وربّت أمريكيّة خلت ودّها | يدوم، ولكن ما لغانية ودّ
|
صبوت إلى هند فلمّا رأيتها | سلوت بها هندا وما صنعت هند
|
وأوحت لها عيناي أنّ صبابة | تلجلج في صدري وأحذر أن تبدو
|
فألقت إلى أترابها وتبسّمت | أعي سكوت الصّب أم صمته عمد؟
|
فقلت سلام اللّه ، قالت وبرّه | فقلت : أهزل ذلك القول أم جدّ
|
وأمسكت أنفاسي وأزهقت مسمعي | ففي نفسي جزر وفي مسمعي مدّ
|
فقالت وددنا لو عرفنا من الفتى | وما يبتغيه ؟ قلت ما يبتغي العبد؟
|
قتيل ولكن ثوبه كفن له | وكلّ مكان يتريح به لحد
|
فإن لم يكن من نظرة ترأب الحشا | فردّي عليه قلبه وبه زهد
|
فضرّج خدّيها احمرار كأنّما | تصاعد من قلبي إلى خدّها الوجد
|
وقرّبها منّي وقرّبني الهوى | إلى أن ظننّا أنّنا واحد فرد
|
وكهرب روحينا فلمّا تنهدت | تنهّدت حتّى كاد صدري ينهد
|
وكان حديث خلت أنّي حفظته | فأذهلني عنه الّذي كان من بعد
|
أمرت فؤادي أن يطيع فؤادها | فيبكي كما تبكي وتشدو كما تشدو
|
وقلت لنفسي هذه منتهى المنى | وهذا مجال الشّكر إن فاتك الحمد
|
فإن ترعني عنها ، وفيك بقيّة ، | فما أنت نفسي إنّما أنت لي ضدّ
|
ومرّت ليال والمنى تجذب المنى | وقلبي ، كما شاءت ، يلين ويشتدّ
|
نروح ونغدو واللّيالي كأنها | وقوف لأمر لا تروح ولا تغدو
|
رأى الدّهر سدّا حول قلبي وقلبها | فما زال حتّى صار بينهما السّدّ
|
خدعت بها والحرّ سهل خداعه | فلا طالعي يمن ولا كوكبي سعد
|
وكنا تعاهدنا على الموت في الهوى | فما لبثت إلاّ كما يلبث الورد
|
كأنّي ما ألصقت ثغري بثغرها | ولا بات زندي وهو في جيدها عقد
|
ولم نشتمل بالليل والحيّ نائم | ولم نستتر بالرّوض واللّيل ممتدّ
|
ولا هزّنا شدو الحمائم في الضّحى | ولا ضمّنا بيت ولم يحونا برد
|
أإن لاح في فودي القتير نكرتني | أيزهد في الصّمصام إن خلق الغمد
|
لئن كان لون الشّعر ما تعشقينه | فدم أبيضا مادمت يا شعري الجعد
|
فلا تشمتي منّي فلست بمأمن | ولا تزهدي فيه، فليس به زهد
|
هو الفاتح الغازي الذي لا تردّه | عن الفاتح الغازي قلاع ولا جند
|
فلو كان غير الشّيب عني صرفته | ولكنّ حكم اللّه ليس له ردّ
|
وإن تعرضي عن مفرقي وهو أبيض | فيا طالما قبلته وهو مسودّ
|
شفى اللّه نفسي لا شفى اللّه نفسها | ولا غاب عن أجفانها الدّمع والسّهد
|
ولا قدّها غصن ولا خيزرانة | ولا خصرها غور ولا ردفها نجد
|
ولا وجهها شمس ولا شعرها دجى | ولا صدّها حرّ ولا وصلها برد
|
أحبّ إلى نفسي الرّدى من لقائها | وأجمل في عينّي من وجهها القرد
|
فإن تلمس الثّوب الّذي أنا لابس | قددت بكفّي الثوب من قبل ينقدّ
|
وإن تقرب الدّار التي أنا ساكن | هجرت مغانيها ولو أنّها الخلد
|
فإن كان غيري لم يزل دينه الهوى | فإني ، ولا أخشى الملامة ، مرتدّ!! |