كم خفضنا الجناح للجاهلينا | و عذرناهم فما عذرونا
|
خبّروهم ، يا أيّها العاقلونا
|
إنّما نحن معشر الشعراء | يتجلّى سرّ النبوّة فينا
|
*
|
ذكّروهم ، فربّ خير كبير | فعلته الهداة بالتّذكير
|
إنّما الناس من تراب و نور
|
فبنو النّور يعبدون النورا | و بنو الطين يعبدون الطينا
|
*
|
قيل عنّا قصورنا من هباء | تتلاشى في ضحوة و مساء
|
أو سطور بالماء فوق الماء
|
لوسكنتم قصورنا بعض ساعة | لنسيم شهوركم و السنينا
|
*
|
لو دخلتم هياكل الإلهام | و سرحتم في عالم الأحلام
|
و اجتليتم سرّ الخيال السّامي
|
و عرفتم كما عرفنا الله | لخررتم أمامنا ساجدينا
|
*
|
قد سقتنا الحياة كاسا دهاقا | حسنت نكهة ، و طابت مذاقا
|
و سقينا ممّا شربنا الرّفاقا
|
فتركناهم حيارى سكارى | يتمنّون أنّهم لا يعونا
|
*
|
همّكم في الكؤوس و الأكواب | آه لو كان همّكم في الشّراب
|
لطرحتم ! عنّكم قيود التّراب
|
و شعرتم بلذّة أو عذاب | هذه الخمر ليتكم تشربونا
|
*
|
أتقولون إنّه مجنون ! | أتقولون أنّه مفتون !
|
أتقولون شاعر مسكين !
|
كم مليك ، كم قائد ، كم وزير | ودّ لو كان شاعرا مسكينا ؟
|
*
|
عاش " ملتن " فلم يكن مذكورا | و هوميروس " كالشّيخ " كان ضريرا
|
و لقد مات " ابن برد " فقيرا
|
أرأيتم كما رأى العميان ؟ | أفلستم بنورهم تهتدونا ؟ |