اللغة العربية الفصحى، تعبير عن هوية العرب وعن انتمائهم لأعرق الحضارات،بيد أنها أضحت اليوم مهددة بالانقراض وهذا ما جاء على لسان منظمة اليونسكو ويعزى هذا الواقع إلى مجموعة من الأسباب لعل أبرزها اهتمام الآباء العرب بتعليم أبنائهم لغات أجنبية بدعوى أنها لغات العصر مع إهمالهم للغة العربية وهذا ما ضاعف حظوظ تدهورها.
نحن عرب بالاسم فقط لأننا لم نحافظ على هذا الميراث السامي الذي خلفه لنا أجدادنا تخلينا عن الأصل وبحثنا عن القشور،وأينما سؤلنا عن هوياتنا إلا وزعمنا أننا عرب،أصبحنا نفتقد إلى الارتجال و العفوية أثناء النقاش باللغة العربية،أصبح المعلم فينا و الأستاذ هو من يهتم إليها لأنه مجبر على التكلم بها وخاصة إذا كان مدرسا للغة العربية ،الفلسفة أو التربية الإسلامية ماعدا ذلك فاللغات الأجنبية حاضرة إلى جانب اللغة العامية.
من المذنب إذن،بالطبع هناك مذنبان المذنب الأول هم الغرب الذين أقحموا لغاتهم داخل مجتمعاتنا بدعوى"التبادل الثقافي"غير أن المصطلح الأصح هو"الغزو الثقافي"فهذا في حد ذاته استعمار غير مباشر،والمذنب الثاني هو نحن، نحن من سمح للغرب القضاء على لغتنا العربية دون أن نحرك ساكنا،استقبلنا لغاتهم بالأحضان ودسنا على لغتنا الأم وها نحن الآن نكرر نفس الموقف بتفرجنا على لغتنا العربية وهي تحتضر وليس بيننا من يتجرأ على إغاثتها.