اعْتِذَارٌ غَيْرُ وَاجِب ...!
(في معتقل الخيام في عيد تحرير جنوب لبنان)
سَأخْتَصِرُ القَوْلَ حينًا لكَيْ لا أُطيلَ على الجَالسينْ ...
فَلَسْتُ مِنَ الشُّعَرَاءِ الذينَ يُجيدُونَ تَوْزيعَ مَعَنًى بَسيطٍ على ألفِ بَيْتٍ
مِنَ الشِّعْرِ بُغْيَةَ تَصْفيقِ حَشْدٍ مِنَ الحَاضِرينْ ...
و سَوْفَ أُطيلُ ببعض التَّفَاصيلِ كَيْ لا تَتُوهَ المَعَاني عَنِ السَّامِعينْ ...
فَلَسْتُ مِنَ الشُّعَرَاءِ الذينَ يُحِبُّونَ إفْرَاغَ كَأْسِ القَصِيدَةِ في جَرْعَةٍ
قَدْ تُسَبِّبُ غُصَّةَ بَعْضٍ مِنَ الشِّارِبينْ ...
و رُبَّ اخْتِصَارٍ يُسَبِّبُ عِلْمًا أكيدا ...
و رُبَّ شُرُوحٍ تُقَرِّبُ مَعنًى بَعيدا ...
و رُبَّ مَقَالٍ يُرَاعي المَقَامَ يُوَرِّثُ عِلْمًا مُفيدا ...
و رُبَّ قَصيدَةِ حَقٍّ تَنَزَّلُ كالوَحْيِ تُطْفِيءُ لَوْعَةَ حُزْنٍ على المُؤْمِنينْ ...!
أنَا ...
مَنْ أنَا ... ؟
غَيْرُ مَاضٍ مِنَ المَجْدِ يَحْفَظُهُ الأقْرَبونَ كَمَا الأبْعَدينْ ...!
أنَا ...
مَنْ أنَا ... ؟
لَسْتُ سَيْفَ عَليٍّ
و لَسْتُ دِمَاءَ الحُسَيْنِ
و لَسْتُ جُنُودَ يَزيدْ ...!
و لَسْتُ عَمِيلَ العَدُوِّ
و لَسْتُ القَوِيَّ الأمينْ ...!
أنَا ... مَنْ أنَا ... !
عَقْلُ حُرٍّ عَلَيْهِ تَأمَّرَ حِزْبُ عَبيدْ ...!
أنَا البَحْرُ في القَاعِ كَنْزي الثـَّمِينْ ...
أنَا قَاهِرُ النَّارِ – مِثـْلُ الخَليلِ –
و نَاريَ تَصْرُخُ هَلْ مِنْ مَزيدْ ...
أنَا صَاحِبُ الأرْضِ تَفْخَرُ دَوْمًا بأبْنَائهَا ...
و تَأْكُلُ حينًا بأَثـْدَائهَا ...
أنَا سَيَّدُ الأرْضِ تَخْلُدُ للأرْضِ شَيْئًا مِنَ الدَّهْرِ
(لَيْسَ جَدِيدًا عَلَيْنَا)
و تَخْضَعُ حينًا لأعْدَائهَا ...
أنَا حَارِسُ الأرْضِ أرْفَعُهَا – رَغْمَ حُكْمِ الخَسِيسِ – لعَلْيَائهَا ...!
أنَا زَارِعُ الأرْضِ و الأَرْضُ تَمْلُكُ رُوحي
فَطُوبَى لأرْضِي سَقَتْهَا كُفُوفُ المُحِبِّينَ مِنْ مَائهَا ...!
يَلُومُ عَلَيَّ عَدُوِّي صُمُودي ...
يَلُومُ عَلَيَّ بَنُو العَمِّ فَخْري بِبَعْضِ جُدُودي ...
يَلُومُ عَلَيَّ القَريبُ الذي لَيْسَ يَعْرِفُ حَالي اعْتِيَادَ القُيُودِ ...
يَلُومُ عَلَيَّ الغَريبُ الذي قَدْ تَلَوَّنَ في ألْفِ شَكْلٍ صُدُودي ...
وفي آخِرِ الليلِ دَوْمًا
يَلُومُ عَلَيَّ ضَمِيري تَأخُّرَ وَقْتِ صُعُودي ...!
و يَشْفَعُ لي في الزَّمَانِ خُلُودي ...
و يَشْفَعُ لي في المَكَانِ حُدُودي ...
و يَشْفَعُ لي في المُرُوءَةِ أنِّي أَصُونُ عُهُودي ...!
بَني العَمِّ ...
لا يَزْأَرَنَّ ابْنُ عَمٍّ بوَجْهِي بقَوْلٍ تَخَثـــَّر عَبْرَ السِّنينَ :
" كَمَا كُنْتُمُو قَدْ تَوَلَّى عَلَيْكُمْ " ...
