عَينَاكِِ
عيناكِ بحرانِ تاهت فيهما سُفُنـي
و الهُدْبُ أسطورةٌ كالحُبِّ في وَطَنِي
كلاهمـا نافـذٌ كالسهـمِ طعنـتُـهُ
ذا في الفؤادِ و ذا في سائرِ البَـدَنِِ
يا حُلْوَة َالطرْفِ ، يا وسنانةً أَبَـدَاً
ماذا فَعَلْتِ بـذاكَ الفاهـمِ الفَطِـنِ
أسهرتِهِ مثل نجمٍ تـاهَ فـي فَلَـكٍ
لا ذاق طعمَ الكرى، كلا ولا الوَسَنِ
كأنَّ سِرْبالَـهُ شـوكٌ ، ومَرقـدَهُ ُ
جَمْرٌ ، وأيامهُ فيضٌ مـن الشَّجَـنِ
عينـاكِ أغرقَتـا مُدْنـاً بأكملِهـا
فمن إذا غَرِقَـتْ مُدْنـي سينقذُنـي
و من سينقذُني مـن جَـوْرِ فاتنـةٍ
جارت فما نطقت بالحُبِّ من زَمَنِ
وكُنـتُ أقـرأهُ فـي كُـلِّ تمتمـةٍ
كَبَوْحِ عصفورةٍ للصُّبْـحِ والفَنَـنِ
وكُنتُ ألمحـهُ فـي كـلِّ ناظـرةٍ
هل خانني بَصَرِي عمداُ فأغرَقَنِـي
دقَّاتُ قلبكِ كـاد القلـبُ يسمعُهـا
قبل انطلاقتها كاللحنِ فـي أُذُنـي
كانت رسالةَََ عشقٍ أنـتِ أحرُفُهـا
وأنتِ عطرٌ زكا منهـا فأدهَشَنِـي
وأنتِ نرجسـةٌ أوراقهـا رَقَصَـتْ
على لُحُوني أنا ، في السِّرِّ والعَلَـنِ
ماذا تغيَّـرَ فيـكِ الآنَ يـا امـرأةً
أَغَرَّكِ الحُسْـنُ أم إطـراءُ مُفْتَتَـنِ
أم ظن ثغرُكِ .. يا لميا .. صبابتنا
ترمي عزائِمَنا بالضعـفِ والوَهَـنِ
إن كان غرَّكِ في العينينِ صفوهُما
أو أنني فيهما قد أَبْحَـرَتْ سُفُنِـي
فالبحرُ من غيرِ رسَّـامٍ يُصَـوِّرُهُ
غدا كقبرٍ ، وموجُ البحـرِ كالكَفَـنِ
والدرُّ .. في قبضةٍ ليست تُقَدِّرُهُ
حجارة ٌ في الثَّرى بِيعَتْ بلا ثَمَـنِ