مدينة الأشواق
من أي بابٍ في مدينتكِ الرحيبةْ
تَلِجُ الخيولُ إلى مروجكِ يا حبيبةْ
يا قصةَ الظلِّ الوريفِ
و يا صدى فصل الخريفِ
و نسمة الصبحِ الرطيبةْ .
من أيِّ بابٍ
و المدينة أغلقت أبوابها
في وجه من أوحت لهُ
أوهامُهُ
يوماً بأن يجتاحَها
أو يستبيحَ سهولَها الخضرَ الخصيبهْ
***
من أي بابٍ أستطيعْ ؟
و على شواطئِ بحرِكِ اندحر الجميعْ
و تبددت كلُّ الأساطيلُ التي حملت شذا الأزهار
مهراً للربيعْ
و تراجعت مهزومةً
و الموجُ يكتبُ فوقَ وجهِ الرملِ
نصّاً من حكايتها العجيبْةْ .
و النورسُ البحريُّ ينقل للضُّحى
قصصاً رواها البحرُ عنكِ
و لم تزلْ
نقشاً بذاكرةِ المحارْ
وشماً على صدرِ النهارْ
لم تمْحُهُ الشمس اللهيبةْ
***
من أي بابٍ يا حبيبةْ ؟
من بابِكِ البحريِّ أدخلُ للعيونْ
فأنا خبيرٌ بالبحارِ
و بالعيون
و لسوف ترسو في مياهِكِ مركبي
فإذا أمرتُكِ فاركبي
فلقد أتيتُكِ بالهوى الجيّاشِ
بين جوانحي
لن تستطيعي درءَهُ
ـ أبداً ـ
فلا تتعجبي
إن قلتُ أنَّ مدائنَ العينينِ
قد صارت سليبةْ .
و غدت حدائقُ وجنتيكِ
و شهدُ ثغرِكِ
والفؤادُ
و كلُّ ما ملكت يمينُكِ لي ضريبةْ .
***
هذا صباح الإنتشاءْ
هذا صباحُ الفتحِ
أثرتهُ العصافيرُ الطليقةُ بالغناءْ
هذا صباحٌ
للأهازيجِ التي قد أطلقتها الطيرُ لحناً
في الفضاءْ .
لمّا فتحتُ مدينتيكِ
رأيتُ ما لم يستطعْ أحدٌ قبيلي
أن يراهْ
فوددتُ لو أني بقيتُ العمرَ في هذا المتاهْ
هيّا بنا
كي نرسمَ الأحلامَ يا عمري سويّا
فهنا سنبني عُشَّنا
و هنا سنعلنُ حبنا
فلتعلني لمدائن الأشواقِ موْلدَ نجمنا
إني أحبكِ
فانثريها في الفضاءات الرحيبةْ .
عطراً و لحناً صافيا
جابَ البلادَ و جاءَ نحوكِ معلنا
أن المسافة قد تلاشت بيننا
و سكنتُ قلبَكِ يا حبيبةْْ