ليس يدري الهم غير المبتلي | طال جنح اللّيل أو لم يطل
|
ما لهذا النّجم مثلي في الثّرى | طائر النّوم شديد الوجل
|
أتراه يتّقي طارئة | أم به أني غريب المنزل؟
|
كلّما طالعت خطبا جللا | جاءني الدّهر بخطب جلل
|
أشتكى اللّيل ولو ودعتّه | بتّ من همّي بليل أليل
|
يا بنات الأفق ما للصّبّ من | مسعد في النّاس ؛ هل فيكنّ لي؟
|
لا عرفتنّ الرّزايا إنّها | شيّبت رأسي ولم أكتهل
|
سهدت سهدي الدّراري إنّما | شدّ ما بين المعنّى والخلي
|
ليت شعري ما الذي أعجبها | فهي لا تنفكّ ترنو من عل
|
أنا لا أغطبها خالدة | ولقد أحسدها لم تعقل
|
كلّما راجعت أحلام الصبى | قلت يا ليت الصبى لم يزل!..
|
أيّها القلب الذي في أضلعي | إنّما اللّذّة جهلا فاجهل
|
تجمل((الرّقة)) في العضب فإن | كنت تهواها فكن كالمنصل
|
هي في الغيد الغواني قوة | وهي ضعف في الفؤادالرّجل
|
لا يغرّ الحسن ذا الحسن فقد | يصرع البلبل صوت البلبل
|
تقتل الشاة ولا ذنب لها | هي ، لولا ضعفها ، لم تقتل
|
إن نكن في الوحش كن الثّرى | أو تكن في الطّير كن كالأجدل
|
أو تكن في النّاس كن أفواهم | ليست العياء حظّ الوكّل!
|
ما لقومي لا وهى حبلهم | قنعوا من دوهرهم بالوشل
|
أنا من أمرهم في شغل | وهم عن أمرهم في شغل
|
كلّما فكرت في حاضرنا | عافني اليأس عن المستقبل
|
نحن في الجهل عبيد للهوى | ومع العلم عبيد الدّول
|
نعشق الشّمس ونخشى حرّها | ما صعدنا وهي لما تنزل
|
قد مشى الغرب على هام السّهى | ومشينا في الحضيض الأفسل
|
سجّل العار علينا معشر | سجّلوا المرأة بين الهمل
|
فهي إمّا سلعة حاملة | سلعا أو آلة في معمل
|
أرسلوا تزرع الأرض خطا | وتباري كلّ بيت مثل
|
تتهاداها الموامي والرّبى | فهي كالدّينار بين الأنمل
|
لا تبالي القيظ يشوي حرّه | لا، ولا تحذر برد الشّمأل
|
ولها في كلّ باب وقفة | كأمرىء القيس حيال الطلل
|
تتّقي قول ((اغربي)) خشيتها | قوله القائل ((يا هذي ادخلي))
|
فهي كالعصفور وافى صاديا | فرأى الصيّاد عند المنهل
|
كامنا ، فانصاع يدنيه الظّما | ثمّ يقصيه اتّقاء الأجل
|
ولكم طافت به آملة | وانثنت تقطع خيط الأمل
|
ولكم مدّت إلى الرفد يدا | خلقت في مثلها للقبل
|
ما بها ؟ لا كان شرا ما بها | ما لها من أمرها في خبل؟
|
سائلوها أو سلوا عن حالها، | إن جهلتم، كلّ طفل محول
|
في سبيل المال أو عشّاقه | تكدح المرأة كدح الابل
|
ما تراها وهي لا حول لها | تحت عبء فادح كالجبل
|
شدّت الأمراس في ساعدها | من رأى الأمراس حول الجدول؟
|
جشّمةها كلّ أمر معضل | وهي لم تخلق لغير المنزل
|
فإذا فارقت الدّار ضحى | لم تعد إلاّ قبيل الطفل
|
ألفت ما عوّدوها مثلما | تألف الظّبية طعم الحنظل!
|
بنت سوريّا التي أبكي بها | همّة اللّيث وروح الحمل
|
ما أطاعوا فيك أحكام النّهى | لا ولا قول الكتاب المنزل
|
قد أضاعوك وما ضيّعتهم | فإضاعوا كلّ أم مشبل |