صباحكم سـعـادة ولذة
ومسائكم مغفرة ورضا
كيف أشعر بلذة الطاعة و حلاوة الايمان ؟
سؤال يردده الكثيرون منا بحرقة ومرارة بسبب الأوضاع التي وصلوا إليها في علاقتهم مع الله
كما يرددونه بشوق ولهفة إلى الوصول إلى هذه اللذة وتلك الحلاوة التي تغمر القلب والعقل بالسعادة والرضا و يتخيل الكثير منا أن الوصول إلى هذه الحالة الإيمانية الجديدة هو أمر صعب المرام ومقصور على فئة بعينها
فقط تلك الفئة القادرة على التخلي عن جميع لذات الدنيا وشهواتها
ونستصعب على أنفسنا أن نكون من هذه الفئة
و نستسلم للحال التي نحن عليها ولكن الحقيقة غير ذلك، حيث إن
الشعور بحلاوة الإيمان طريقه سهل جدا،
ولا يحتاج منا سوى عبادة صحيحة و إرادة قوية و إخلاص النية لله تبارك وتعالى.
أجمع علماء الأمة على أن هناك شرطا واحدا أساسيا للشعور بلذة الطاعة
و هو أن تعمل العمل لا ترجو به شيئا من عرض الدنيا الزائل
بل ترجو الثواب من الله وحده فقط في الآخرة
و هناك العديد من الوسائل المعينة على الاستمرار في الشعور بتلك الحلاوة
مثل: كثرة ذكر الله تعالى والالتجاء إليه بالدعاء
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء بثبات القلب على دين الله تعالى
فقد سئلت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها: ما كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا كان عندك؟ قالت: كان
أكثر دعائه يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك .
قال: يا أم سلمة إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الرحمن، فمن شاء أقام ومن شاء أزاغ، فتلا معاذ (أحد رواة الحديث) "ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا" رواه الترمذي وأحمد فبذكر الله تعالى والأنس به وكثرة دعائه يطمئن القلب ويزداد إلايمان ونجد لذة العبادة.
صحبة الصالحين والبعد عن كل ما يثير الغضب من الكلام والمواقف
والمجالس والأشخاص بالإضافة إلى
الاستمرار على الوضوء يعد من أهم الأمور التي تساعدنا على الشعور
بحلاوة الإيمان ولذة الطاعة والتي يمكنها
أن تتحقق حتى أثناء قيام الإنسان بأعمال حياته العادية.
ومن تلك الوسائل المعينة على الشعور بحلاوة الإيمان أيضا: غض البصر وفيها يقول العلامة ابن القيم رحمه الله (غض البصر عن المحارم يوجب ثلاث فوائد عظيمة الخطر جليلة القدر: إحداها: حلاوة الإيمان ولذته، التي هي أحلى وأطيب وألذ مما صرف بصره عنه وتركه لله تعالى، فإن من ترك شيئاً لله عوضه الله عز وجل خيراً منه ..).فالذي يغض بصره يشعر بحلاوة الإيمان، ولذة الطاعة والقرب من الرحمن.
الداعية خالد بن عبد الرحمن الدويش وضع وسيلة عملية للشعور بلذة
الطاعة وهي أن يقف الإنسان مع نفسه
هنيهة قبل أن يبدأ في أي عمل، ويستحضر فضل وثواب ومكانة هذا
العمل عند الله، ثم بعد ذلك يقدم على هذا
الفعل، وسيجد انشراحاً ولذة في قلبه وروحه لتنفيذ هذه الطاعة.