السكرى عند الاطفال في معظم وجوهه حالة قدرية لا نملك دفعها عن أنفسنا أو عمن حولنا, و داء السكري هو أحد هذه الأمراض التي قد تشكل للمصاب و لمن حوله ما يشبه الأزمة وتجعلهم في حالة استنفار دائم لما يتطلبه هذا المرض من متابعة دورية و مراقبة دقيقة ونظام غذائي صارم.
و إذا كان الحديث عن سكري الأطفال فلابد هنا من الأخذ بجملة من الاحتياطات التي تمكن الأهل من إحكام المراقبة و تنظيم الحياة اليومية للطفل بالشكل الذي يشعره بأنه لا يختلف في شيء عن أبناء جيله، و أن عليه التأقلم مع هذا المرض و تقوية عزيمته للتعايش معه.
ينشأ مرض السكري نتيجة تعرض خلايا البنكرياس لبعض الضرر، فتعجز عن تأدية عملها من إنتاج للأنسولين الذي يحتاج إليه الجسم لإدخال الجلوكوز أو السكر إلى هذه الخلايا و مدها بالطاقة المحولة من الطعام ومن ثم القيام بوظائفها على أكمل وجه.
إذا كان داء السكري سواء لدى الكبار أو الأطفال ينشأ بسبب تعرض خلايا البنكرياس للضرر فإن أسباب هذا الضرر لم تعرف بعد، و إن أبدى العلماء العديد من النظريات لتفسير هذا العطل و منها:
ـ عامل المناعة: عند إصابة الطفل بالتهاب ما، يبدأ الجسم مكافحة هذا الالتهاب عبر المناعة الطبيعية، و لكن عندما تتكون الأجسام المضادة لهذا الالتهاب فإنها تكون مضادة أيضًا لخلايا «بيتا» في البنكرياس فتحطمها كما تحطم الجرثومة المسببة للالتهاب.
ـ عامل الالتهابات: و تقول هذه النظرية إن الجرثومة المسببة للالتهاب، و عادة ما تكون فيروسًا، تذهب عن طريق الدم إلى البنكرياس وتحطم خلايا «بيتا» بطريقة مباشرة.
ـ عامل الوراثة: و يؤدي هذا العامل دورًا ليس كبيرًا، حيث يزداد احتمال إصابة الطفل بالسكري عند وجود أخ أو أخت من أبويه معًا مصاب بالسكر و لكنه لا يزيد على نسبة 10%, و تزداد هذه النسبة عند التوائم لتصل إلى 40%.
أهم الأعراض:
• التبول اللاإرادي:
يتراكم السكر في الدم بدرجة كبيرة و يبدأ الخروج مع البول حيث تعجز الكليتان عن الاحتفاظ بالسكر عند بلوغه حدًا معينًا.
و عند خروج البول يكون كالإسفنجة بسحبه قدرًا كبيرًا من الماء، و لذلك تكون أول أعراض داء السكري هو التبول المتكرر و بكميات كبيرة, و الملاحظ عند الأطفال أنهم قد يبدأون بالتبول اللإرادي و هم نائمون, و إذا استمرت هذه العملية دون علاج فإن أعراض الجفاف قد تظهر عند المريض.
و بما أن الخلايا قد حرمت من التغذية و أصيبت بالمجاعة فإنها تبحث عن مصدر آخر للغذاء، و ليس أمامها سوى الدهنيات الموجودة داخل الخلية فتقوم باستعمالها، ليشعر الطفل بالإرهاق الشديد و التعب كما يفقد قدرًا من الوزن، و قد يشعر أيضًا بالصداع و الدوار و من ثم القيء، إذ تفرز الخلية بعد استخدامها للدهنيات مواد حامضة «أسيتون» أو «الكيتون» تنتشر في الدم وتسبب زيادة في حموضة الدم و تؤدي إلى القيء ومن ثم الشعور بالنوم المؤدي إلى الغيبوبة إن لم يعالج في الحال.