فَذَلِكَ صَعْبٌ عَلى مَذْهَبي ...!!!
إذا كَانَ ذَلِكَ حَقًا فَكَيْفَ تَوَلَّى عَلَيْنَا مُلُوكٌ مِنَ التُّرْكِ و العُجْمِ و الزِّنْجِ و الفُرْسِ
لَيْسَتْ تَلَفَّظُ شَيْئًا مِنَ الشِّعْرِ مِنْ لَفْظِنَا اليَعْرُبي ...؟
و كَيْفَ تَوَلَّى لِدَهْرٍ عَلَيْنَا الذي لَيْسَ يَحْفَظُ حَقًا لآلِ النَّبِي ...؟
إذا كَانَ ذَلِكَ حَقًا فَكَيْفَ تَوَلَّى عَلَيْنَا غَبي ...؟
أقُولُ – و قَوْلُ القَصِيدَةِ حَقٌ – :
يُوَلَّى عَلَيْنَا
عَلَيْكُمْ
عَلَى الكُلِّ
مَنْ يَخْدِمُ الأجْنَبي ...!
لذَلِكَ إنِّي لَعَنْتُ الذي صَارَ – بالزُّورِ – شَيْخَ القَبيلَةِ أَلْفَا ...!
و أرْسَلْتُ للقَصْرِ بالأمْسِ جَيْشِي حَرْفَا ...
و أنِّي أرَى اليَوْمَ مِنْ حَوْلِ قَصْرِ المَذَلَّةِ زَحْفَا ...
و رُبَّ قَصيدٍ يُهَيِّئُ للظُّلْمِ حَتْفَا ...
و رُبَّ مَرِيضٍ إذا مَا تَمَرَّدَ يُشْفَى ...
و رُبَّ جَوَابٍ فَصِيحٍ سَيَهْزِمُ مَاذا و أيْنَ و كَيْفَ ...!
بَني العَمِّ مَهْلاً ...
فلَسْتُ بِحُرٍّ إذا كَانَ شَيْخُ القَبيلَةِ عَبْدا ...!
و لَسْتُ بِعَبْدٍ إذا كَانَ شَيْخُ القَبيلَةِ وَغْدا ...!
بَني العَمِّ لا تَشْنُقُوني فَلَسْتُ بتِلْكَ المَذَلَّةِ فَرْدا ...
أرَانَا جَميعًا – فَخَائِذَ تِلْكَ القَبيلَةِ – نَزْحَفُ في خَنْدَقِ الليلِ
نَخْطُبُ للفَجْرِ وُدًّا ...
فَإنْ أدْرَكَ البَعْضُ فَجْرًا
سَتَأْبَى المُرُوءَةُ مِنْهُ يُعَيِّرُنَا بالظَّلامِ اسْتَبَدَّا ...
فَصَبْرًا جَميلاً على ابْنِ عُمُومَتِكُمْ
فَهْوَ يَزْحَفُ نَحْوَ الصَّبَاحِ المُفَدَّى ...!
بَني العَمِّ ...
هَذا اعْتِذَاري ...
و لَيْسَ عَلَيَّ اعْتِذَارْ ...
بَني العَمِّ ...
لا تَطْلُبُوا قَبْلَ مَدِّ القَضِيبِ انْطِلاقَ القِطَارْ ...
و لا تَطْلُبُوا أنْ أُشَيِّدَ سَقْفَ البِنَايَةِ قَبْلَ ارْتِفَاعِ الجِدَارْ ...
تُرَى تَقْبَلُونَ اتِّهَامي لَكُمْ بالصَّغَارْ
إذا قَبِلَ البَعْضُ مِنْكُمْ حَيَاةَ الصَّغَارْ ...؟
بَني العَمِّ ...
لَسْتُمْ جَميعًا صِغَارًا و إنْ كَانَ فيكُم صِغَارْ ...
و لَسْنَا حَميرًا إذا كَانَ فينَا حِمَارْ ...!
بَني العَمِّ ...
تَدْرُونَ لَيْسَ التَّمَرُّدُ سَهْلا ...!
و لَيْسَ عَلَيَّ اعْتِذَارٌ إذا كُنْتُ أحْرُثُ للصُّبْحِ حَقْلا ...
و أصْقُلُ سَيْفِيَ للحَقِّ صَقْلا ...
و أزْرَعُ عَزْمِيَ في الأرْضِ نَخْلا ...
و أرْضِيَ بالنُّورِ حُبْلَى ...
بَني العَمِّ ...
لَيْسَ عَلَيَّ اعْتِذَارٌ ...
