بكيت الصّبا من قبل أن يذهب | فيا ليت شعري ما تقول اذا ولّى؟
|
وهّمته يبقى اذا أنت صنته | عن الشفة الحمراء والمقلة الكحلا
|
وخلت الهوى جهلا فلم يكن الهدى | أخيرا سوى ا؟لأمر الذي خلته جهلا
|
خشيت عليه أن يطوحه الهوى | فألقاك هذا الخوف في الهوّة السفلى
|
أتلجم ماء النهر عن جريانه | مخاقة أن يفنى؟ اذن ، فاشرب الوحلا
|
سبيلى الصّبا مهما حرصت على الصبا | فدعه يذوق الحبّ من قبل أن يبلى
|
فما ديمة صبّت على الصخر ماءها | فما أنبتت زهرا ولا أطلعت بقلا
|
بأضيع من برد الشباب على امرىء | اذا استطعمته النفس أطعمها العذلا
|
فلا تك مثل الأقحوانة راعها | من الحقل أنّ تجنى فلم تكن الحقلا
|
وأعجبها الوادي فلاذت بقاعه | فجاء عليها السيل في الليل واستتلى
|
فما عانقت نور الكواكب في الدّجى | ولا لثمت فجرا ولا رشفت طلاّ
|
وزالت فلم يستشعر النور والندى | على فقدها غما كأن لم تكن قبلا
|
ولا تك كالصدّاح اذ خال أنه | اذا اذدخر الألحان أكسبها نبلا
|
فضنّ بها والشمس تنثر تبرها | وفضّتها والأرض ضاحكة جذلى
|
فلّما مضى نور الربيع عن الربى | ودبّ الى أزهارها الموت منسلاّ
|
تحفّز كي يشدو فلم يلق حوله | سوى الورق الهاوي كأحلامه القتلى |