العلاج بالأنسولين:
عند إصابة الطفل بهذا الداء يستوجب إدخاله المستشفى و تنويمه لمدة تراوح ما بين أسبوع وثلاثة أسابيع لمباشرة علاجه، خصوصًا إذا كان الطفل مصابًا بالجفاف و الحموضة الشديدة فلا بد عندها من السوائل و الأنسولين من خلال الوريد إلى أن يتم التحسن, و هنا لا بد من التعرف على الأنسولين الذي هو عبارة عن هرمون يفرز من البنكرياس و هو المفتاح الذي يساعد على إدخال الغلوكوز إلى جميع خلايا الجسم, كما أنه يؤخد بالحقن تحت الجلد أي بالدم.
و لأهمية الأنسولين لا بد من المحافظة على سلامته من خلال:
ـ التأكد من مدة الصلاحية و نسبة التركيز.
ـ التأكد من ماهيته، فالنوع الصافي ليس له لون، بينما اللون العكر ليس فيه كتل.
ـ إبرة الأنسولين تكون عادة 100 وحدة أو 50 وحدة وبالتركيز نفسه.
ـ التأكد من كيفية حفظه كأن يحفظ في مكان جاف و بارد و ألا يحفظ في «الفريزر».
و يمكن حفظ الأنسولين في أثناء السفر في ثلاجة صغيرة و التزود بالإبر المطهرة.
الآثار الجانبية للأنسولين:
و تجدر الإشارة إلى الآثار الجانبية للأنسولين إذ يحدث هبوط نسبة السكر في الدم و تليف أمكنة الحقن.
أعراض هبوط السكر و أسبابه:
انخفاض نسبة السكر في الدم عن المستوى الطبيعي حتى 40 ملج غلوكوز لكل 100 سم3 من الدم، و يشعر المريض عندها بالتعرق الشديد, الجوع, ارتعاش و شحوب في اللون، يرافقه خفقان في القلب, دوخة, عدم تركيز و من ثم إغماء أو تشنجات, و بالنسبة للطفل قد يتصرف بحركات غير طبيعية كأن يكسر ما في يديه أو تختل مشيته أو يفقد التركيز في الإجابة عن الأسئلة.
و هنا لا بد من العلم أن غيبوبة نقص السكر في الدم أخطر من غيبوبة زيادة السكر, و إذا استمرت لفترة طويلة تؤدي إلى تغيرات في الجهاز العصبي و خصوصًا المخ.
و لهبوط نسبة السكر في الدم أسباب عديدة منها:
ـ عدم أخذ وجبة طعام أو تأخيرها مع أخذ الأنسولين.
ـ أخذ كمية من العلاج أكثر من الكمية المحددة.
ـ ممارسة الرياضة لفترة طويلة دون أخذ وجبة خفيفة قبل ذلك أو بعده.
ـ عدم الاهتمام بالوجبات الخفيفة بين الوجبات الرئيسية.
العلاج:
علاج سريع:
هناك علاج سريع كأن يأخذ المريض عصيرًا محلى أو قطعة من السكر أو ثلاث حبات من التمر أو أخذ وجبة طعام كاملة أو إسعاف المريض إلى أقرب مستشفى لأخذ سائل السكر.
العلاج المعتاد:
أّما العلاج المعتاد فإنه يعتمد على أخذ الوجبات الرئيسية بانتظام دون تأخر وأخذ وجبة خفيفة قبل الرياضة مع عدم ترك الوجبات الخفيفة الثلاث, هذا إلى جانب التأكد من جرعة الدواء قبل تناوله.
إن تغذية مرضى السكر من «النوع الأول» ليس أمرًا صعبًا سواء من حيث استيعاب نوعية الغذاء أو تطبيقها على مريض السكر، فالمريض يستطيع تناول غذاء يتناسب مع احتياجاته و عاداته الغذائية حال حصوله على المعلومات الأساسية التي تجعله قادرًا على اختيار غذائه بنفسه، بعد أن يحدد له الطبيب كمية الأنسولين و كذلك اختصاصي التغذية الغذاء المناسب يوميًا، و هذا لا يعني منع المريض من السكر أو النشويات المعقدة كالبطاطس والموز, فمن حقه تناول الأطعمة المتنوعة بعد تحديد الكمية، و هذا ما يسمى قائمة البدائل. لذا يجب على الأهل ألا يحرموا طفلهم المصاب من الأطعمة الموجودة في قائمة البدائل مع إبعاده عن (الحلويات و الفشار و الشيبس و المشروبات الغازية) لأنها تضره و لا تفيده.