فَمَا ذَنْبُ قَوْمِي إذا كَانَ شَيْخُ القَبيلَةِ نَذْلا ...؟؟؟
(في معتقل الخيام في عيد تحرير جنوب لبنان)
سَأخْتَصِرُ القَوْلَ حينًا لكَيْ لا أُطيلَ على الجَالسينْ ...
فَلَسْتُ مِنَ الشُّعَرَاءِ الذينَ يُجيدُونَ تَوْزيعَ مَعَنًى بَسيطٍ على ألفِ بَيْتٍ
مِنَ الشِّعْرِ بُغْيَةَ تَصْفيقِ حَشْدٍ مِنَ الحَاضِرينْ ...
و سَوْفَ أُطيلُ ببعض التَّفَاصيلِ كَيْ لا تَتُوهَ المَعَاني عَنِ السَّامِعينْ ...
فَلَسْتُ مِنَ الشُّعَرَاءِ الذينَ يُحِبُّونَ إفْرَاغَ كَأْسِ القَصِيدَةِ في جَرْعَةٍ
قَدْ تُسَبِّبُ غُصَّةَ بَعْضٍ مِنَ الشِّارِبينْ ...
و رُبَّ اخْتِصَارٍ يُسَبِّبُ عِلْمًا أكيدا ...
و رُبَّ شُرُوحٍ تُقَرِّبُ مَعنًى بَعيدا ...
و رُبَّ مَقَالٍ يُرَاعي المَقَامَ يُوَرِّثُ عِلْمًا مُفيدا ...
و رُبَّ قَصيدَةِ حَقٍّ تَنَزَّلُ كالوَحْيِ تُطْفِيءُ لَوْعَةَ حُزْنٍ على المُؤْمِنينْ ...!
أنَا ...
مَنْ أنَا ... ؟
غَيْرُ مَاضٍ مِنَ المَجْدِ يَحْفَظُهُ الأقْرَبونَ كَمَا الأبْعَدينْ ...!
أنَا ...
مَنْ أنَا ... ؟
لَسْتُ سَيْفَ عَليٍّ
و لَسْتُ دِمَاءَ الحُسَيْنِ
و لَسْتُ جُنُودَ يَزيدْ ...!
و لَسْتُ عَمِيلَ العَدُوِّ
و لَسْتُ القَوِيَّ الأمينْ ...!
أنَا ... مَنْ أنَا ... !
عَقْلُ حُرٍّ عَلَيْهِ تَأمَّرَ حِزْبُ عَبيدْ ...!
أنَا البَحْرُ في القَاعِ كَنْزي الثـَّمِينْ ...
أنَا قَاهِرُ النَّارِ – مِثـْلُ الخَليلِ –
و نَاريَ تَصْرُخُ هَلْ مِنْ مَزيدْ ...
أنَا صَاحِبُ الأرْضِ تَفْخَرُ دَوْمًا بأبْنَائهَا ...
و تَأْكُلُ حينًا بأَثـْدَائهَا ...
أنَا سَيَّدُ الأرْضِ تَخْلُدُ للأرْضِ شَيْئًا مِنَ الدَّهْرِ
(لَيْسَ جَدِيدًا عَلَيْنَا)
و تَخْضَعُ حينًا لأعْدَائهَا ...
أنَا حَارِسُ الأرْضِ أرْفَعُهَا – رَغْمَ حُكْمِ الخَسِيسِ – لعَلْيَائهَا ...!
أنَا زَارِعُ الأرْضِ و الأَرْضُ تَمْلُكُ رُوحي
فَطُوبَى لأرْضِي سَقَتْهَا كُفُوفُ المُحِبِّينَ مِنْ مَائهَا ...!
يَلُومُ عَلَيَّ عَدُوِّي صُمُودي ...
يَلُومُ عَلَيَّ بَنُو العَمِّ فَخْري بِبَعْضِ جُدُودي ...
يَلُومُ عَلَيَّ القَريبُ الذي لَيْسَ يَعْرِفُ حَالي اعْتِيَادَ القُيُودِ ...
يَلُومُ عَلَيَّ الغَريبُ الذي قَدْ تَلَوَّنَ في ألْفِ شَكْلٍ صُدُودي ...
وفي آخِرِ الليلِ دَوْمًا
يَلُومُ عَلَيَّ ضَمِيري تَأخُّرَ وَقْتِ صُعُودي ...!
و يَشْفَعُ لي في الزَّمَانِ خُلُودي ...
و يَشْفَعُ لي في المَكَانِ حُدُودي ...
و يَشْفَعُ لي في المُرُوءَةِ أنِّي أَصُونُ عُهُودي ...!
بَني العَمِّ ...
لا يَزْأَرَنَّ ابْنُ عَمٍّ بوَجْهِي بقَوْلٍ تَخَثـــَّر عَبْرَ السِّنينَ :
" كَمَا كُنْتُمُو قَدْ تَوَلَّى عَلَيْكُمْ " ...
