كان على خوان ربّ المال | كأسان : من خمر ومن زلال
|
هاتيك في الحمرة مثل العندم | وتلك في بياضها كالدّرهم
|
فقالت السّلاقة الثّرثاره | عندي حديث فاسمعي يا جاره
|
أنا التي تخضع لي الرّؤوس | أنا التي يعبدني المجوس
|
كم قائد أضحكت منه جنده | وسيّد حكمت فيه عبده!
|
وملك أسقطت عنه التّاجا | وساكن هيجنه فهاجا
|
وزوجة علّمتها الخيانه | ووالد أنسيته الأمانه
|
وحدث خدعته فانخدعا | حتّى إذا شبّ عضّ الإصبعا
|
إنّ الغنى والصّيت والذّكاء | متى أرد صيّرتها هباء
|
فسمع الماء فهاج غضبا | وقال: مهلا ، بلغ السّيل الزّبى
|
إن تفخري، يا جارتي، بالشّرّ | فإنّ بالفعل الجميل فخري
|
أنا الذي تغسل بي الكلوم | ويرتوي الظّامىء والمحموم
|
يحبّني المالك والمملوك | والسيّد المطاع والصّعلوك
|
حيث أكون جاريا يكون | الورد والأقاح والنّسرين
|
إنّ المروج الخضر لا يحييها | غير وجودي حولها وفيها
|
كم سرت في الوادي وفي الغدير | على شبيه الدّر والكافور
|
وجلس العشّاق حولي في السّحر | عللى بساط العشب في ضوء القمر
|
كم اشتهوا، إذ سمعوا خريري، | لو أنّني أسير في الصّدور
|
أنا الذي لولاه مات النّاس | والطّير والأسماك والأغراس
|
يا خمر كم ذا تدّعين الفضلا | وبالمياه تقتلين قتلا
|
وأمّك الكرمة يا صهباء | ما وجدت في الأرض لولا الماء! |