و لعل مشكلة الطفل مع الحمية الغذائية تبرز واضحة، كأن يأكل أكثر أو أقل من الكمية المحددة. وهنا يأتي دور الأهل في إقناعه, و يجب أن نعرف أن لكل طفل كمية سعرات حرارية خاصة به، تتم ترجمة هذه السعرات إلى أطعمة متناولة، و يعتمد هذا الأمر على عمر الطفل أو وزنه أو طوله و جنسه و كذلك نشاطه. و الهدف من هذا منع حالات هبوط السكر و التحكم فيه عند مستوى سكر الدم.
الحمية الغذائية:
و هي غذاء متوازن ومعدل، بحيث لا يحتوي على المواد السكرية البسيطة (و هي كل طعام ذي مذاق حلو: الحلويات ـ المشروبات الغازية ـ العصائر غير الطبيعية المحلاة و العلكة و غير ذلك من الحلويات المصنعة غير المفيدة), من هنا يجب أن يهتم الأهل كثيرًا بوجبات طفلهم المريض بأن يعودوه أكل المفيد من فواكه وخضار و وجبات خفيفة لجعل نسبة السكر في الدم دون زيادة أو نقصان, فيمكن إعطاء الطفل (نصف صامولي + جبنة + خيار + جزر) أو (علبة زبادي + خيار + حبة فاكهة) وهذه العناصر أهم بكثير و أنفع من السكاكر صحيًا و غذائيًا.
فالغذاء السليم يجعل المريض ينمو بصورة طبيعية جسمانيًا و عقلانيًا, كما يجب على الأهل تعليم الطفل كيفية تعرضه لأعراض انخفاض السكر و ارتفاعه لكي يستطيع اتخاذ الخطوة السليمة و يتفادى الدخول في غيبوبة السكري و تبعاتها, أيضًا تأكيدهم أهمية غسل اليدين و الشعر و تقليم الأظفار و غيرها من أمور تعنى بالنظافة.
معاملة الوالدين:
يجب أن تكون معاملة الأهل للطفل المصاب بداء السكري طبيعية جدًا، إذ إن الصحة النفسية للطفل تعتمد نوعًا ما على نوعية انفعال الوالدين و مداه و آلية تربيتهم, و على الوالدين تجنب الخوف الزائد و الإفراط في تدليل الطفل بحجة أنه مريض، لأن هذا يوجد لديه نوعًا من التوتر النفسي. بل على العكس يجب أن نولد فيما بينه و بيننا جوًا من الود و التفاهم. فتعامل الأهل وكذلك الفريق المعالج يعتبر من الأركان الأساسية للتحكم و التعايش بأمان مع السكري.
نصيحة:
إن معظم النباتات التي تستعمل لعلاج السكر بواسطة الأطباء الشعبيين و العطارين كالحنظل والمر والزعتر وغيرها تحتوي على مواد تخفض نسبة السكر في الدم و تحتوي كذلك على مضار جانبية كثيرة لذا ننصح بعدم استعمالها و خصوصًا للأطفال.
تحليل السكر في المنزل
تحليل نسبة السكر في المنزل من الأمور المهمة في العلاج حيث يقوم المريض بتدوين النتائج في جدول خاص به.
النسبة الطبيعية للسكر بالدم:
قبل الأكل:
من80 ملج إلى 120 ملج/ دسلتر
من 4 مليمولات إلى 6 مليمولات / لتر
بعد الأكل بساعتين أو خلال الليل:
من140 ملج إلى 200 ملج / دسلتر
من 7 مليمولات إلى 10 مليمولات/ لتر
أهمية هذا التحليل: أنه يقلل المضاعفات المزمنة، والكشف المبكر عند حدوث ارتفاع أو انخفاض في نسبة السكر, و أيضًا المساعدة على استقرار نسبة السكر في الدم، إضافة إلى أنه يساعد على تحديد طرق العلاج و جرعات الأنسولين.
