السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
مرحباً ^^
كيف حالكم جميعاً ؟ .. أتمنى أن تكونوا في خير حال ^_^
كتبت هذا الموضوع إيماناً مني بأن الإنسان القوي هو من يستطيع أن يحيا حياه جيده توصله إلى نهاية جيده , نهاية يرجوها الجميع ويتمناها وهي الجنة
ولكن هذا يتوقف على معنى القوة , ما هي القوة حقاً التي تُمكن الجميع من الوصول إلى ذلك الهدف العظيم ؟!
هناك أربع مقولات صادفتهم في حياتي الصغيره , عرفت بهم معنى القوة الحقيقيه
المقولة الأولى
(( كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم ))
قرأت تلك المقوله في نهاية مسلسل أجنبي شيق كنت أتابعه ^^
وتمعنت فيها كثيراً .. وأدركت أن الجميع يريد رؤية تغييرات في هذا العالم
إذا كان عالم بيته وعائلته أو عالم أصدقاء أو وطنه أو العالم العربي أو العالم بأسره
نريد أن يتوقف الآخرين عن الكذب , نريد أن يتوقف المفسيدن عن الفساد
لا نريد أن نرى أحدهم يقوم بقتل الآخر دون سبب أو بأسباب واهيه .. نريد نريد نريد ..... إلخ
قائمه طويله لا تنتهي مما نريد تغييره في هذا العالم , ولكن نتناسى في خضم رغبتنا المتصاعده
أننا جزء من ذلك العالم وأن التغيير يجب أن يشملنا , بل يجب أن يبدأ بنا أولاً
هل تريد ألا يكذب عليك أحدهم ؟ , إذاً ببساطه لا تكذب على أحدهم
إن أردت ألا يصرخ أحد في وجهك لا تقم بالصراخ في وجهه , إذا شعرت بالضيق عندما نظر إليك أحدهم بنظره عابسه
قم بالأبتسامه له , لعله يحتاج إليها فيقوم بدوره بتبديد ذلك العبوس ليبتسم لك
ببساطه كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم
ولكن هنا يأتي سؤال صغير ,, وماذا بعد ؟
كثير منا يفعل كل تلك الأمور الجيده ولكنه يُقابل بالعكس تماماً , يصبر ويستمر على التصرف الجيد تجاه الآخرين
ولكنه لا يجد سوى عدم التقدير والكثير من اللامبالاه , وربما يحاول بعض الآخرين إيذائه نفسياً أو بدنياً لمجرد أنه يريد أن يغير نفسه إلى الأفضل
ببساطه هذا يقودنا إلى
المقولة الثانية
(( أنت الجماعة .. حتى وإن كنت وحيداً ))
رأيت هذه العباره مكتوبه كأسم مستعار لأحد أصدقائي في الماسنجر الخاص به ^^
هذه المقوله تحمل بعض الفلسفه في طياتها ,, وأنا أحب الفلسفه التي تدفعنا إلى التفكير وليس التي تقود إلى الجنون
كيف أكون الجماعة حتى وإن كنت وحيداً ؟!
ببساطه الأمر متعلق بالمقوله الأولى ,, عندما أقوم بتطبيق التغيير الذي أريد رؤيته في العالم على نفسي أولاً
سأكون مؤثر في من حولي من عائله أو أصدقاء , وتغييري سيشعرهم بوجود جديد في شخصيتي وطباعي
وذلك ما سيدفع لديهم غريزة الفضول للتحرك نحو سؤالين , لماذا التغيير ؟ وكيف حدث ؟!