فَذَلِكَ صَعْبٌ عَلى مَذْهَبي ...!!!
إذا كَانَ ذَلِكَ حَقًا فَكَيْفَ تَوَلَّى عَلَيْنَا مُلُوكٌ مِنَ التُّرْكِ و العُجْمِ و الزِّنْجِ و الفُرْسِ
لَيْسَتْ تَلَفَّظُ شَيْئًا مِنَ الشِّعْرِ مِنْ لَفْظِنَا اليَعْرُبي ...؟
و كَيْفَ تَوَلَّى لِدَهْرٍ عَلَيْنَا الذي لَيْسَ يَحْفَظُ حَقًا لآلِ النَّبِي ...؟
إذا كَانَ ذَلِكَ حَقًا فَكَيْفَ تَوَلَّى عَلَيْنَا غَبي ...؟
أقُولُ – و قَوْلُ القَصِيدَةِ حَقٌ – :
يُوَلَّى عَلَيْنَا
عَلَيْكُمْ
عَلَى الكُلِّ
مَنْ يَخْدِمُ الأجْنَبي ...!
لذَلِكَ إنِّي لَعَنْتُ الذي صَارَ – بالزُّورِ – شَيْخَ القَبيلَةِ أَلْفَا ...!
و أرْسَلْتُ للقَصْرِ بالأمْسِ جَيْشِي حَرْفَا ...
و أنِّي أرَى اليَوْمَ مِنْ حَوْلِ قَصْرِ المَذَلَّةِ زَحْفَا ...
و رُبَّ قَصيدٍ يُهَيِّئُ للظُّلْمِ حَتْفَا ...
و رُبَّ مَرِيضٍ إذا مَا تَمَرَّدَ يُشْفَى ...
و رُبَّ جَوَابٍ فَصِيحٍ سَيَهْزِمُ مَاذا و أيْنَ و كَيْفَ ...!
بَني العَمِّ مَهْلاً ...
فلَسْتُ بِحُرٍّ إذا كَانَ شَيْخُ القَبيلَةِ عَبْدا ...!
و لَسْتُ بِعَبْدٍ إذا كَانَ شَيْخُ القَبيلَةِ وَغْدا ...!
بَني العَمِّ لا تَشْنُقُوني فَلَسْتُ بتِلْكَ المَذَلَّةِ فَرْدا ...
أرَانَا جَميعًا – فَخَائِذَ تِلْكَ القَبيلَةِ – نَزْحَفُ في خَنْدَقِ الليلِ
نَخْطُبُ للفَجْرِ وُدًّا ...
فَإنْ أدْرَكَ البَعْضُ فَجْرًا
سَتَأْبَى المُرُوءَةُ مِنْهُ يُعَيِّرُنَا بالظَّلامِ اسْتَبَدَّا ...
فَصَبْرًا جَميلاً على ابْنِ عُمُومَتِكُمْ
فَهْوَ يَزْحَفُ نَحْوَ الصَّبَاحِ المُفَدَّى ...!
بَني العَمِّ ...
هَذا اعْتِذَاري ...
و لَيْسَ عَلَيَّ اعْتِذَارْ ...
بَني العَمِّ ...
لا تَطْلُبُوا قَبْلَ مَدِّ القَضِيبِ انْطِلاقَ القِطَارْ ...
و لا تَطْلُبُوا أنْ أُشَيِّدَ سَقْفَ البِنَايَةِ قَبْلَ ارْتِفَاعِ الجِدَارْ ...
تُرَى تَقْبَلُونَ اتِّهَامي لَكُمْ بالصَّغَارْ
إذا قَبِلَ البَعْضُ مِنْكُمْ حَيَاةَ الصَّغَارْ ...؟
بَني العَمِّ ...
لَسْتُمْ جَميعًا صِغَارًا و إنْ كَانَ فيكُم صِغَارْ ...
و لَسْنَا حَميرًا إذا كَانَ فينَا حِمَارْ ...!
بَني العَمِّ ...
تَدْرُونَ لَيْسَ التَّمَرُّدُ سَهْلا ...!
و لَيْسَ عَلَيَّ اعْتِذَارٌ إذا كُنْتُ أحْرُثُ للصُّبْحِ حَقْلا ...
و أصْقُلُ سَيْفِيَ للحَقِّ صَقْلا ...
و أزْرَعُ عَزْمِيَ في الأرْضِ نَخْلا ...
و أرْضِيَ بالنُّورِ حُبْلَى ...
بَني العَمِّ ...
لَيْسَ عَلَيَّ اعْتِذَارٌ ...
فَمَا ذَنْبُ قَوْمِي إذا كَانَ شَيْخُ القَبيلَةِ نَذْلا ...؟؟؟