وكفاني أَنَّ لي أطفالَ أترابي | |
ولي في حُبِّهم خمرٌ وزادْ | |
مِن حصادِ الحَقلِ عندي ما كفاني | |
وكفاني أنَّ لي عيدَ الحصادْ, | |
أنَّ لي عيدًا وعيدْ | |
كُلَّما ضَوَّأَ في القَريةِ مصباحٌ جديدْ, | |
غَيرَ أَنِّي ما حملتُ الحب للموتى | |
طيوبًا, ذهبًا, خمرًا, كنوزْ | |
طفلُهُم يُولدُ خفَّاشًا عجوزْ | |
أينَ مَنْ يُفني ويُحيي ويُعيدْ | |
يتولَّى خَلْقَه طفلاً جديدْ | |
غَسْلَهُ بالزيتِ والكبريت | |
مِن نَتنِ الصديدْ | |
أينَ مَن يُفْني ويُحيي ويُعيد | |
يَتَولّى خَلْقَ فرخ النسرِ | |
مِن نَسلِ العَبيدْ | |
أنكَرَ الطفلُ أباهُ, أُمَّهُ | |
ليسَ فيه منهُما شبْهٌ بَعيدْ | |
ما لَهُ يَنْشَقُّ فينا البَيْتُ بَيْتَينِ | |
وَيَجري البَحرُ ما بَيْنَ جديدٍ وعتيقْ | |
صرخةٌ, تقطيعُ أرحامٍ, | |
وتَمزيقُ عُروقْ, | |
كَيفَ نَبقي تحتَ سَقفٍ واحدٍ | |
وبحارٌ بيننا.. سورٌ.. | |
وصَحراءُ رمادٍ باردِ | |
وجليدْ. | |
ومتى نطفرُ مِن قبوٍ وسجْنِ | |
ومتى, ربَّاهُ, نشتدُّ ونبني | |
بِيَدينا بَيتنا الحُرَّ الجَديدْ | |
يَعبرونَ الجِسرَ في الصبحِ خفافًا | |
أَضلُعي امتَدَّتْ لَهُم جِسْرًا وطيدْ | |
مِن كُهوفِ الشرقِ, مِن مُستنْقعِ الشَرقِ | |
إِلى الشَّرقِ الجديدْ | |
أَضْلُعي امْتَدَّتْ لَهُم جِسرًا وطيدْ | |
"سوفَ يَمضونَ وتَبْقى" | |
"صَنَمًا خلَّفَهُ الكهَّانُ للريحِ" | |
"التي تُوسِعُهُ جَلْدًا وَحرْقًا" | |
"فارغَ الكَفَّيْنِ, مصلوبًا, وحيدْ" | |
"في ليالى الثَّلْجِ والأفقُ رمادٌ" | |
"ورمادُ النارِ, والخبز رمادْ" | |
"جامِدَ الدَّمْعَةِ في لَيْلِ السهادْ" | |
"ويوافيكَ مع الصبحِ البريدْ:" | |
".. صَفحَةُ الأخبارِ.. كم تجترّ ما فيها" | |
"تُفَلِّيها.. تُعيدْ..!" | |
"سوفَ يَمضونَ وتبقى" | |
"فارغَ الكَفَّيْن, مصلوبًا, وحيدْ". | |
*** | |
اِخرسي يا بُومةً تقرعُ صدري | |
بومةُ التاريخِ مِنِّي ما تُريدْ? | |
في صَناديقي كُنوزٌ لا تَبيدْ: | |
فرحي في كُلِّ ما أَطعَمتُ | |
مِن جَوهرِ عُمْري, | |
فَرَحُ الأيدي التي أعْطَتْ وإِيمانٌ وذِكرى, | |
إنَّ لي جَمْرًا وخَمْرًا | |
إِنَّ لي أطفالَ أترابي | |
ولي في حُبِّهم خَمْرٌ وزادْ | |
مِن حصادِ الحَقْلِ عندي ما كفاني | |
وكفاني أنَّ لي عيدَ الحصادْ, | |
يا مَعادَ الثلجِ لَن أخْشاكَ لي خَمْرٌ وجَمْرٌ للمَعادْ |