مرحلة أولى
|
***
|
كيف يكون هذا الشوق
|
كضفدعٍ خارجَ بحيرته؟
|
كيف هذا النهارُ رمادٌ في السماء؟
|
وهذه العاصفة في الرأس كيف لا تحرّك غصنًا؟
|
I
|
ما فائدةُ الوثوب إلى الغابات
|
وإطعام الغزالة النحيلة
|
حين تسقط عصافيرُ الدهشة
|
كخشبةٍ من بناية قديمة؟
|
أنا النموُّ الاسودُ تحت الأبراج
|
والحيواناتُ الكونيّة ترعاني
|
لستُ الصبيُّ الذي يدخل
|
برجَ العائلةِ في المساء
|
أبحثُ عن نجمةٍ أقرأ تحتها حياتي
|
أرتقي سلّمَ الضوء
|
أهبُ ورقةَ نقدي الأخيرة
|
لليد المعروقة
|
فوق جسر القلب.
|
II
|
هؤلاء الّذين يتوقون العودة
|
وليس لهم قطار
|
ولا نجمة
|
ولا حتّى صرصار في طريقهم يغنّي،
|
الّذين كّرتْ كنزةُ أحلامهم
|
ولحياتِهم صوتُ ارتطامِ المرآة على الحجر،
|
مرّات كثيرة سيعرفون موتَ المسافات
|
ويكتشفون العالم
|
بلا طريق.
|
III
|
تغرقُ في بئرِ المحبّة اليابسة
|
سكران
|
ماذا تقول للمارّة كي تخطفَ مرفأ؟
|
شربتَ نهاركَ دفعةً واحدة
|
رقصنا في الساحة ولم تقدّم نشوتك
|
رفعْنا مياهَنا إلى حدودها
|
وأنتَ تفكّر في صحراء يدك
|
بعْها
|
قلنا لكَ بعْها وارفعْ وجهكَ لا رايةََ الحرّية
|
قلْ هذه شجرتي
|
وأنا أرغب في عريها
|
لكنّك حرّكتَ إبرةَ الألم
|
وأعدْتَ حياكةَ يأسنا جميعًا.
|
IV
|
الرغبة نقاءٌ مالح
|
مرايا عاريةُ الظهر
|
عشبةُ التجاويف
|
قريةُ ميّتة في فمي.
|
V
|
تقول القابلة القرويّة:
|
وُلدتَ في زاوية البيت
|
بين قمر النعاس والعيون المطفأة
|
كانت الأزهار صغيرة
|
الطريقُ عجوزًا
|
وشجرةُ الرحمة تهتزُّ في النهر
|
حيث الغصون والعصافير
|
ترى نفسَها مكسورة.
|
VI
|
العشقُ مَرَّةً أسقط الملاك
|
في وجهي
|
حمل أصابعه وخرج
|
إلى الموت
|
يربط عنقَه بوردة
|
وخرج من العمر حصان
|
أنهى سباق الرغبة.
|
VII
|
جلس المنظّرون والعشّاق والسكارى والأموات
|
يحيون ذكرى الأرض القديمة
|
هيكلُهم على كلس الجدار
|
حطامهم على المفارق
|
ينتظرون زهرة الخدر
|
من حجارة العيون.
|
VIII
|
نقّبوا عن ظلال رؤوسكم
|
وتفيّأوا
|
الزمن جفّف القلوب
|
ولا بئر غير عيوننا
|
ندفن فيها وجوهَ من نُحبّ.
|
IX
|
أيُّ زمن سيأتي
|
بقميص أبيض؟
|
أيّ درب ستأتي
|
ونلعب مع الأطفال؟
|
أيّ خروف
|
نطعمه أيدينا؟
|
أيّ حلم
|
وكلّنا على قارعة الطريق
|
نلملم انهيار الوجوه.
|
X
|
يصعدُ الليل إلى الحلم
|
ونحن نرسم غصنَ الشوق
|
يصعد النوم إلى الثمر
|
ونحن نوقظ زهر النشوة.
|
هكذا بخطوةٍ أولى
|
يُستنزف الحُبّ
|
وأصابعه الحمراء تلوّح
|
ولا ترى القتلى.
|
XI
|
ماذا على الّذين مثلي أن يفعلوا
|
وأصغرُ فراشة
|
هي أكثرُ دهشة؟
|
الدائرةُ نفسها
|
المشهد، النافذة، الوجه.
|
سأخرج فارغًا
|
حتى من قميص قلبي
|
وبرصاصةٍ وحيدة أطلُّ على الصمت
|
هذا الهدف المتراقص أبدًا.
|
XII
|
هناك مشروعُ قصيدة
|
ضفّة
|
أفرشُ عليها السمكَ الواجف في رأسي.
|
اذهبي
|
يا امرأة سوداء على بابي يا مراكب
|
اذهبي
|
أحلامي كافية لأغلق هذا الباب
|
وأنام
|
مياهي كافية
|
لأغرق.
|
XIII
|
يجب أن يكون هناك طريقٌ آخر
|
إلى الغابة
|
الوترُ المشدود بين عينيَّ والأشجار
|
على وشك الانقصاف.
|
أيّتها الكلمات يا غابتي
|
يا شجرتي اليابسة في فمي
|
على طول الطريق سواقٍ وأزهار
|
حجارةٌ لمن تعبوا
|
شمسٌ للنهار قمرٌ للّيل
|
وليس على حروفك عصفورٌ يسلّي.
|
يجب أن يكون هناك طريقٌ آخر
|
الأصواتُ أقفاص.
|
IVX
|
أودُّ أن أعلّق قلبي على جبيني
|
كما تعلّق الأمُ اسمَ طفلها على مريوله
|
أودُّ أن أكتب رغبتي على الثلج
|
وعلى رمل البحر محبّتي.
|
في العيون في العيون
|
الشمسُ تثلج.
|