"بادن بادن" من أبرز المدن السياحية في ألمانيا، وتعد وجهة للكثير من أثرياء العالم، وتمتاز بالمناظر الطبيعية الخلابة، بحيث تتاح لك الفرصة أن تتمتع بسحر الطبيعة أينما ذهبت، فمثلاً عند توجهك إلى نافورة "باراديس" "Paradies" سوف تجد الشلالات إلى جانب الأشجار والزهور، ومنطقة سكنية عليها منازل وقصور الأثرياء، وهي مكانهم المفضل منذ أوائل العشرينيات .
أما عند انتقالك إلى شارع "ليشتنتالر آليه" "Lichtentaler Allee" فستتعرف على شارع ما يزال يحافظ على مكانته كأحد أهم الشوارع التجارية في العالم منذ أكثر من 350 عاماً، بحيث تحول مع الزمن من شارع تجاري بسيط ليصبح أهم شارع تجاري في بادن بادن والعنوان الذي يفضل الكثير من الأثرياء أن يحمل أسماء متاجرهم أو مقرات سكنهم.
موقعها:
وتضم المدينة الفنادق الفخمة والقصور الصغيرة والمتاجر الراقية، وسوف تستمتع بالتنزه بين الأشجار العتيقة والجسور المزدانة بأجمل النقوش التي ترسم ظلالها على نهر "اوس" "Oos"، كما تضم متحف "فريدر بوردا" "Frieder Burda" الذي افتتح عام 2004.
وبإطلالة مركزية على هذا الشارع الشهير، يبدو فندق ومنتجع "برينيرز بارك " كقصر ملكي، ومن المعروف أن المدينة تزخر بالمنتجعات ذات الصيت الواسع، مثل منتجع "فريدريشسباد" الذي يقدم مزيجاً من التقاليد الإيرلندية والرومانية في عالم الاستحمام، ويتميز بروعة هندسته وجمالها، وبالأخص جدرانه وقبته التي تتعالى في وسطه والتي تشكل مثالاً يُحتذى به في عالم البناء والهندسة.
وهناك أيضاً منتجع "كركلا" الذي يوفر لك أوقاتاً مفعمة بالرفاهية، حيث يضم كهفاً رومانسياً للمياه الباردة والدافئة، ودوامة مياه .
ويرجع مصدر ينابيع المياه المعدنية الدافئة في بادن بادن ومدى فائدتها الطبية. في طبيعة تركيبتها، فهذه المياه يعتقد أنها تساعد على الشفاء من بعض الأمراض، وهي تتدفق من جوف الأرض، وتصل إلى سطح الأرض من عمق 6500 قدم، وبحرارة تتراوح ما بين 50 إلى 68 درجة مئوية، وخلال رحلتها من جوف الأرض تصل إلى الأعلى كمركب كيميائي يعرف بكلوريد الصوديوم، وتعمل المياه الدافئة تعمل على تحريك الدورة الدموية في كافة أنحاء الجسم.
مدينة تزخر بالزهور والورود
وتزخر هذه المدينة الواقعة في جنوب المانيا بشتى أصناف الزهور والورود. فعند زيارتك مثلاً لحديقة الورود "غونر أنلاغه" "Goenneranlage"، التي تهبك يوجد بها اكثر من 10 آلاف وردة غنية بألوانها البهية، ومن المؤكد أن الابتسامة سترتسم على شفتيك عندما تتنشق عبير الزهور التي تتفتح من بداية شهر مايو ولغاية أكتوبر، حيث ستدخلك الورود التي تتنوع أصنافها لتصل إلى 400 صنف، إلى عالم مليء بالتأمل. وحتى أسماء تلك الورود ستنقل الموسيقى إلى أذنيك. وعند تنزهك في هذه الحديقة ستتوقف حتماً أمام التماثيل والمجسمات المنحوتة بأسلوب فني رائع، وبالطبع فإن عينيك لن تضيع نافورة الماء التي تتوسط الحديقة مضيفة مزيداً من الرومانسية. وننصحك أيضاً بزيارة حديقة أخرى تدعى "جمعية حديقة الورود" "روزننوهايتنغارتن"، فهناك ستتعرف على أسباب حصول هذه الحديقة الرائعة على "جائزة أفضل الحدائق" من قبل اتحاد جمعيات حدائق الورود في العالم.
ومن أجل التعرف على كل هذه الأماكن سيكون أمامك مجموعة من الخيارات التي تتنوع: بين جولات سياحية مشياً على الأقدام أو باستخدام الدراجات الهوائية أو بواسطة العربات التي تجرها الخيول أو بواسطة القطارات الجوالة في وسط المدينة. ومهما كانت الوسيلة التي ستختارها، فتأكد أنك ستحظى بجولة ممتعة وشيقة، خصوصاً وأن مدينة الثقافة والفنون والحمامات والمنتجعات الصحية تدفع المرء إلى أن يطلق العنان لروح المغامرة منذ لحظة وصوله الأولى .
