يا حرفاً في جوفي
لماذا أصبحتُ مرغمةً على اجترارك
لَمْ تَلبس يوماً ثوبَ الخوفِ
ولَمْ تَرضى وقوفاً خَلف سِتارك
عَهِدّتُك قوي
تُعلِنُ ثورةً على العالم
تُقاوم وتقاوِم
وعند الحلِّ ......
لَمْ تَقْبل يوماً بالنصفِ
كُنتَ حازم
للحقِ مُلازم
برأسٍ مرفوع تُولد من فوهةِ قلمي
كـ مولود عرف مُنذُ وِلادَتِه
أَنّهُ الحاكم
تَرَبَّعتَ على عرشِ الكلمات
وكم من الحروف هزها الرجف
تحت تأثير زئيرك
فرَّت متلعثمةً تَجري
خلف الاقنعه تلتقط الانفاس
علّها هناك تجرُأ على النبحِ..........
وعلى نهجك المعهود
كنتَ تُكملُ المسير
مالي أراك اليوم تَفِرُّ من البوحِ
تَكسِر جناحَك
تَأبى أنْ تَطير
تلبِس نظّارةً سوداء
وأنت البصير
كنتَ ترقص على السطرِ
واليومَ تُسَمّي نفسك بالأسير
هل أَسْتَعطفُك وبكَ أَستجير؟
لتُساعدني
ونضع يداً بيد
كـ طفلٍ مازال يحبو
خُذْ بيدي
عَلّمني كيفَ أَخطُّ المصير
نَطَقَ الحرفُ وَبدأ بالتكبير
الله أكبر
الله أكبر
على مَنْ ظَلمني
فهو حَسْبي ونِعمَ الوَكيل
وقال :
لِي طَلَب أَخير
لَن أُخَلِّدَ ذِكرهم على صفحاتِك
ولهذا توقفتُ عن المسير
وعندما تُعجن الرمال
أعدك
سأخطُّ حَسناتِهم على قِمَمِّ الجبال
أعذروني
فهذا فقط
ما يُملي بِهِ علَيَّ الضَّمير.