المريض.
لاخراج اكبر كمية ممكنة من السم من الجسم ، يتحقق عن طريق مص المسعف مكان اللدغة ، عن طريق الفم ، بشرط ان لايكون في فم المسعف جرح ، ولا بشفتيه ، لان في هذه الحالة ينتقل السم عن طريق الجرح الى جسم المسعف ( يعني انريد انكحلها نعميها ) ، وخطورة اخرى ، ان كان اللديغ مصابا بالزهري فينقل المرض اليه كذلك ، لذا على المسعف ان يكون واثقا من سلامة فمه. اما ان وجدت كاس حجامة فيوضع على مكان اللدغة ، بعد ان تجري تشطيب بسيط ، بحيث يخرج الدم المشبع بالسم. اما ان وجد طبيب ، فيستحسن ان يستأصل البقعة كلها بعمق ، وبعد واحد سم من مركز اللدغة.
اما حول عرقلة تسرب ما تبقى من السم الى سائر انحاء الجسم ، فيربط القسم العلوي من العضو المصاب على بعد 5 – 10سم ربطا جيدا لايقاف الدورة الدموية ولمدة نصف ساعة ان كانت العضة في الاطراف العليا: اما ان كانت في الاطراف السفلى ، فيمكن ربطها لمدة ساعة دون ضرر. ويجوز ان تربط برباط غير شديد بحيث يعرقل سريان التسمم الى الجسم ، ويجعله بطيئا ، مما يقلل من الخطورة ، ثم ينقل الى اقرب مستشفى او عيادة طبية ، ليحقن في الوريد بمضادات للسم ، وان لم تتوفر ، اذن يجب ان يدثر المصاب بالبطانيات لزيادة التعرق ، واعطائه المنبهات كالقهوة ، او الشاي ، ويستحسن كذلك عصير الليمون الساخن.
هناك من يحرق موقع اللدغة بالحديد الساخن ، فهذا راي خاطيء يضر ولا يفيد ابدا.
العقارب:
من درس علم الحيوان ، يعرف ان العقارب تنتمي الى شعبة مفصلية الارجل ، ومن صنف العنكبوتيات. ورتبة العقارب تشمل العقارب على انواعها. يتراوح طول العقرب بين نصف انج و 8 انجات ، وتعيش في المناطق الاستوائية ، والشبه الاستوائية ، مختفية اثناء النهار ، في الشقوق ، او الحفر الكائنة في الرمل ، او تحت الاحجار ، ولكنها تنشط ليلا ، لتصطاد الحشرات ، والعناكب.
للعقرب زوج من العيون في الوسط ، وثلاث عيون في كل من الجانبين ، ومع ذلك فان حاسة البصر فيها ضعيفة ، الا ان حاسة اللمس عندها جيدة جدا.
تلد العقارب ، وتحمل صغارها على ظهرها ، ولا تصل دور البلوغ الا في خمس سنوات تقريبا.
ان لسعة العقرب في البلاد الباردة لا خطورة فيها في الغالب ، الا انها مؤلمة جدا. واما في البلاد الحارة ، فتكون العقارب كبيرة ولسعاتها اشد خطرا.
العقرب ينخز فريسته عن طريق الابرة التي في ذيله ، ويفرغ سمه فيها ، والذي يشبه السم العصبي عند الافاعي ، الا ان كميته قليلة. وبناء على هذا فلا خطورة في وخزة العقرب ، الا على الاطفال ، والضعاف القوى من الكبار في العمر.
وأعراض التسمم بلسعة العقرب : احمرار ، مع شعور بالم شديد في محل الوخزة ، جفاف في الحلق ، وعسر في البلع ، وفي احوال نادرة ، أي في الحالات الشديدة ، يصاب الملدوغ بتشنجات في العضلات ، الا ان الاعراض السالفة الذكر سرعان ما تزول بعد يوم ، او على الاكثر في اليوم الثالث.
وتتبع نفس الاسعافات التي مر ذكرها في لسعة الافعى ، ولا ننسى ان هناك مضادا خاصا لسم العقرب ، لذا على المزعجين والمزعجات من اعضاء المنتدى أن لا يخافوا هههههههههه
ام الاربع والاربعين:
نسميها في العراق: سبعة وسبعين ( نحن العراقيين اصبحنا نبالغ حتى في ارجل الحيوانات هههههههههههههههههه)
ام الاربع والاربعين من صنف عديدة الارجل ، Class Myritpoda وتنتمي الى شعبة مفصلية الارجل ، كما مر سابقا. ولهذا الحيوان عقد متعددة ، ومتصلة بعضها ببعض، ومتصل بكل عقدة زوج من الارجل. تكون لسعاته سامة ، اذا كان طوله لا يقل عن 25 سم، ويسعف الملدوغ بالطريقة التي مر ذكرها في اسعاف الافاعي والعقارب ، وهي اقل خطورة من سابقاتها.
