تبدّل قلبي من ضلالته رشدا | فلا أرب فيه لهند و لا سعدى
|
و لم تخب نار الوجد فيه و لا انطوت | و لكن هيامي صار بالأنفع الأجدى
|
و ما الزهد في شيء سوى حبّ غيره | أشدّ الورى نسكا أشدهم وجدا
|
أحبّ سواي العيش لهوا وراحة | و انكرته لهوا فأحببته كدّا
|
و ما دام في الدنيا سمو ورفعه | فما أنا من يرضى و يقنع بالأردا
|
...
|
هو الموت أن نحيا شياها وديعه | و قد صار كلّ الناس من حولنا أسدا
|
و أن نكتفي بالأرض نسرح فوقها | و قد ملكوا من فوقنا البرق و الرعدا
|
و أن ينشروا في كلّ أفق بنودهم | و أن لا نرى فوق السّماك لنا بندا
|
...
|
تأملت ماضينا المجيد الذي انقضى | فزلزل نفسي أنّه انهار و انهدا
|
و كيف امّحت تلك الحضارات كلّها | و صارت بلاد أنبتتها لها لحدا
|
و صرنا على الدنيا عيالا و طالما | تعلّم منا أهلها البذل و الرفدا
|
و نحن الألى كان الحرير برودهم | على حين كان الناس ملبسهم جلدا
|
...
|
إذا الأمس لم يرجع فإنّ لنا غدا | نضيء به الدنيا و نملأها حمدا
|
و تلبسنا في الليل آفاقه سنا | و تنشرنا في الفجر أنسامه ندّا
|
فإنّ نفوس العرب كالشهب ، تنطوي | و تخفى ، و لكن ليس تبلى و لا تصدا
|
و مثل اللآلي لا يخيس جمالها | و إن هي لم ترصف و لم تنتظم عقدا
|
إذا اختلفت رأيا فما اختلفت هوى ، | أو افترقت سعيا فما افترقت قصدا |