القفاز
يداكِ و قُفّازُكِ الأسوَدُ
كجمرٍ توقّدَ تحت الرمادْ
حرارتهُ ألهَبَت لي يديّا
و جمرُ يديكِ أذابَ الفؤادْ
كأنّ الأصابعَ حيث تَوَارَت
أنارت بليلٍ شديدِ السوادْ
كذا حُسنُ كلِّ بهيٍّ جميلٍ
يُبَيّنُهُ للعيونِ التضادْ
فَصُبِّي حنانَكِ في راحتيّا
بلمسةِ كفّيكِ يا شهر زادْ
و روِّي غصوني بطيبِ نداكِ
فإنَّ الغصونَ ذَوَتْ أو تكادْ
سَرَت بين جنبيَّ رِعشةُ حُبٍّ
كأنّيَ من فعلها سندبادْ
أجوبُ محيطاتِ عينيكِ زهواً
و أُسلِمُ للحاجبينِ القيادْ
و أُرسي على شاطيء القلبِ سُفْني
و أطوي على راحتيكِ البلادْ
فأخلقُ لي عالماً ليسَ فيهِ
سوانا ، و حبّكِ لي خيرُ زادْ