نسبة الاطفال المصابين بمرض السكر في مصر
مصر
كشف الدكتور إبراهيم الإبراشى، عميد المعهد القومى للسكر، أن عدد المصابين بمرض السكر فى مصر وصل إلى 5 ملايين مريض، و أن عدد المصابين بالمرض على مستوى العالم يقدر بـ 285 مليون مريض، وفقًا لتقارير الاتحاد الدولى لمرض السكر، ومن المتوقع زيادة إجمالى عدد المرضى بحلول عام 2030 ليصل إلى أكثر من 439 مليونًا، مما يستلزم مكافحة المرض، لافتًا إلى إن هناك نوعين من المرض الأول يصيب الأطفال و صغار السن وتبلغ نسبة الإصابة حوالى 10 % من إجمالى مرضى السكر، أما النوع الثانى فيصيب البالغين وكبار السن وتبلغ نسبة الإصابة به حوالى 90 %”، و تعد مصر من أكثر دول العالم التى تعانى من مرض السكر.
و أضاف الدكتور مسعد الاتورى، استشارى أمراض السكر والغدد الصماء و مستشار جمعية مرضى السكر، أن معدل الإصابة بمرض السكر بين الأطفال بلغ نحو 300 ألف مصاب، مفسرًا ذلك بتغير نمط الحياة إلى النمط الغربى و قلة الحركة و زيادة الوزن و انتشار السمنة بينهم.
الدول العربية
ست دول عربية احتلت ستة مراكز متقدمة ضمن قائمة تضم أكثر عشر دول في العالم فيها نسب عالية للإصابة بمرض السكري، وفق الطبعة الثالثة من أطلس مرض السكري الذي تعده المنظمة الدولية لمرض السكري.
و قد احتلت دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الثانية على مستوى العالم فيما كانت السعودية هي صاحبة المركز الثالث، و تلتها كل دول الخليج فيما عدا قطر.
و إذا كان الحديث عن سكري الأطفال فلابد هنا من الأخذ بجملة من الاحتياطات التي تمكن الأهل من إحكام المراقبة و تنظيم الحياة اليومية للطفل بالشكل الذي يشعره بأنه لا يختلف في شيء عن أبناء جيله، و أن عليه التأقلم مع هذا المرض و تقوية عزيمته للتعايش معه.
ينشأ مرض السكري نتيجة تعرض خلايا البنكرياس لبعض الضرر، فتعجز عن تأدية عملها من إنتاج للأنسولين الذي يحتاج إليه الجسم لإدخال الجلوكوز أو السكر إلى هذه الخلايا و مدها بالطاقة المحولة من الطعام ومن ثم القيام بوظائفها على أكمل وجه.
إذا كان داء السكري سواء لدى الكبار أو الأطفال ينشأ بسبب تعرض خلايا البنكرياس للضرر فإن أسباب هذا الضرر لم تعرف بعد، و إن أبدى العلماء العديد من النظريات لتفسير هذا العطل و منها:
ـ عامل المناعة: عند إصابة الطفل بالتهاب ما، يبدأ الجسم مكافحة هذا الالتهاب عبر المناعة الطبيعية، و لكن عندما تتكون الأجسام المضادة لهذا الالتهاب فإنها تكون مضادة أيضًا لخلايا «بيتا» في البنكرياس فتحطمها كما تحطم الجرثومة المسببة للالتهاب.
ـ عامل الالتهابات: و تقول هذه النظرية إن الجرثومة المسببة للالتهاب، و عادة ما تكون فيروسًا، تذهب عن طريق الدم إلى البنكرياس وتحطم خلايا «بيتا» بطريقة مباشرة.