النحل والزنبور:
تغرس هذه الحشرات ابرتها المجوفة داخل الجسم ، وتفرغ شيئا من سمها ، وسمها لا ينتشر في انحاء الجسم كما هو الحال في الافاعي ، وانما يبقى منحصرا في موضع اللسعة ، ولا يشكل أي خطورة ( تعالج بعض انواع الروماتزم ، والاوجاع بسم النحل ). ان كانت اللسعة في الفم ، او على الشفتين ، فينصح نقل المصاب الى المستشفى.
اما اذا كانت اللسعة في اماكن غير الفم والشفتين ، فيكون العلاج سهلا ، يتم باخراج السم عن طريق العصر ، ويستحسن ان تضع عليها شريحة من البصل ، وتحل المشكلة. اما اذا رغبت في العلاج الكلاسيكي ، ولتخفيف الالم ، فبامكانك ان تعقم محل اللسعة بالتربنتين ، ثم تضمدها بمحلول بيكاربونات او كاربونات الصودا.
البعوض والذباب:
ينتمي الى شعبة مفصلية الارجل ، صنف الحشرات Class Insecta والتي يتفرع منها رتبة ثنائية الاجنحة ، واهم فصائل هذه الرتبة هي: فصيلة البعوض ، وفصيلة الذباب.
توجد انواع مختلفة من البعوض ، ويهمنا منها ثلاثة انواع ، لعلاقتها بنقل الامراض وهي:
1- بعوض الكيولكس Culex وينقل ملاريا الطيور (لا يصيب الانسان)
2- بعوض الانوفيلس Anophleles ينقل الملاريا.
3- بعوض ستيكوميا Stegamyia وهذا ينقل الحمى الصفراء.
وعلينا جميعا ، حكومات وشعبا ، ان نعمل سوية لمكافحة هذه الحشرات ، التي سببت وما تزال تسبب الماسي ، والموت لابناء الجنس البشري.
اما الذباب فهو اقل خطورة ، لانه لا يكون طفيليات ، بل ينقل البكتريا المرضية بواسطة اقدامه
، او جسمه المكسو بشعيرات دقيقة.
وقد اثبتت التدقيقات ، انه ينقل عصيات الحمى التيفوئيدية ، والهضبة (الكوليرا) والزحار ، والاتراخوما. وعلينا ان لا ننسى من رتبة مخفية الاجنحة ، البرغوث ، والقمل اذ لا يخليان من اخطار.
شكرا لكل قارء لهذا الموضوع ، وسلامي لمن لا يرغب قراءته ، وحبي وتقديري لمن:
لا عين ترى ، ولا اذن تسمع ، ولا فكر يهتم ههههههههههههه
منقول
السم ، هو كل مادة تسبب بعد دخولها الجسم اتلافا او تخريبا في خلاياه ، يصحبها اعراض مرضية تختلف الواحدة عن الاخرى باختلاف نوعية السم ، وكميته.
يدخل السم الجسم اما عن طريق جهاز الهضم ، جهاز التنفس ، او عن طريق الجلد.
ومن حيث الاشكاال ، فتكون السموم اما صلبة ، او سائلة ، او غازية ، اما من حيث تركيبها الكيماوي ، فكثيرة وليس من السهل احصاؤها.
والسموم من حيث مفعولها اما ان تكون:
سموم مهيجة: أي التي تحدث تهيجات وتشنجات ، مثل التسمم بست الحسن (بلادونا) وكذلك الاتروبين. وهذه موجودة في بعض قطرات العين ، او الدهون المستعملة في علاجات الروماتزم.
سموم مخدرة: كالتسمم بالكوكائين ، او المورفين ، او الافيون ، او حبوب التنويم.
سموم كاوية: كالحوامض ، والقلويات المركزة والشديدة ، التي تحدث قروحا وحروقا بالانسجة ، كحامض الازوت ، حامض الكبريتيك ، حامض الفسور، حامض الهيدروكلوريك …. الخ
سموم مخرشة: كالتسمم بالاغذية الفاسدة ، وعلى الاكثر بالاسماك التي لم تخضع لشروط صحية ، وكذلك اللحوم الاخرى ، فينشا فيها سم (بتومائين) ، ولا ننسى بعض انواع الفطور السامة ، وبما ان التسمم بالاغذية شائعة اكثر من غيرها ، لذا اود التطرق الى الاعراض التي تحدثها ، والاسعافات الاولية الضرورية لذلك.
