أتُرى هلْ جُنَّ حسِّي فانطوى الرعبُ
|
تُرى عادَ الصدى, عادَ الدُّوارْ?
|
مَن تُرى زحزح ليلَ السجنِ عن صدري
|
وكابوسَ الجدار?
|
اَلكوى العميا يغطّيها
|
سوادٌ رَطِبٌ, طينٌ عتيقْ
|
اَلكوى ما للكوى تنشقُّ
|
عن صبحٍ عميقْ
|
وصدى يهزج من صوب الطريقْ:
|
"هِيَ, والشَّمسُ, وضحكات الصغارْ,"
|
"وبقايا الخِصبِ في الحَقْل البوارْ,"
|
"كلُّها تذكر ظلِّي, تَعَبي"
|
"كَفِّي المغَنِّي للبذار"
|
"كلُّها تُغري وتُغري بالفرار".
|
طالما أغرى الصدى قلبي وجفني
|
طالما راوَغَني صوت المُغنِّي
|
طالما أدْمَتْ يدي جدْرانُ سِجني
|
طالما ماتَتْ على كيْد الجدارْ
|
ردَّ باب السِّجنِ في وجه النهارْ
|
كان قبل اليوم يُغري العفوُ
|
أو يُغري الفرارْ
|
قبلَ أن تصدأ في قلبي الثواني
|
لا صدى تُحصيهِ, لا حمَّى انتظارْ
|
قبل أن تمتصَّني عتمَةُ سجني
|
قبْلَ أنْ يأكُلَ جفنيَّ الغبارْ
|
قبلَ أنْ تنحلَّ أشلاءُ السَّجينْ
|
رِمَّةً, طينًا, عِظامًا
|
بعثَرتْها أرجلُ الفيرانِ
|
رثَّت من سنينْ
|
كيْفَ تلتمُّ وتحْيا وتلينْ,
|
كيف تخضرُّ خُيوطُ العنكبوتْ
|
تتَشهَّى عودَةً للمَوْتِ
|
في دنيا تموتْ?
|
ما الذي يَهْذي تُرى?
|
صوتُ المُغنِّي
|
لم يعد يخْدع كَفَّيَّ وجفني
|
لم يعد يخدعني العَفوُ اللَّعينْ
|
بعد أن رثَّت عظامي من سنينْ
|
هل أخَلِّيها, أُخلِّيها وأمضي
|
خاويَ الأعضاءِ وجهًا لا يبينْ
|
شبحًا تجلده الريحُ
|
وضوءُ الشمْس يُخزيهِ
|
وضحكاتُ الصغارْ
|
يتخَفَّى من جدارٍ لجِدارْ
|
ردَّ باب السِّجْن في وجه النهارْ
|
كان قبل اليومِ
|
يُغري العفو أو يُغري الفرار
|