قصيدة إلى سركون بولص
|
*********
|
هل كان عليَّ أن أخرج اليوم لأمسّد
|
بأصابعي الصغيرة قذيفةَ الأعداء
|
أن أذهب في طريق يذوب إسفلتها مستعيداً
|
عمَّالَ منجمه الذين تناثروا
|
بديناميت
|
مستعيداً عميانه، وبوهمييّن قدامى
|
يراقبون انسلاخَ الآرض عن جلدها
|
كقرصان محروق
|
هل كان عليَّ أن أخرج لأذهب إليكِ
|
بعد موت آخر أرساغي، وقدميّ، ويديَّ المتعانقتين
|
كعريسين أُطلِقَ عليهما الرصاصُ قبل المساء
|
بعد أن جُرِّدتُ من أسلحتي جميعها في وادٍ
|
يلعب فيه المغول،
|
وأذهب إليكِ الآن، أحاول أن أذهب إليكِ
|
بما بقي لي:
|
فكُّ مدروزة بالرصاص
|
نُصبتْ علامةً للجنود في وقت فراغهم
|
رأسٌ يوضع عادةً فوق كتفين كفلّينة تقاوم حوتاً في رأس صنَّارة
|
ذراعٌ لا تستطيع التلويح
|
قريةٌ بعيدة، بعيدة جداً
|
انبثقتْ ذات يوم من دخان السطوح
|
وشجرة
|
تزيّنها ابتساماتُ الغربان.
|
أحاول أن أذهب إليكِ
|
وذلك لا يستدعي سوى رحلة بسيطة:
|
نزهةِ رصاصة
|
بين التباريس وشارع الحمراء
|
لكنَّ ضفَّتيك مفصولتان ببحر لامع من المتفجرات
|
وحرّاس بابك يركلونني، فأتدحرج
|
أتدحرج
|
بلا قرار.
|