الذين يتناولون الاكل المسموم ، تظهر عندهم الاعراض بعد ساعات ، وان كانت مجموعة قد اشتركت في اكل الطعام ، فتظهر الاعراض عند الجميع ، ويشكون من انحطاط عام بقواهم ، مغص بالبطن ، وقيء ، واسهال ، تدمع العينان، طفح جلدي مع حكة ، ارتجاف في العضلات ، وأحيانا تشنجات في الساقين ، وغيبوبة قد تؤدي الى الموت.
واهم الاسعافات الاولية في هذه الحالة ، اعطاء المقيئات ، وان يشرب المريض كميات كبيرة من الماء الفاتر، جرعة كبيرة من زيت الخروع ، وعلينا ان لا ننسى تدفئة الجسم واعطاء منبهات كالقهوة والشاي.
ملاحضة:
1-حذار ان نعطي المقيئات للمتسمم بالمواد الكاوية ، لان المقيئات تكون سبب في تمزيق القرحات التي حدثت من السم الكاوي ، ولهذا عواقب شديدة الخطورة ، لانه قد يؤدي الى النزف الداخلي ، والتهاب البرتوان.
2- في اكثر انواع التسممات ، يستعمل الحليب ، زيت الزيتون ، والبيض الممزوج بالماء او الحليب.
مهم جدا: ان كان التسمم بالفسفور ، فلا يجوز اعطاء المتسمم زيت الزيتون ، ولا أي نوع من الشحوم والزيوت ، لانه يؤدي الى خطورة انحلال الفسفور بالزيت.
والشيء الذي علينا ان نعرفه كذلك هو:
علينا ان نعطي القلويات كالكلس مذاب بالماء ، او المغنيزيا في حالة التسمم بالحوامض ، لانها تبطل السم الحامضي .
واما في حالة التسمم بالقلويات ، فيعطى ملعقتان كبيرتان من الخل ، او عصير الليمون الحامض مخلوطتان بقليل من الماء. لابطال السم القاعدي.
وبهذه المناسبة ارى من الاجدر ان نتطرق الى خطورة الافاعي السامة ، ومفعول سمها في جسم الملدوغ ، وطريقة اسعافه ، ثم نتطرق الى شعبة فصيلة الارجل Arthropoda ويهمنا منها العقارب ، وام الاربع والاربعين
الافاعي:
لا اريد هنا ان اشرح الفروق بين الافعى السام ، والغير السام ، لان كتب علم الحيوان لا تخلو منها ، واكثركم قد اطلع عليها ، وانما الذي يهمني ، لدغ الافعى السام ، ومدى خطورتها ، والاجراءات التي يجب ان تتخذ لانقاذ الملدوغ من خطر سمها.
لدغ الافعى خطر ، وهناك احصاءات لا يمكننا ان نعتمد عليها كشيء مسلم به ، غير انها ليست عارية عن الصحة ، وما علينا الا ان نعيرها اهتماما. وبتطور علم الكيمياء ، ظهرت مضادات للسم ، تحقن بالوريد ان امكن ذلك ، مما قللت نوعا ما من الخطورة. العامل المهم هو السرعة في الاسعاف. قديما كانت نسبة الموت بلدغ الافعى يتراوح ما بين 8 – 20 % وحسبما سمعت من احد الاخوان المختصين ، اما اليوم فيتراوح بين 6 – 16 وكما قلت علينا ان لا نعتبرها حقيقة مطلقة.
هناك نوعان من سم الافاعى :
1- سم الافعى الذي ينحدر الى الدم ، واعراضه ، شعور بالم شديد في موقع اللدغة ، مع احمرار ينتشر حولها ، أي حول مكان اللدغة مع انتفاخ ، ويسريان الى الاطراف ، ومن ثم يتحول اللون الاحمر الى بنفسجي , ويحدث في العضو المصاب ، نزف داخلي تحت الجلد بعد اللدغة بقليل ، فيجف حلقه ، ويشعر بعطش شديد ، وتعروه رجفة ، مع تشنجات في عضلات الجسم ، الى ان يفقد المصاب وعيه فيهذي. ويصاب بنزيف في انفه ، وفمه ، ومعدته ، ومثانته. ان لم يمت المصاب ابان غيبوبته من الاختناق خلال 24 ساعة ينجو من الموت وتزول الاعراض تدريجيا.
