يَحْمِلُ القَوْسَ ويُسْقِطُ غَضَبَهْ
فِيْ صَدْرِهِ حَتَّىْ يُوَاْرِيْ لَهَبَهْ
وَيَسْلُكُ الخَرِيْطَةَ
كَلُعْبَةِ المتَاهةِ الْقَدِيْمَةِ الْجَدِيْدَة
يَؤمُّ كُلَّ مدينةٍ قريبةٍ بعيدةٍ
مَدَاْئِن في المغربِ العربي ذاك ومثلها
في المشرق العربي ربَّتْ طفلها
مذ كان في أحشائها في الغيب رَغْبَة
وتخلَّق إنساناً يعيش اليومَ رُعْبَه
في مدائن عربية وريفة
يرتاد للتعليم
يسير في الزحام
يطالع الصحيفة
وفجأةً تشظَّت القذيفة
مات من مات أمامه
هاهي الأشلاء في كلِّ فج تترامى
الغبارُ
صبَّ في البِرَكِ الحُمْرِ غَتَامَه
في هذه الأثناء فقد الطفل سلامه
في حنقة الغيظ المهيمن وضع الطفل لثامه
حمل القوس وأسقط غضبه
في قلبه حتَّى يواري لهبه
إن القذيفة من أخ تأمَنُه دواما
إنَّها ليست عفيفة
فلنقل ليست مخيفة
لأنَّها ما يحصد الأرواح غدراً
إنَّها ما يرفع الأحقاد قدرا ويضيف
إلى سماء بالدماء تتلبَّد
قذيفة تلو قذيفة
بئس الإضافات السخيفة
تجعل المارين عند روائح البارود
لا يدرون ما البارود أو بيروت؟
حتما انفجار
أو تجعل المارين عند روائح البارود
ألغاما مع مرِّ النسيم
ترتادها الأنفاس في صبح يتيم
فإذا تفتح في الخمائل زهرها
عطس الجميع
فتلامس السلكان في الوجدان وأنفجر اللغم
وتفشى في المشارق داء سرطان الحروب كما المغارب
فالكل هارب أو محارب
احمرَّ خدٌّ للسماء
ليس خجلا بل دماء
مزنة الدم في رياض الموت تهطل
ليس ماء
يأتي الطفل إلى الدنيا على طيِّ قطيفة
يرحل الطفل عن الدنيا إذا وقعت قذيفة
إن لم تكن هذي النهاية من النهايات اللطيفة
ذاك طفل يحمل القوس ويسقط غضبه
في قلبه حتى يواري لهبه
يحمل القوس ويمضي
حيث يصطاد الفريسة
من بني دمه تشفٍّ
لا يميز بين مشفى أو مصلَّى أو كنيسة
إنه يصطاد في بحر من الأحقاد والكل فريسة
وكل عام ترذلون
منقول