ماذا جنيت عليهم ، أّها القلم | و الله ما فيك إلاّ النّصح و الحكم
|
إنّي ليحزنني أن يسجنوك وهم | لولاك في الأرض لم تثبت لهم قدم
|
خلقت حرّرا كموج البحر مندفعا | فما القيود و ما الأصفاد و اللّجم ؟
|
إن يحسبوا الطائر المحكّى في القفص | فليس يحبس منه الصوت و النّغم
|
الله في أمّة جار الزمان بها | يفنى الزمان و لا يفنى لها ألم
|
كأنّما خصّها بالذّلّ بارئها | أو أقسم الدهر لا يعلو لها علم
|
مهضومة الحقّ لا ذنب جنته سوى | أنّ الحقوق لديها ليس تنهضم
|
مرّت عليها سنون كلّها نقم | ما كان أسعدها لو أنّها نعم ؟
|
عدّوا شكايتها ظلما و ما ظلمت | و إنّما ظلموها بالذي زعموا
|
ما ضرّهم أنّها باتت تسائلهم | أين المواثيق ، أين العهد و القسم ؟
|
أما كفى أنّ في آذانهم صمما | حتّى أرادوا بأن ينتابها الصّمم ؟
|
كأنّما سئموا أن لا يزال بها | روح على الدّه لم يظفر بها السّأم
|
فقيّدوها لعلّ القيد يكتها | و عزّ أن يسكت المظلوم لو علموا
|
و أرهقوا الصّحف و الأقلام في زمن | يكاد يعبد فيه الطرس و القلم
|
أن يمنعوا الصحف فينا بثّ لوعتنا | فكلّنا صحف في مصر ترتسم
|
إنّا لقوم لنا مجد سنذكره | ما دام فينا لسان ناطق و فم
|
كيف السبيل إلى سلوان رفعتنا | و هي التي تتمنّى بعضها الأمم ؟
|
يأبى لنا العزّ أن نرضى المذلّة في | عصر رأينا به العبدان تحترم
|
للموت أجمل من عيش على مضض | إنّ الحياة بلا حريّة عدم |