2- سم الافعى العصبي: هذا النوع ينحدر الى الاعصاب الموجودة حوالي مكان اللدغة ، ويصاب بخدر عام ، واعياء ، وتهبط حرارته ، يقل نبضه ، وتتسع الحدقتان ، ثم تصاب عضلات الوجه ، واللسان ، وعضلات الجسم كلها بالشلل بصورة تدريجية ، ويغص في سبات عميق قد يؤدي به الى الموت اختناقا بعد 6-12 ساعة من اصابته ، ولكن ان وقعت الاصابة في الوريد فخطورة الموت تكون اكثر.
ولدغة الافعى العصبي لا يشعر الملدوغ باي الم في محل اللدغة.
علينا ان لا ننسى ، ان الاعراض التي ذكرتها انفا ، يختلف تاثيرها من شخص لاخر ، اذ تلعب هنا عامل العمر ، وحالة الملدوغ الصحية قبل اللدغ ، ومقدار السم المفرغ ، واخيرا وهو الاهم سرعة الاسعاف الصحيح للملدوغ ، يكون ضمانا لانقاذه.
الاسعافات الضرورية:
علينا ان نعرف ان حالة المريض الصحية تتوقف على سرعة استخراج اكبر كمية ممكنة من السم عن طريق المص ، وعرقلة تسرب ما تبقى الى سائر انحاء الجسم ، هاتين النقطتين مهمتين جدا لانقاذ المريض.
لاخراج اكبر كمية ممكنة من السم من الجسم ، يتحقق عن طريق مص المسعف مكان اللدغة ، عن طريق الفم ، بشرط ان لايكون في فم المسعف جرح ، ولا بشفتيه ، لان في هذه الحالة ينتقل السم عن طريق الجرح الى جسم المسعف ( يعني انريد انكحلها نعميها ) ، وخطورة اخرى ، ان كان اللديغ مصابا بالزهري فينقل المرض اليه كذلك ، لذا على المسعف ان يكون واثقا من سلامة فمه. اما ان وجدت كاس حجامة فيوضع على مكان اللدغة ، بعد ان تجري تشطيب بسيط ، بحيث يخرج الدم المشبع بالسم. اما ان وجد طبيب ، فيستحسن ان يستأصل البقعة كلها بعمق ، وبعد واحد سم من مركز اللدغة.
اما حول عرقلة تسرب ما تبقى من السم الى سائر انحاء الجسم ، فيربط القسم العلوي من العضو المصاب على بعد 5 – 10سم ربطا جيدا لايقاف الدورة الدموية ولمدة نصف ساعة ان كانت العضة في الاطراف العليا: اما ان كانت في الاطراف السفلى ، فيمكن ربطها لمدة ساعة دون ضرر. ويجوز ان تربط برباط غير شديد بحيث يعرقل سريان التسمم الى الجسم ، ويجعله بطيئا ، مما يقلل من الخطورة ، ثم ينقل الى اقرب مستشفى او عيادة طبية ، ليحقن في الوريد بمضادات للسم ، وان لم تتوفر ، اذن يجب ان يدثر المصاب بالبطانيات لزيادة التعرق ، واعطائه المنبهات كالقهوة ، او الشاي ، ويستحسن كذلك عصير الليمون الساخن.
هناك من يحرق موقع اللدغة بالحديد الساخن ، فهذا راي خاطيء يضر ولا يفيد ابدا.
العقارب:
من درس علم الحيوان ، يعرف ان العقارب تنتمي الى شعبة مفصلية الارجل ، ومن صنف العنكبوتيات. ورتبة العقارب تشمل العقارب على انواعها. يتراوح طول العقرب بين نصف انج و 8 انجات ، وتعيش في المناطق الاستوائية ، والشبه الاستوائية ، مختفية اثناء النهار ، في الشقوق ، او الحفر الكائنة في الرمل ، او تحت الاحجار ، ولكنها تنشط ليلا ، لتصطاد الحشرات ، والعناكب.
للعقرب زوج من العيون في الوسط ، وثلاث عيون في كل من الجانبين ، ومع ذلك فان حاسة البصر فيها ضعيفة ، الا ان حاسة اللمس عندها جيدة جدا.
تلد العقارب ، وتحمل صغارها على ظهرها ، ولا تصل دور البلوغ الا في خمس سنوات تقريبا.
ان لسعة العقرب في البلاد الباردة لا خطورة فيها في الغالب ، الا انها مؤلمة جدا. واما في البلاد الحارة ، فتكون العقارب كبيرة ولسعاتها اشد خطرا.