ـ عامل الوراثة: و يؤدي هذا العامل دورًا ليس كبيرًا، حيث يزداد احتمال إصابة الطفل بالسكري عند وجود أخ أو أخت من أبويه معًا مصاب بالسكر و لكنه لا يزيد على نسبة 10%, و تزداد هذه النسبة عند التوائم لتصل إلى 40%.
أهم الأعراض:
• التبول اللاإرادي:
يتراكم السكر في الدم بدرجة كبيرة و يبدأ الخروج مع البول حيث تعجز الكليتان عن الاحتفاظ بالسكر عند بلوغه حدًا معينًا.
و عند خروج البول يكون كالإسفنجة بسحبه قدرًا كبيرًا من الماء، و لذلك تكون أول أعراض داء السكري هو التبول المتكرر و بكميات كبيرة, و الملاحظ عند الأطفال أنهم قد يبدأون بالتبول اللإرادي و هم نائمون, و إذا استمرت هذه العملية دون علاج فإن أعراض الجفاف قد تظهر عند المريض.
و بما أن الخلايا قد حرمت من التغذية و أصيبت بالمجاعة فإنها تبحث عن مصدر آخر للغذاء، و ليس أمامها سوى الدهنيات الموجودة داخل الخلية فتقوم باستعمالها، ليشعر الطفل بالإرهاق الشديد و التعب كما يفقد قدرًا من الوزن، و قد يشعر أيضًا بالصداع و الدوار و من ثم القيء، إذ تفرز الخلية بعد استخدامها للدهنيات مواد حامضة «أسيتون» أو «الكيتون» تنتشر في الدم وتسبب زيادة في حموضة الدم و تؤدي إلى القيء ومن ثم الشعور بالنوم المؤدي إلى الغيبوبة إن لم يعالج في الحال.
العلاج بالأنسولين:
عند إصابة الطفل بهذا الداء يستوجب إدخاله المستشفى و تنويمه لمدة تراوح ما بين أسبوع وثلاثة أسابيع لمباشرة علاجه، خصوصًا إذا كان الطفل مصابًا بالجفاف و الحموضة الشديدة فلا بد عندها من السوائل و الأنسولين من خلال الوريد إلى أن يتم التحسن, و هنا لا بد من التعرف على الأنسولين الذي هو عبارة عن هرمون يفرز من البنكرياس و هو المفتاح الذي يساعد على إدخال الغلوكوز إلى جميع خلايا الجسم, كما أنه يؤخد بالحقن تحت الجلد أي بالدم.
و لأهمية الأنسولين لا بد من المحافظة على سلامته من خلال:
ـ التأكد من مدة الصلاحية و نسبة التركيز.
ـ التأكد من ماهيته، فالنوع الصافي ليس له لون، بينما اللون العكر ليس فيه كتل.
ـ إبرة الأنسولين تكون عادة 100 وحدة أو 50 وحدة وبالتركيز نفسه.
ـ التأكد من كيفية حفظه كأن يحفظ في مكان جاف و بارد و ألا يحفظ في «الفريزر».
و يمكن حفظ الأنسولين في أثناء السفر في ثلاجة صغيرة و التزود بالإبر المطهرة.
الآثار الجانبية للأنسولين:
و تجدر الإشارة إلى الآثار الجانبية للأنسولين إذ يحدث هبوط نسبة السكر في الدم و تليف أمكنة الحقن.
أعراض هبوط السكر و أسبابه:
انخفاض نسبة السكر في الدم عن المستوى الطبيعي حتى 40 ملج غلوكوز لكل 100 سم3 من الدم، و يشعر المريض عندها بالتعرق الشديد, الجوع, ارتعاش و شحوب في اللون، يرافقه خفقان في القلب, دوخة, عدم تركيز و من ثم إغماء أو تشنجات, و بالنسبة للطفل قد يتصرف بحركات غير طبيعية كأن يكسر ما في يديه أو تختل مشيته أو يفقد التركيز في الإجابة عن الأسئلة.
