عاطيتهافي الكأس مثل رضابها | تسري إلى القلب الجبان فيشجع |
يطفو الحباب على أديم كؤوسها | فكأنّ تبرأ باللّجين يرصّع |
وكأنما تلك الكؤوس نواظر | تبكي، وهاتيك الفواقع أدمع |
مشمولة تغري بصفرتها البخيل | بها فيطمع بالنّضار وتطمع |
شمطاء إلاّ أنها محجوبة ، | عذراء إلاّ أنها لا تمنع |
ما زلت أسقيها إلى أن أخضعت | منها فؤادا للهوى لا يخضع |
فعلت بها مثل الذي فعلت بنا | ألحاظها ، إنّ اللّحاظ لتصرع |
لما انتشت ومضى الخفاء لشأنه | باحت إلّي بما تكنّ الأضلع |
برح الحياء وأعلنت أسرارها | إنّ الحياء لكلّ خود برقع |
فعلت أني قد خدعت بحبّها | زمنا، وكنت أظنني لا أخدع |
ما كنت أعلم قبل أن أسكرتها | أنّ الفؤاد بحبّ غيري مولع |
فتركتها نشوى تغالب أمرها | والأمر بعد وقوعه لا يدفع |
ورجعت عنها واثقا من أنّ ما | قد كان حبّي لها لا يرجع |
لبكيت لو أن البكاء أفادني | وندمت لو أنّ الندامة تنفع |