العقرب ينخز فريسته عن طريق الابرة التي في ذيله ، ويفرغ سمه فيها ، والذي يشبه السم العصبي عند الافاعي ، الا ان كميته قليلة. وبناء على هذا فلا خطورة في وخزة العقرب ، الا على الاطفال ، والضعاف القوى من الكبار في العمر.
وأعراض التسمم بلسعة العقرب : احمرار ، مع شعور بالم شديد في محل الوخزة ، جفاف في الحلق ، وعسر في البلع ، وفي احوال نادرة ، أي في الحالات الشديدة ، يصاب الملدوغ بتشنجات في العضلات ، الا ان الاعراض السالفة الذكر سرعان ما تزول بعد يوم ، او على الاكثر في اليوم الثالث.
وتتبع نفس الاسعافات التي مر ذكرها في لسعة الافعى ، ولا ننسى ان هناك مضادا خاصا لسم العقرب ، لذا على المزعجين والمزعجات من اعضاء المنتدى أن لا يخافوا هههههههههه
ام الاربع والاربعين:
نسميها في العراق: سبعة وسبعين ( نحن العراقيين اصبحنا نبالغ حتى في ارجل الحيوانات هههههههههههههههههه)
ام الاربع والاربعين من صنف عديدة الارجل ، Class Myritpoda وتنتمي الى شعبة مفصلية الارجل ، كما مر سابقا. ولهذا الحيوان عقد متعددة ، ومتصلة بعضها ببعض، ومتصل بكل عقدة زوج من الارجل. تكون لسعاته سامة ، اذا كان طوله لا يقل عن 25 سم، ويسعف الملدوغ بالطريقة التي مر ذكرها في اسعاف الافاعي والعقارب ، وهي اقل خطورة من سابقاتها.
النحل والزنبور:
تغرس هذه الحشرات ابرتها المجوفة داخل الجسم ، وتفرغ شيئا من سمها ، وسمها لا ينتشر في انحاء الجسم كما هو الحال في الافاعي ، وانما يبقى منحصرا في موضع اللسعة ، ولا يشكل أي خطورة ( تعالج بعض انواع الروماتزم ، والاوجاع بسم النحل ). ان كانت اللسعة في الفم ، او على الشفتين ، فينصح نقل المصاب الى المستشفى.
اما اذا كانت اللسعة في اماكن غير الفم والشفتين ، فيكون العلاج سهلا ، يتم باخراج السم عن طريق العصر ، ويستحسن ان تضع عليها شريحة من البصل ، وتحل المشكلة. اما اذا رغبت في العلاج الكلاسيكي ، ولتخفيف الالم ، فبامكانك ان تعقم محل اللسعة بالتربنتين ، ثم تضمدها بمحلول بيكاربونات او كاربونات الصودا.
البعوض والذباب:
ينتمي الى شعبة مفصلية الارجل ، صنف الحشرات Class Insecta والتي يتفرع منها رتبة ثنائية الاجنحة ، واهم فصائل هذه الرتبة هي: فصيلة البعوض ، وفصيلة الذباب.
توجد انواع مختلفة من البعوض ، ويهمنا منها ثلاثة انواع ، لعلاقتها بنقل الامراض وهي:
1- بعوض الكيولكس Culex وينقل ملاريا الطيور (لا يصيب الانسان)
2- بعوض الانوفيلس Anophleles ينقل الملاريا.
3- بعوض ستيكوميا Stegamyia وهذا ينقل الحمى الصفراء.
وعلينا جميعا ، حكومات وشعبا ، ان نعمل سوية لمكافحة هذه الحشرات ، التي سببت وما تزال تسبب الماسي ، والموت لابناء الجنس البشري.
اما الذباب فهو اقل خطورة ، لانه لا يكون طفيليات ، بل ينقل البكتريا المرضية بواسطة اقدامه
، او جسمه المكسو بشعيرات دقيقة.
وقد اثبتت التدقيقات ، انه ينقل عصيات الحمى التيفوئيدية ، والهضبة (الكوليرا) والزحار ، والاتراخوما. وعلينا ان لا ننسى من رتبة مخفية الاجنحة ، البرغوث ، والقمل اذ لا يخليان من اخطار.
شكرا لكل قارء لهذا الموضوع ، وسلامي لمن لا يرغب قراءته ، وحبي وتقديري لمن:
لا عين ترى ، ولا اذن تسمع ، ولا فكر يهتم ههههههههههههه
منقول