و هنا لا بد من العلم أن غيبوبة نقص السكر في الدم أخطر من غيبوبة زيادة السكر, و إذا استمرت لفترة طويلة تؤدي إلى تغيرات في الجهاز العصبي و خصوصًا المخ.
و لهبوط نسبة السكر في الدم أسباب عديدة منها:
ـ عدم أخذ وجبة طعام أو تأخيرها مع أخذ الأنسولين.
ـ أخذ كمية من العلاج أكثر من الكمية المحددة.
ـ ممارسة الرياضة لفترة طويلة دون أخذ وجبة خفيفة قبل ذلك أو بعده.
ـ عدم الاهتمام بالوجبات الخفيفة بين الوجبات الرئيسية.
العلاج:
علاج سريع:
هناك علاج سريع كأن يأخذ المريض عصيرًا محلى أو قطعة من السكر أو ثلاث حبات من التمر أو أخذ وجبة طعام كاملة أو إسعاف المريض إلى أقرب مستشفى لأخذ سائل السكر.
العلاج المعتاد:
أّما العلاج المعتاد فإنه يعتمد على أخذ الوجبات الرئيسية بانتظام دون تأخر وأخذ وجبة خفيفة قبل الرياضة مع عدم ترك الوجبات الخفيفة الثلاث, هذا إلى جانب التأكد من جرعة الدواء قبل تناوله.
إن تغذية مرضى السكر من «النوع الأول» ليس أمرًا صعبًا سواء من حيث استيعاب نوعية الغذاء أو تطبيقها على مريض السكر، فالمريض يستطيع تناول غذاء يتناسب مع احتياجاته و عاداته الغذائية حال حصوله على المعلومات الأساسية التي تجعله قادرًا على اختيار غذائه بنفسه، بعد أن يحدد له الطبيب كمية الأنسولين و كذلك اختصاصي التغذية الغذاء المناسب يوميًا، و هذا لا يعني منع المريض من السكر أو النشويات المعقدة كالبطاطس والموز, فمن حقه تناول الأطعمة المتنوعة بعد تحديد الكمية، و هذا ما يسمى قائمة البدائل. لذا يجب على الأهل ألا يحرموا طفلهم المصاب من الأطعمة الموجودة في قائمة البدائل مع إبعاده عن (الحلويات و الفشار و الشيبس و المشروبات الغازية) لأنها تضره و لا تفيده.
و لعل مشكلة الطفل مع الحمية الغذائية تبرز واضحة، كأن يأكل أكثر أو أقل من الكمية المحددة. وهنا يأتي دور الأهل في إقناعه, و يجب أن نعرف أن لكل طفل كمية سعرات حرارية خاصة به، تتم ترجمة هذه السعرات إلى أطعمة متناولة، و يعتمد هذا الأمر على عمر الطفل أو وزنه أو طوله و جنسه و كذلك نشاطه. و الهدف من هذا منع حالات هبوط السكر و التحكم فيه عند مستوى سكر الدم.
الحمية الغذائية:
و هي غذاء متوازن ومعدل، بحيث لا يحتوي على المواد السكرية البسيطة (و هي كل طعام ذي مذاق حلو: الحلويات ـ المشروبات الغازية ـ العصائر غير الطبيعية المحلاة و العلكة و غير ذلك من الحلويات المصنعة غير المفيدة), من هنا يجب أن يهتم الأهل كثيرًا بوجبات طفلهم المريض بأن يعودوه أكل المفيد من فواكه وخضار و وجبات خفيفة لجعل نسبة السكر في الدم دون زيادة أو نقصان, فيمكن إعطاء الطفل (نصف صامولي + جبنة + خيار + جزر) أو (علبة زبادي + خيار + حبة فاكهة) وهذه العناصر أهم بكثير و أنفع من السكاكر صحيًا و غذائيًا.
فالغذاء السليم يجعل المريض ينمو بصورة طبيعية جسمانيًا و عقلانيًا, كما يجب على الأهل تعليم الطفل كيفية تعرضه لأعراض انخفاض السكر و ارتفاعه لكي يستطيع اتخاذ الخطوة السليمة و يتفادى الدخول في غيبوبة السكري و تبعاتها, أيضًا تأكيدهم أهمية غسل اليدين و الشعر و تقليم الأظفار و غيرها من أمور تعنى بالنظافة.
