يا طائرَ الصبحِ الجميلْ
هذا نداء التمرِ في صبحٍ عليل
هذا دعاء الفجرِ
للطيرِ المهاجرِ كي يعودْ .ْ
كي يرتمي
بعد الغيابِ
و وحشة المنفي البعيدِ
بحضنِ غابات النخيلْ .
هذا صدى طمي الفراتْ
و حنينُ دجلَةَ
للعصافيرِالتي ذاقت مرارات الشتات .
يا طائرَ الصبحِ الجميلْ :
لبِّ النداءَ
وعُد فقد سقط الظلام .
جمِّعْ قواكَ
و ردد اللحنَ الذي كانت تغنيه الفصولْ .
قل :
لن تهونَ كرامتي
قل مثلما كانت تقولْ .
واضرب بأجنحةِ التحدِّي
كي تُذيبَ المِلحَ في جوفِ الغمامْ .
عُد وانتصر للجُرحِ
في وطنٍ جَفَتْ آفاقَهُ شمسُ النهارْ .
ارجع لعُشِّكَ واسترِح
من بعد أن اضناكَ طولُ الإنتظارْ
جمِّع قواكَ
وقمْ إلي الشمسِ الطليقةْ .
فاعقد قِرانَكَ
و اكتُبا بدمِ التوحُّدِ
سِِفرَ ميلادٍ جديدْ.
افرد جناحَكَ حولها
و ارسم على ريش الجناحِ شعاعها.
لا تنتظرنا
إننا تُهنا بغاباتِ الكلامْ .
غرقت سفينتنا ببحرٍ
من خنوعٍ وانهزامْ
ضلّت قوافلنا التي حَمَلَتْ لنا الأمجادَ
من زمنٍ بعيدْ .
عثَرَت خيولُ العزِّ
فانثَلًمً الحسامْ .
ضلَّت قوافلنا فما وجَدَت سوى الحجاجِِ
يرفعُ سوْطَه
و جيوشُ " هولاكو " تُثيرُ النقعَ
في زمنِ الخنوعْ .
"جنكيزُ " لم يشبعْ
و لم يُطفئْ لظى عطشٍ قديمْ .
و جنودُهُ شربت دماءَ النهرِ
لوَّثَتِ الضفافْ .
الناس يا طيرَ الصباحِ
تُساقُ سَكْرَى كالخرافْ .
لا تنتطرْنا
واستمع لصدى السديمْ .
أنقذ بساتين الكرومِ من التصحِّرِ والجفاف
و امسح بكلِّ إبائِكَ المعهودِ دمعَكَ
و انتفِضْ .
رَبِّت على كتفِ العراقْ
خفِّف معاناةَ الملايينِ التي
ذاقت مرار الأسرِ
جُرِّعَت الهوانِ بكأسِ محتلٍ لئيمْ .
يا طائرَ الصبحِ الجميل :
هذا صباحٌ ليس في أصباغِهِ
لونُ الجراحْ
أنسامُهُ..
حَمَلَت شذا زهرِ البنفسجِ و النخيل
لكنَّ خلفكَ جاء صيّادٌ
يُهرولُ بالشِّباكْ .
يُغريكَ بالقمحِ الذي
سَرَقَتْهُ من غيطانِكَ الخضراءِ
أجنادُ الظلامْ
من بعدِ أن رَسَمَتْ ملامِحَ وجهِهِ كَفُّ الربيعْ
احذرْهُ لا تكنِ الضحيةَ من جديد
قاومْهُ
لا تركن ليأسٍ أو خضوع .
هذا نصيبُكَ أن تذوقَ المُرَّ
في خبز الرجوع ْ
لكنَّهُ الوطنُ الجميلْ
أَوَلا تهونُ لإجلِهِ الأرواحُ
في الزمنِ البخيلْ ؟