وببساطه عندما يعلموا إجابة السؤالين ,, هناك من سيهتم وهناك من لن يكترث كثيراً في البداية
سيكفتي فقط بأنه أشبع فضوله .. وهناك ربما من يعاديك بسبب ذلك التغيير الجيد , لأسباب تعود إليه
من سيهتم هم نوعان , أشخاص يريدون تغيير أنفسهم مثلما تغيرت أنت
وأشخاص سيكتفوا بالأنبهار والتمني أن يتغيروا دون المحاوله لذلك
وهنا سيكون دورك أنت ومن يحاول التغيير معك أن تحول تمني هؤلاء إلى رغبه حقيقيه في التغيير , عن طريق النصح والمساعده ورؤيتهم لنتيجة تغييراتك
وعن طريق أهم وسيله وهي المحافظه على تغييرك وأستمرارك في أن تكون شخص صالح وجيد
فهذا سيقنعهم أنك حقاً وجدت الطريق المثالي خاصةً عندما يراك صامداً قوياً أمام العقبات التي تحاول زحزحتك عن ذلك الطريق ولكن بلا فائده
بذلك تكون قد كسبت كل من أهتموا بتغيرك ليتغيروا أيضاً ,, وذلك الأمر سيجعل من لم يكترث في البداية يقترب ليتعرف على كل هذا التغيير المفاجئ في العديد من الأشخاص
وربما يتوقف من يحاول إيذائك , إما بسبب تبخر أسبابه الخاصه أو شعوره أنه لا جدوى من محاولة إفشالك أو ربما بسبب تأثره بك
وفي خضم كل تلك التغيرات الجيده ,, ستتمكن من رؤية من هم مثلك يريدون تغيير من حولهم لتتواصلوا , وتسعوا من أجل ذلك كلاً في مجاله , لتتسع الدائره تدريجياً
حتى تصبح جماعه بعدما كانت مجرد فرد .. وبذلك تنطبق المقوله ببساطه
وتمحق تلك المقوله المقيته التي تتخلص في كلمة ( ماذا سأفعل وحدي , إن كان الجميع يخطئ )
ببساطه من يقولها هو مسكين لا يدرك أنه الجماعة حتى وإن كان وحيداً ^^
ولكن حتى تتمكن من ذلك عليك أن تدرك أمر مهم سيجعلك تتمكن من التغيير بسهوله والثبات على ما تكتسبه من تغييرات إيجابيه
وهنا نأتي لذكر المقوله الثالثة
(( السعاده تأتي لأولئك الذين يبتسمون ))
قرأت هذه العباره في أنمي ياباني ( كرتون رسوم متحركة ) ^^
السعاده تستطيع أن تمنحك القوه والسيطره على قدراتك في أفضل حالاتك على الإطلاق
وتمنحك أيضاً الراحه والطمأنينه والسكينه التي من خلالهم تتمكن من مواصلة حياتك بشكل جيد
لذلك يجب علينا أمتلاك أسباب السعاده ,, والسبب الأبرز لها هو التفاؤل ^^
فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تفائلوا بالخير تجدوه )
لم يقلها عليه الصلاة والسلام إلا لأنها واقع وحقيقه لا تقبل التفكير أو التشكيك ولا التساؤل بتاتاً
فقط تفائل بالخير وتمسك بذلك التفاؤل حتى ترغم الخير على الظهور لتجده بإذن الله
ربما يأتي البعض ليقول أن هناك أشياء في الحياه تسعى لتحطيم المرء وإحباطه , فكيف يمكن التفاؤل في ظل تلك الظروف المميته ؟!
ببساطه سأقول , أن الجميع يأتيه الحزن , ولكن الفرق بين المتفائل و غير المتفائل
هو أن غير المتفائلين عندما يأتيهم الضيق , ينقض عليهم بموجة من الحزن ليجتاح كيانهم ويغير مزاجهم ويتحول نهارهم المشرق إلى غروب كئيب يتحرك بتثاقل نحو ليل طويل
والمتفائل يأتيه الضيق فينقض هو عليه بموجة من السعاده والتفاؤل ليجتاحه ويغير عقبات الواقع ليحافظ على ذلك النهار المشرق حتى يمتد لترتسم أبتسامته على محياه دوماً دوماً وإلى الأبد ^_^
فالحياة الدنيا دار إبتلاء دوماً ,, لذلك نحتاج إلى التفاؤل بالخير حتى نجده ونشعر بالسعاده تسري بداخلنا
والإبتسامه هي رمز التفاؤل وبها تتمكن من التفاؤل وذلك فقط تصبح سعيداً
لذلك تأتي السعادة لأولئك الذين يبتسمون .. بسبب تفاؤلهم ^^
وتطبيق تلك المقولات الثلاثه يحتاج إلى القوة ,, القوة الحقيقيه
كثيراً من يحاولون إحباطي بعبارات كثيره جداً , وما يؤيد محاولاتهم هو الواقع المؤلم والمرهق الذي نعيشه
لذلك أقول لهم نعم مازال الطريق طويل و القوة في مهدها
وهذا أمر يجعل بعضهم يقلق ويتشائم , ولكنه يجعلني أتفائل كثيراً
فطول الطريق يعني أن هناك وقت طويل سيمنحني الفرصه لأقوم بالكثير والكثير
لتنمو تلك القوه من مهدها وتصبح عملاقه لتحمي أحلامي الآمله والشغوفه
لتحقيق ذاتي النقيه التي أصبو إليها دوماً دوماً وإلى الأبد ^_^
وهذا ما يوصلنا إلى المقوله الرابعه والأخيره
(( القوي هو من يحمي الأمل بداخله ويحافظ على نفسه الطاهره لا تتغير بتغير قسوة الحياه الموحشه .. ويظل نقي السريره جميل المعاني حتى يموت وشفتيه تبتسم لتضيئ أرواح أحبابه ))
تلك هي القوة الحقيقية ^^
التي ستؤمن لنا حياه جيده بطاعة الله في الدنيا وبالأستقرار في الجنة بإذن الرحمن الرحيم ^_^
اتمنى ان ينال الموضوع اعجابكم