معاملة الوالدين:
يجب أن تكون معاملة الأهل للطفل المصاب بداء السكري طبيعية جدًا، إذ إن الصحة النفسية للطفل تعتمد نوعًا ما على نوعية انفعال الوالدين و مداه و آلية تربيتهم, و على الوالدين تجنب الخوف الزائد و الإفراط في تدليل الطفل بحجة أنه مريض، لأن هذا يوجد لديه نوعًا من التوتر النفسي. بل على العكس يجب أن نولد فيما بينه و بيننا جوًا من الود و التفاهم. فتعامل الأهل وكذلك الفريق المعالج يعتبر من الأركان الأساسية للتحكم و التعايش بأمان مع السكري.
نصيحة:
إن معظم النباتات التي تستعمل لعلاج السكر بواسطة الأطباء الشعبيين و العطارين كالحنظل والمر والزعتر وغيرها تحتوي على مواد تخفض نسبة السكر في الدم و تحتوي كذلك على مضار جانبية كثيرة لذا ننصح بعدم استعمالها و خصوصًا للأطفال.
تحليل السكر في المنزل
تحليل نسبة السكر في المنزل من الأمور المهمة في العلاج حيث يقوم المريض بتدوين النتائج في جدول خاص به.
النسبة الطبيعية للسكر بالدم:
قبل الأكل:
من80 ملج إلى 120 ملج/ دسلتر
من 4 مليمولات إلى 6 مليمولات / لتر
بعد الأكل بساعتين أو خلال الليل:
من140 ملج إلى 200 ملج / دسلتر
من 7 مليمولات إلى 10 مليمولات/ لتر
أهمية هذا التحليل: أنه يقلل المضاعفات المزمنة، والكشف المبكر عند حدوث ارتفاع أو انخفاض في نسبة السكر, و أيضًا المساعدة على استقرار نسبة السكر في الدم، إضافة إلى أنه يساعد على تحديد طرق العلاج و جرعات الأنسولين.
نسبة الاطفال المصابين بمرض السكر في مصر
مصر
كشف الدكتور إبراهيم الإبراشى، عميد المعهد القومى للسكر، أن عدد المصابين بمرض السكر فى مصر وصل إلى 5 ملايين مريض، و أن عدد المصابين بالمرض على مستوى العالم يقدر بـ 285 مليون مريض، وفقًا لتقارير الاتحاد الدولى لمرض السكر، ومن المتوقع زيادة إجمالى عدد المرضى بحلول عام 2030 ليصل إلى أكثر من 439 مليونًا، مما يستلزم مكافحة المرض، لافتًا إلى إن هناك نوعين من المرض الأول يصيب الأطفال و صغار السن وتبلغ نسبة الإصابة حوالى 10 % من إجمالى مرضى السكر، أما النوع الثانى فيصيب البالغين وكبار السن وتبلغ نسبة الإصابة به حوالى 90 %”، و تعد مصر من أكثر دول العالم التى تعانى من مرض السكر.
و أضاف الدكتور مسعد الاتورى، استشارى أمراض السكر والغدد الصماء و مستشار جمعية مرضى السكر، أن معدل الإصابة بمرض السكر بين الأطفال بلغ نحو 300 ألف مصاب، مفسرًا ذلك بتغير نمط الحياة إلى النمط الغربى و قلة الحركة و زيادة الوزن و انتشار السمنة بينهم.
الدول العربية
ست دول عربية احتلت ستة مراكز متقدمة ضمن قائمة تضم أكثر عشر دول في العالم فيها نسب عالية للإصابة بمرض السكري، وفق الطبعة الثالثة من أطلس مرض السكري الذي تعده المنظمة الدولية لمرض السكري.
و قد احتلت دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الثانية على مستوى العالم فيما كانت السعودية هي صاحبة المركز الثالث، و تلتها كل دول الخليج فيما عدا قطر.